السبت، 3 سبتمبر 2011

الغصب المشروع الجزء السادس معنى الحب

ارتباط
الجزء الخامس : زاوية جديدة للحدث .

مقدمة الجزء السادس ولابد منها
عزيزى القارىء :
رجاءا لا تنسى أننى هنا من يكتب وأننى من ينقل الحدث
القصة حدثت آلاف المرات فى أرض الواقع
ولكننى أنقلها كما أرى وكما أريد وكما ينبغى لها أن تكتب
لمَ يعاتبنى الكثير على الجزء الخامس لأننى أظهرت فيه بعض الحقائق التى أوجعت الكثيرين ولم يعاتبونى على إظهارها ملاكا يتألم طوال الأجزاء الأربعة الأولى ؟؟؟
هل نسيت أن لكل فعل رد فعل ...؟؟؟
وأن أفعالنا فى الحياة وإختياراتنا التافهة قد يتوقف عليها حياتنا ...
لو أن عابر الطريق قد أمهل نفسه ثانيتين لينظر يمينا ويسارا ولم يسرع ليلحق حبيبته وتدهسه سيارة مسرعة
لو ان حبيبته لم تحزن لأنه رفض أن يتركها ويذهب فى حال سبيله ....
لو أنه أمهلها دقيقتين يسمع فيهما شكواها منه ...
لو أنها إحتملت كلماته اللاذعة مجرد دقيقتين أخريتين ...
لو أنه تمهل قبل النزول باكرا من منزله وتناول إفطاره
لو انه إستمع لشكوى أمه من بعض الأشياء
لما دهسته تلك السيارة المسرعة
عزيزى القارىء :
كل ما نختار فى حياتنا من مواقف وأفعال وحتى أتفه الإختيارات يؤثر فى مصائرنا بأحد الأشكال حتى وإن لم تنتبه إلى هذا ولكن هذا حقيقى وحاول مع نفسك أن تصيغ يومك بشكل آخر لتجد أنك قد تقابل شريكة حياتك فى الطريق أو قد تدهسك سيارة أو تحصل على الكثير من المال أو توفقك الأقدار فى أن تصبح حقا ما تريد أو أن تودع صديقا قريبا لك ...
حقا لا احد يعلم ما تخبئه لنا الأقدار ... ولكن دوما لنا متعة وشقاء الإختيار
فكما نتمتع بإختياراتنا فى الحياة ... كما نشقى منها
وكما تستمتع بلعب الدور بأن تكون من يختار فأنت من يعانى فى لحظة الإختيار
لا تدعونى أناقش فى أمور لا معنى لها
لمَ وصفت بطلتنا بال ( زبالة ) ولمَ قسوت عليها ؟؟ ولمَ لم ترحمها لحظة واحدة فى كتاباتك ؟؟؟
إن بين يدى الكثير من الأحداث والتفاصيل
بعضها قد حدث معى بالفعل ... وبعضاً منها رأيته بعيناى والبعض الآخر قصته على أكثر من سيدة ...
لا أمانع أبدا فى تقبل النقد ولا أمانع فى أن يكرهنى البعض لنقلى الحدث كما أرغب أن أنقله ..
ولكننى أمانع أشد الممانعة فى أن يتحكم احد آخر فى أبطالى أو يحاول أن يثنينى عن التكملة أو يجادلنى فيما أكتب لأنه لا يعجبه حدث معين ويتمنى أن يراه بشكل آخر ...
أعدكم ان تكون الأحداث القادمة أكثر روعة وبالتالى ستزداد جرعات الألم وبالتالى ستقفون حيارى وتسألون : هل هذا حقا ما حدث لأمانى ؟؟ وأين كمال مما جرى وترى و لمَ و لمَ و لمَ ... إلخ
ولكن صدقونى أن القصة من ألسنة أبطالها أكثر ألماً وأن جروحهم مازالت رغم مرور السنين تنزف دمعاً وألم
لذا :
لا يتجرأ أحد ليطلب تغيير مسار الأحداث
ولا يتجرأ أحد ليعاتبنى على وصف قلته فى البطلة أو فى الزوج أو فى البطل لأن كل ما أكتبه قد يكون إنفعال من البطل فى لحظة غضب أو لحظة يأس من البطلة أو ربما لحظة زهد فيها فى الدنيا أو إحساساً سيطرعليهم للحظة ثم ذهب إلى حال سبيله
لا يتجرأ أحد ليطلب نهاية مختلفة
لا يتجرأ أحد ليقول بأن هنالك من ظُلم أو ظَلم غيره
لا يتجرأ أحد ليناقش حدثاً كلف أبطال القصة ليالى ألم ودموع ودماء أحياناً
إقرأوها كما هى وتحكموا فى حياتكم وتحكموا فى خياراتكم التى تضعها لكم الأيام يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة ولحظة بعد لحظة
إحذروا فى تعليقاتكم ... فأبطال القصة يقرأونها ...
فلا تجرحوا أحداً
وإتركونى أنقلها لكم بطريقتى وأسلوبى وكما رأيتها ... وربما كما حدثت بالفعل ...
خالص التحية
شاب فقرى
طالت وقفة كمال على كوبرى قصر النيل الذى شهد الكثير والكثير من لحظاته الجميلة مع أمانى فهنا كانت المرة الأولى التى تبكى فيها لتسامحه وتنسى ما أحزنها منه حقاً وتأتمنه على روحها وعلى كل ما ملكت فى الدنيا , كان الجو كمثل تلك اللحظة أسطوريا لا يمكن أن تصفه الكلمات فالنيل ليلاً كما يقال عنه فى الكثير من الحكايات أنه يحمل بين موجاته آلام العابرين و دموع المحبين وشوق العاشقين الذى تركه القمر ليسقط فى النيل مع آشعته الفضية التى تسحر العيون وتأخذ لب الناظرين , مازالت الذكرى تصارع عقل كمال لتجبره على الخضوع والندم عما قاله فى وجود صلاح , فكيف سمحت له نفسه أن يصفها بمثل هذا الوصف ؟؟ كيف ترك لغضبه العنان ليأخذه إلى مثل تلك الكلمات القاسية التى لم يعتقد أنها قد تخرج من شفتيه يوماً ليصف بها حبيبته وشريكة حياته ؟ ولكن عقله مازال يلح فى السؤال آلاف المرات : أليس تلك هى الحقيقة ؟؟؟ إمرأة متزوجة وتريد منه أن يكون عشيقا لها بماذا يمكن أن يصفها ؟؟؟ إمرأة تريد منه ان يصبح رجلاً بلا كرامة وبلا إحساس بالغيرة على حبيبته .. إمراة تريد منه أن يطعنها فى شرفها حتى تلتئم لديها جراحا أخرى لا يعلم ما هى ...إمرأة تبغى منه ما وعدها يوماً أنه لن يستطيع ان يقدمه لها وأنه سيكون حريصاً على شرفها حتى لو تركته أكثر من حرصها عليه ... مازال يتذكر تلك اللحظة التى أحست فيها حقاً بمدى عشقه لها حين قالك ( أحبك ) مازالت يتذكر كل لحظاته معها ومازال يتذكر متى ضمها بين احضانه للمرة الأولى وأين كانت وماذا حدث للزمان فى تلك اللحظة ... كيف توقفت بهم عقارب الساعة لتنقلهم إلى لحظة خارج إطار الزمان ... لحظة آمنت فيها به وآمن فيها بها وكانت له كل الدنيا وكان لها كالموسيقى العازف على اوتار آلته كالبحر حين يسحر احدهم ... لا يمكن أن ينسى من كانت أمانى .. ولكن ... لمَ خانته فى أحد الأيام ؟؟؟ لم يستطع يوماً رغم كل ما قصته عليه من وقائع تلك المقابله أن يسامحها ... لقد رآها مازالت غرة ساذجة تحكى له عن فتى أعجبته عيناها وبدأ يفصح لها عن مكنونات صدره من أشواق ... كيف تسمح بمثل هذا ؟؟؟ أليست هذه خيانة ؟؟ كيف تترك نفسها لتتحدث لشخص آخر سواه ؟؟؟ شخص يراها زوجة أو عشيقة أو مجرد فتاة عابثة يستطيع أن ينال منها ما يريد ... تمنى أن يقابل ذلك الشخص ليلقنه دررساً ... ليخبره بأن أمانى خلقت لكى تكون زوجته وحبيبته هوا فقط ... ليخبره بان كل تلك الألاعيب والكلام المعسول الذى قاله لها لا يساوى لحظة واحدة قضتها أمانى معه بين أحضانه او تحادثه وتشكو له عما بها ...تمنى فقط للحظة واحدة أن يتخيلها تحادثه ولكنه لم يستطع ..أنه يعاقبها على مافعلته وهوا لا يستطيع ان يتخيل انها فعلته لأنه لو شك للحظة واحدة أنها قد تأتى بفعل مثل هذا لطردها من حياته شر طرده ولكنه يعاقبها على ما تتخيل انها فعلته ... حتى وإن سامحها فيما تقول وما أخبرته به ... كيف سيسامحها فى لقاءهم الأخير ؟؟؟ كيف يسامحها فى تركها لقلبه على مثل تلك الحالة ؟؟؟ كيف يسامحها على أنها تركته لتتزوج من آخر ولم تراعى لحظة واحدة عشقه ولم تراعى حبه ولم تراعى أنه رجل يعشق التراب الذى تسير قدميها عليه .مازال يتذكر قوله لها الذى كانت تطلق عليه الدعابات دوماً
( الحب هوا إحترام وإهتمام وسمعان كلام ) كانت دوماً تطلق الدعابات على تلك الجملة ولم تحاول ان تفهمها وكانت حتى إذا حاولت تحاول أن تثنيه عما يحتويه آخر كلمتين ... مازال صوتها يرن فى عقله فى لقاءهم الثانى فى مكانهم المنعزل أو ( بيتنا ) كما كان يسميه
أمانى : بتحبنى يا كوكو ؟
كمال : طبعا ... وإلا مكنتش جبتك معايه
أمانى ( بغضب ) : بس اللى بيحب واحدة مياخدهاش معاه البيت ويحافظ عليها وإنته كدا مش بتحافظ عليا
كمال : يمكن اكون فشلت فى غنى احميكى من نفسى ولكن فى المقابل حميتك من الناس وفهمتك كويس اوى وعرفتك إنى معاكى طول عمرك وكل لمسة منى ليكى كانت فيها ألف وعد ووعد
أمانى : بس دا مش كفاية
كمال : وهوا إنتى عايزة إيه أكتر ؟؟؟
امانى : عايزة أحس غنى زى ما كنت قبل ما أعرفك ... لسه البنوتة المجنونة الطايشة الطفلة اللى بتعمل اللى نفسها فيه اللى بتتنطط وبتجرى وبتروح هنا وهناك ومش بيشغل بالها أى حاجة
كمال : يعنى عايزة تتخلصى من الفترة اللى عرفتينى فيها
أمانى : مش اتخلص منك
كمال : يبقى تتخلصى من حبى
أمانى : يا كمال إفهم ...أنا يا حبيبى حاسه إنى بتغير ولما بطلع من هنا ببقى حاسه إنى عايزة أشق نفسى نصين واموت
كمال : وياترى بقى إيه اللى بتعمليه هنا للدرجة دى بيثير إشمئزازك وبيكرهك فى الدنيا وفى نفسك كدا
أمانى : كل حاجة
كمال : يا امانى دا أنا ببوسك بالعافية
امانى : مجرد دخولى بس من الباب يعتبر كارثة فى حد ثاته وانا مقدرش أعمل كدا وحتى لو عملته مقدرش استحمل نفسى كدا
كمال ( يقترب منها ويحاوطها بذراعيه ويحاول تقبيل وجهها ) : إنتى عارفة إنى بحبك ... وإنى مقدرش أستغنى عنك ... وإنى بعشقك
أمانى : آآآه ... بس يا كمال
كمال : بس إيه بقى ؟؟؟
أمانى ( تحاول ان تبتعد عن ذراعيه وعن شفتيه ليجذبها برفق لتنام على كتفه ) : بس يا كمال أنا بحس غنى بضيع منى
كمال : انا جنبك وبحبك
أمانى ( فى دلال وقد طاب خاطرها أو ربما نسيت الدنيا على كتفه ) : فاكر لما سألتك أول يوم قابلتك فيه ... إيه هوا الحب يا كوكو ؟؟
كمال : فاكر
أمانى ( تقترب من وجهه لتداعبه بشفتيها ) : إيه هوا بقى
كمال : إحترام وإهتمام وسمعان كلام
أمانى ( تبتعد عن وجهه وتعود لكتفه مرة أخرى فى غضب ) : إيه سمعان كلام دى بقى ؟؟ انا مبعرفش أسمع كلام حد
كمال : بس بتحبينى ؟؟
أمانى : أيوة
كمال : يبقى تسمعى كلام عشان يبقى فى ثقة
أمانى : متفتحش موضوع الثقة دا ولا تجيب سيرته
كمال : ليه ؟
أمانى ( تفر الدمعة من عيونها ) : هتثق فيا إزاى ؟؟ وانا معاك بالشكل دا ... وأنا بآجى لك هنا ... وأنا فى حضنك وطايل فيا كل حاجة .. وانا بخون اهلى
كمال ( يقترب من وجهها ويقبل الدموع من على وجهها قائلا ) : إنتى حبيبتى ... والأمان بالنسبة لى ... أمانى أنا ... بتاعتى وبس ... وعمرك ما هتبقى لغيرى
أمانى ( تحاول أن تفيق من دموعها وتقترب من شفتيه ) : متشوفنيش وحشة ...أنا بحبك إنته وبس ... ومش عايزة غيرك ... ولا هفكر عمرى فى غيرك
كمال : وأنا كمان بحبك
يستفيق كمال من ذكرياته على موسيقى أغانى محمد منير تسبح فى الهواء ويندمج معها ويسمح لباب قلبه أن ينفتح لها ويسبح معها فوق أمواج النيل بما يحمله الهواء من عبير ورود يحملها المارة ومن نسمات النيل ويغنى معها ( ياللى إنتى حبك حرية ..فى العشق آه ولا شىء ممنوع ) ليقف عقله عن التفكير ويتناول هاتفه ويطلب رقمها ليعتذر عما صدر منه فى تلك المقابلة ويحكو لها همومه لتضمه كما إعتادت وتنسيه ما جرى لها ... يسمع صوت رنين الهاتف وما من رد يواصل إلحاحه فى طلب مصالحتها وطلب رقمها حتى يأتى الرد من الطرف الآخر فى صوت أنثوى ... ولكنه ليس صوت أمانى
كمال : آلو ... مين
أميرة : إنته اللى مين
كمال : أنا كمال
أميرة : إزيك يا كمال ... إنته بتتصل بأمانى لسه ؟؟؟ معرفتش اللى حصل ؟
كمال : حصل إيه ؟؟
أميرة : إنها إتجوزت يعنى وكدا
كمال : طيب ليه بتردى على موبايلها
أميرة : مفيش ...أميرة بس فى المستشفى معرفش مالها ... مامتها مش بتقولى أى حاجة بس طلبت منى أجى الشقة هنا أنضف الأودة وأجيب لأمانى حاجتها من هنا عشان هتقعد فى المستشفى يومين ولا حاجة
كمال ( فى فزع ) : جرى إيه لأمانى يا أميرة ؟
أميرة : والله ما أعرف ... وهوا أنا لو اعرف يعنى هخبى عليك ؟؟؟
كمال : طيب خدى معاكى الموبايل المستشفى ولما تشوفيها طمنينى عليها
أميرة : حاضر
كمال ( فى وجع ) : ومتنسيش تقولى لها إنى بحبها أوى
اميرة : تانى يا كمال ... حاضر
يغلق كمال بعد إتفاقه مع اميرة وينتظر ويبدأ فى تفسير ما حدث لأمانى ... لماذا أرادت أن تقابله فقط بعد يومين من زفافها ؟؟ وما الذى دفعها إلى مثل هذا ؟؟؟ ولماذا دخلت المستشفى ؟؟ هل حقا نفذت تهديدها له وحاولت أن تنتحر ؟؟ ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا ؟؟
***
يقف والد أمانى فى قلق وترقب امام غرفة العمليات برفقة أيمن زوجها الذى وقف واضحا عليه معالم الإرتباك والقلق والريبة والذنب فلا يدرك ما قد يحدث فى اللحظات التالية ... ترى هل سيعرفون ما حدث حقا وما أدى إلى هذا وكيف تركها وكيف عاملها وكيف مارس معها الحب .. هل ستنفضح كذبته ؟؟؟ هل سيعلم الجميع ما يعانيه وما يمر به ؟؟؟ ... يرن جرس هاتف أيمن ليشعره بقليل من الفزع الذى يحاول السيطرة عليه ويرى نمرة الطالب فيحاول ألا يرد لينظر له والد أمانى قائلا : رد يابنى ...إحنا هنا مستنيين أهوه .. روح رد إنته
ليخرج أيمن من الغرفة ويرد على الهاتف
أيمن : الو
بهجت : إزيك يا هندزة
أيمن : عامل إيه يا بهجت
بهجت : إزيك إنته ؟؟؟ عامل إيه مع العروسة يا واد ... ظبطت الأداء ولا لسه ... يا بختك يا واد
أيمن : العروسة فى المستشفى
بهجت : يخرب بيت أهلك ...إنته ظبطت الأداء للدرجة دى ولا إيه ؟؟؟
أيمن : يا بهجت سيبنى دلوقتى
بهجت : طيب قولى راجع لنا إمتى ؟
أيمن : هقطع أجازتى يعنى يا بهجت وأسيب عروستى فى المستشفى وأجى لكم ؟
بهجت : وماله ... إنته عارف إن ( فتحية ) جابت بنت أختها (سيدة) من تانى ؟؟
أيمن ( فى دهشة ) : بجد ؟
بهجت ( ليطلق ضحكة رنانة ) : آه والله ... ولما نزلت المدينة هنا وسألتها قالت لى إنها تعبانة ومش قادرة عالشغل بس تلاقيها جايباها عشان مش قادرة عالشغل التانى
أيمن : طيب هشوف كدا الحال هنا إيه ... مش هفضل انا جمب البت دى ... لأن بصراحة مش مرتاح ولا عاجبنى الحال
بهجت : ما قلت لك فكك من كلام أمك ومتتجوزش دلوقتى ... عملت لى فيها بطل طاعة الوالدين وروحت تتجوز ...إشرب بقى يا حليوة يا أمور
أيمن : بس بقى يا بهجت ويلا سلام دلوقتى أنا فى المستشفى
بهجت : طيب حاول تخلع يا زميلى ... سلام
أيمن : سلام
يعود أيمن إلى الممر أمام غرفة العمليات ليجد أن لم يعد احدا موجودا ويسال الممرضة لتقول له أن أمانى قد خرجت للتو من غرفة العمليات وأنها قد عانت بالداخل ولكنهم نقلوا لها الكثير من الدماء وتوجهه إلى غرفتها ليدخل أيمن خائفا مما قد تكون قد نطقته أمانى لأمها أو لأبيها ولكنه تذكر أن المخدر الذى يسرى فى جسدها منذ ساعتين لا يمكن أن يختفى أثره بمثل هذه السهولة وأنها فى حالة من الهذيان الآن ... حاول أن يدخل غرفتها ليقف والدها أمامه قائلا : سيبها دلوقتى يابنى هى فى البنج لسه ...وتعالى فهمنى إيه اللى حصل
أيمن : والله ياعمى مفيش حاجة ... أمانى تلاقيها تعبت فجأة وأنا برا وكانت هتقع فسندت أكيد على المراية اللى كسرتها وقطعت لها عروقها كدا
والد أمانى ( يحمد الله فى سره ويحاول أن لا يسأل أكثر حتى لا يثير ريبة أيمن ) : طيب يابنى مش تاخدوا بالكوا من بعض ؟؟؟
أيمن : يا والدى والله مش عارف إزاى حصل كدا ...أنا كنت نزلت أجيب العشا وكانت لسه فى حضنى وكنا ..
والد أمانى ( مقاطعا فى تقزز ) : طيب يابنى خد بالك منها
أيمن : والله يا والدى مش عارف ...أنا لسه متصلين بيا من الشغل حالا وإحتمال أسافر تانى بكره لأنى خلاص مش هقدر أسافر النهارده كدا
تدخل أميرة الغرفة مقاطعة حديثهم ومعها حقيبة أمانى السوداء وتلق على كليهما السلام وتهنىء أيمن وتيارك له الزواج وتتمنى لأمانى شفاءا عاجلا مما أصابها لتسأله عما جرى ليرد بنفس الجواب الذى قاله منذ قليل لتبدأ معه حديثا جانبيا بعيدا عن والد أمانى
أميرة : هى أمانى على طول كدا ...
أيمن : على طول كدا إزاى ؟؟؟
أميرة : مش بتاخد بالها من نفسها يعنى ... المهم خد بالك إنته من نفسك
لتبتسم وتتركه متوجهه لغرفة أمانى وتفتح الباب لتجد أمانى على سريرها تنادى كمال فتدرك لما أيمن ليس بالغرفة ... وتجلس بجوارها على السرير وتسرى محادثة بينها وبين والدتها لتخبرها بما أخبرها به أيمن منذ قليل وتستأذن أميرة لتخرج من الغرفة وتقف فى نهاية الممر ممسكة هاتف أمانى وتطلب رقم كمال
كمال : ها يا أميرة
أميرة : أميرة كانت هتقع فسندت على مراية إتكسرت وقطعت لها عروق إيديها
كمال ( فى قلق وفزع وشعور بالذنب ) : طيب هكلمها إمتى
أميرة : أول ما تفوق بقى يا كمال ... سلام دلوقتى
كمال : طمنينى يا امانى فى أسرع وقت ...معلش عشان خاطرى
أميرة : حاضررررررر ... سلام بقى
تغلق أميرة الهاتف لتعود مرة أخرى إلى غرفة أمانى التى قاربت على الإستفاقة من المخدر ومازال صوتها ينادى فى همس ( كمال ... كمال .. كمال حبيبى )
إنتهى الجزء السادس
خالص التحية
شاب فقرى

ياللى إنتى حبك حرية

وحشتينى ...

مازال قيدك فى يدى ...


مازالت حقيبة هداياكى تحمل عطرك ...


مازالت شفتيكى تهمس لى حتى الثالثة صباحا وتمنعنى من النوم...


مازلتى هاهنا ( جنبى )


إبتعدى أو إقتربى ...


تعقلى أو إزدادى جنونا


مازلت أعشقك


رغم كل شىء


مازال قيدك فى يدى


مازلت أعشق قيداً هوا الحرية ( ياللى إنتى حبك حرية )

مازالت ال ( فكرة ) كما هى كالماس تزداد بريقا بعنادك وتذوب فى حين تسامحى


مازال قيدك فى يدى ..


لم أخلع هذا القيد منذ تلك اللحظة ....


لم ينكسر باب قلبى أمام أخريات ...


مازالت مدنى تنتظرك أسيرة لك ولعيناك وإبتسامتك

حتى الورود تزهر لأجلك

مازلت حتى اليوم وقفاً لك ... فى إنتظارك

لم أستمع إليهن ... لم أخنك لحظة

لم أعبأ بهمسهن ولا بآهاتهن ولا بعشقهن


مازلتى كما أنتى فى عيناى


مازلت عشقا يسكن فيا..


مازالت عيناك حاضرة أمامى تنير لى الطريق


مازالت نارك تلهب فى النار لأفعل أى شىء لعودتك


مازالت آلامك هى ما يبقينى حياً حتى يمكننى ذات يوم أن أعشقك وأكون بجوارك


مازلتى كما أنتى ... حبيبتى


خالص التحية

شاب فقرى