الاثنين، 19 سبتمبر 2011

الغصب المشروع الجزء الثامن : رخيصة




مقدمة الجزء الثامن :
إختياراتنا فى الحياة هى بس اللى بتحدد إحنا إيه ... ياترى إحنا أقويا ولا ضعفاء ... ياترى إحنا هنقدر نقف فى وش الموجه ولا هنطاطى ؟؟؟ يا ترى هنقدر نتمسك بكل حاجة بنحبها ولا هنسيب كل حاجة بنحبها تمشى فى الهوا ... ياترى إحنا مين ؟؟ ولا إيه الكلمة اللى توصفنا ؟؟؟
ياترى الحب يستاهل نتحمل ونصبر عشانه ؟؟ ولا إحنا أصلا مش نستاهل الحب بأى شكل من الأشكال ؟؟
ياترى إيه اللى يحدد قرارنا بالتمسك بالحب أو التخلى عنه ؟؟؟
ياترى حياة كل شخص مننا فيها كام بطل أو بطله ؟؟؟
الغصب المشروع الجزء الثامن : إمرأة رخيصة
حين وصلت أمانى إلى منزلها بصحبة أميرة وعائلتها وزوجها أيمن لم تكن تلك الكلمات قد فارقت أذنيها بعد , مازالت تفكر فى كل شىء يخص كمال , مازال عقلها يحاول أن يتخذ قرارا صائبا فى تلك المسألة , ترى أين كمال الآن ؟؟؟ هل مازال ينتظر بجوار الهاتف وأعصابه متوترة ويحطم كل ما تصصل إليه يداه وقت عصبيته ؟؟؟ ترى هل يفكر فيها الآن ويفكر كيف حالها بعد أن علم جيدا أنها حاولت الإنتحار لأجله ؟؟؟ , بدات أمانى تشعر وكأنها ليست فى حاجة إليه بعد أن رماها إلى أحضان الموت , بعد أن تركها تعانى الموت وحيدة بعيدة عنه .. لمَ حتى تفكر فيما سيقوله بعد محاولتها الإنتحار ؟؟ هوا نفسه لم يعد مهما لها بعد أن اجبرها ان تضرب عن التنفس من أجله , بعد أن تركها وأجبرها أن تتخلى عن حياتها من أجله , لا قيمة لكل ما فعله الآن بعد أن تركها تواجه الموت , صحيح أنه كان قرارها وقرارها هى وحدها ولكن ... أين هوا ليعتنى بها أين هوا ليدفعها لتفعل ما هوا صحيح فعلا ؟؟ أين هوا لينتشلها من كل هذا .
أخذت تفكر فى كل ما طالته يدها وحصلت عليه بعد الزواج الفاخر الذى أعده لها أهلها .. أخذت تحسب قيمة كل الأشياء : زوج يعانى من إضطرابات و أسرة تعتنى بها وعائلة تهتم بها أخيرا وصديقة ظلت بجوارها ولم تتركها لحظة وساندتها فى كل شىء , لم تجد شيئا ينقصها أو شيئا تحتاجه ... صحيح أن الزوج يعانى من الكثير من الإضطرابات ولكن من فى الدنيا لا يحاول أن يفعل ما فعل ؟؟ من فى الدنيا لا يحاول أن يجرب مع زوجته شيئا جديدا بغض النظر عن كل التقاليد وعن كل الأعراف .. من فى الدنيا لا يحاول أن يسعد زوجته ويحافظ عليها ... إنها الآن فى أحضان أيمن قد تستطيع فعل أى شىء .. قد تستطيع إقناعه بالعدول عن مثل تلك الأفعال .. قد تستطيع ترويضه ليصبح خير زوج لها وخير معين ... قد تستطيع ... قد ... من يعلم حقا ؟؟؟
بدأت تتصرف بهدوء وفقا لمشاعرها وقرارها العقلانى الذى إتخذته , لابد أن تتخلى عن كمال , لابد أن تنساه فلا مكان له فى حياتها بعد الآن فهوا لا يفعل أى شىء سوى أنه يحولها حقا من سىء إلى أسوأ ... هى لا تفعل شيئا سوى أنها تحبه وبجنون وهوا لا يكف عن جعلها أسوأ فأسوأ , بدأت ترتدى ملابسها لتجلس مع الأسرة خارج غرفتها وساعدتها أميرة لتكتمل زينتها و أحست أمام المرآة أنها عادت من جديد إلى سابق عهدها .. هى تلك الفتاة الهادئة الرقيقة المجنونة المليئة بالضحكات البريئة والجميلة والتى يتمناها كل رجال الدنيا .. قاطع صوت أفكارها رنين هاتفها صادر من حقيبة أميرة ... لتحاول أميرة أن تثنيها عن الرد عن الهاتف تحت حجة ( مينفعش وميصحش وإنسى ) ولكنها عشقت نفسها فى تلك اللحظة حتى أنها أرادت أن تنسى كل ما فى الدنيا سوى نفسها , منذ تلك اللحظة ستكون لنفسها هى فقط , أمسكت بالهاتف وردت على المتصل
كمال : آلو
أمانى : أيون
كمال : سلامتك يا حبيبتى ... إيه اللى جرى لك
أمانى : مجراليش حاجة
كمال : إنتى فعلا حاولتى تنتحرى زى ما قلتى ؟؟؟
أمانى : حاجة متخصكش
كمال : من إمتى يا أمانى فى حاجة متخصنيش .. من إمتى حياتك متخصنيش
أمانى : من اللحظة دى ...أنا مش عايزة أعرفك تانى
كمال : ودا من إيه دا ؟؟
أمانى : كدا مبقتش عايزاك ... أنا ست متجوزة ومينفعش أكلمك أو اعرفك تانى
كمال : مينفعش ؟؟؟ ولا مش عايزة ؟؟؟
أمانى : وهوا فى فرق ؟
كمال : لما جيتى تشوفينى أكيد لأن جوازك دا مكانش مريحك فى أى حاجة وإنتى مش قادرة تنسينى ..
أمانى : ودى حقيقة
كمال : وطبعا حاولتى تهونى على نفسك اللى بيحصل بإنك تكلمينى
أمانى : بالظبط
كمال : ودلوقتى ؟
أمانى : اللى حصل حصل وخلاص مبقتش محتاجاك ولا عايزاك ولا عايزة أعرفك تانى .. ودا اللى المفروض أى ست متجوزة محترمة تعمله
كمال : ومين قال إنى عايز أرجع لك أو أبقى جنبك ... وبعدين تعالى هنا .. تقصدى بنفسك كلمة محترمة دى ؟؟؟
أمانى : أيون محترمة غصب عنك
كمال : إنتى عارفة بعد كل اللى عملتيه قبل كدا وإنتى معايه كان إسمك إيه وعارفة باللى عملتيه لما سيبتينى عشان واحد ميستاهلش وقبلتى إنك تبقى سلعة ملهاش قيمة وخليتى نفسك مجرد تمثال أو كرسى بيبيعوه ويشتروه ... وعارفه كويس لما البنت تسيب الشاب اللى بتحبه وبينه وبينها كل اللى بيننا دا إسمها بيبقى إيه
أمانى ( يختنق صوتها وتبدأ فى البكاء بهدوء محاولة أن لا تظهر أن الكلام يعنيها فى شىء ) : تقصد إيه يا كمال ؟
كمال ( فى غضب ) : أقصد إنك متسويش حتى إنك تسمعى صوتى ... متستاهليش إنك تعرفينى أو تشوفينى وأنا لو شفتك حتى فى طريق والله والله والله لأمشى من غيره ولا هعرفك تانى ... مش عشان مبحبكيش ... ولا عشان انا خاين وغدار ... بس عشان إنتى واحدة رخيصة ملكيش تمن ولا قيمة .. لما تخونى الراجل اللى بتحبيه مرة .. ولما تخونى اهلك مرة ... ولما تخونى جوزك مرة ... اللى فيه داء مبيبطلوش ... وإنتى هتفضلى طول عمرك بالقذارة والوساخة دى
أمانى ( تحاول أن توقف سيل الحقائق التى تتابع على أذنيها ولكنها تكتفى بالصمت : ....
كمال : مبترديش ليه ؟؟؟ عشان عرفتى حقيقتك أخيرا ... ياترى البيه اللى سيبتينى وروحتى تكلميه فى يوم من الأيام موجود عشان تلاقى حد تكلميه لما تيجى تخونى جوزك تانى ؟؟؟ ياترى لسه بيتصل بيكى وعارفاه ولا هتجرى وراه زى أى واحدة ملهاش تمن وهيرفضك ... أنا الغلطان إنى كنت فى حياتك أصلا من الأول
أمانى : يا كمال ...
كمال : كمال دا اللى غلطان إنه عرفك أو حتى كلمك فى يوم من الأيام ... كمال دا اللى غلط لما إفتكر إن إنتى ممكن تعملى حاجة عشان خاطره فى حين إنك واحدة رخيصة وملهاش تمن ولا قيمة .. بتعمل كل دا لأنها زبالة وملهاش تمن وبكره تعرفى إنك عمرك ما هتلاقى لحظة عشتيها معايا فى أى مكان تانى ولا هتلاقى كمال تانى فى حياتك ولا عمرك هتنسي أول راجل فى حياتك ... مهما عملتى ...
يغلق كمال الهاتف فى وجهها غاضبا ... كيف لها أن ترفضه أو تحدثه بمثل هذا الشكل , كيف لها ان تتركه أو تفكر فى مثل هذا بعد أن جعلته يشعر بها من جديد ويعود إحساسه بها إليه من جديد , لماذا تريده بمثل هذا السوء ثم تتخلى عنه فى مثل هذا الوقت ؟؟؟ لمَ لم تنتظره حقا ؟؟ لمَ تخلت عنه فجأة ,,, هل أعجبتها تلك الحياة الرخيصة التافهة التى بدأت فى الإعتياد عليها ... هل حقا بدأت تعتاد انها أنثى لا يمكن لها أن تحيا إلا بين كل الرجال .. كيف باعته كل تلك المرات ومازال يسامحها أو كيف حتى إهتم بها بعد كل ما فعتله ... حقا غنها لا تستحق منه شيئا ولا حتى ان تسمع صوته كما قال لها .
على الجانب الآخر مازالت أمانى ممسكة الهاتف فى ذهول وغير مصدقة ما جرى , كيف نعتها بهذا اللفظ ؟؟ هل هوا حقا بمثل هذه القسوة بان ينعتها كذلك لمجرد أنها رفضته أم أنها فعلا هكذا مجرد كما قال ( واحدة رخيصة ) ... تركت الهاتف من يديها ووقفت أما المرآة مرة أخرى تمسح دموعها وتعدل من زينتها وأميرة تسألها ما جرى ولكنها مازالت متمسكة بتلك الجملة التى إعتادت أن تقولها ( مفيش حاجة ) ... لتكمل زينتها وتخرج إلى الصالة تجلس مع عائلتها وعائلة زوجها وزوجها من جديد ... بدأت تنظر إلى عيناه مباشرة ... كل ما جرى منه إلا أنه لم ينعتها بالرخيصة ... بدأت تنظر له تلك النظرات الحانية .. فهوا نصيبه فى الحياة أن يتحمل إمرأة فى مثل قذارتها بقيت عمره ... أن يتحمل ما فعلته ويشاركها العقاب الربانى الذى تنتظره لما فعلته مع كمال ولما فعلته بكمال منذ لحظات ... بدأ أيمن يستغرب من نظراتها إليه فلم يكن يتوقع أن تخرج إليهم بمثل تلك السرعة أو أن تعود لتنظر إلى عينيه وتسامحه بكل تلك السهولة وأخذ ذلك السؤال يتردد فى عقله ( ترى هل أعجبها الامر ) وبدأ يفكر فى تلك اللحظة القادمة التى سيختلى بها معها ولكن ظل يسأل نفسه فى حيرة إذا كانت أعجبها الأمر و سامحته وتراجعت عن كل ذلك الحزن الذى بداخلها وندمت على إنتحارها لمَ إنتحرت من الأساس ؟؟؟
ظل الجميع ينظر إلى أمانى فى تلك الجلسة فى ذهول وهم لا يدركون ما يدفعها إلى جلوسها بينهم فى ليلتها الأولى من الخروج من المستشفى ولم يكونوا يدركون ما تحولت إليه منذ لحظات أو ما رأت به نفسها منذ لحظات ... ما شعرت به ينبت بداخلها وتحاول قتله ... ذلك النموذج الذى كرهته دوما للزوجة الخائنة أو العشيقة القذرة ... ذلك النموذج ( لإمرأة رخيصة )
إنتهى الجزء الثامن
الجزء المرة دى أصغر من كل مرة لكن كفاية إنى ذكرت فيه حدث واحد فقط يستحق الرصد ورأى يستحق النشر وشخصية تستحق ال...
أشوفكم فى الجزء التاسع ...
شاب فقرى

ملحوظة : نسيت أقولك للأمانة ... نورتى عمرى بضمير .. حمدا لله تانى عالسلامة ... يا نور وفرحة وكل خير ... بحبك