الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

مسرحية : حكاية شرخ

هي : إنته بتعمل إيه يا كريم
أنا : بكتب
هي : بتكتب إيه ؟؟؟
أنا : بكتب مسرحية
هي : وهتنشرها بقي ؟
أنا : متخافيش أنا لسه متجننتش عشان أروح أنشر حاجات مينفعش تتنشر ولا أكتب حاجات مينفعش تتقري ولا أكتب لناس معرفهاش .

بعد قليل ...
أقوم بتشغل أغنية فيروز ( الأوضة المنسية ) وأطير فى السماء مع ألحان الأخوين رحباني و أستكمل كتابة المسرحية وأضغط ( نشر)

.***
P.S أو ملحوظة بالعربي ( تم كتابتها بعد الإنتهاء من الكتابة ) : المسرحية تم كتابتها فى خمس ساعات بالتحديد لو حابب تقراها وتعيش جو المسرحية إتبع لينك الموسيقي فى كل مشهد وشغل المزيكا وإنته بتقرا وإعمل هوت شوكليت قبل ما تقرا  ومتنساش تقول رأيك فى الآخر , مع خالص تحياتي وتقدير وإحترامي لكل من يقرأ أو يترك تعليق أو يكتفي بالزيارة ومازلت على وعدي بنشر بوست الحالة الميؤوس منها , و أتمني تعجبكم المسرحية وتجربتي الأولي .
***

الحكاية أنهما إلتقيا عندما تقاطعت مصائرهما عند قوس قزح,  بعيدا فى السماء هنالك حيث لا وجود للحدود ولا للألم ولا للزمان, يكفي أن نقول إنهما إلتقيا هنالك فى عالم جديد , أبدع هوا فى صناعته لأجلها وإستلهمه من بين كلماتها ومن روعتها  و رسم ألوانه بألوان أحلامهما و غذي خلود ذلك العالم بنبضات قلبه التي لا تنطق إلا بإسمها , ومن هنا تبدأ الحكاية .

المشهد الأول :


غرفة واسعة تنقسم نصفين وجانبان وكل جانب وكأنه عالم منفصل وغرفة منفصلة ولكن يفصل نصفي الغرفة جدار رقيق من الورق , الجانب الأيمن مطلي بلون رمادي بهتان يوجد به  سرير فوقه صورة لطفلة صغيرة و بجواره مكتبة صغيرة يتوسطها ساعة دقاقة وعلى الجانب الآخر للسرير شباك يعلو عن السرير بقليل , لا يظهر من ملامح الجانب الأيمن أنه  لفتاة عشرينية ولكن يبدو وكأنها غرفة  لطفلة فى السابعة من عمرها, اما عن الجانب الأيسر أو الغرفة اليسري فيوجد سرير عادي لا يميزه شىء وبجواره زكيبة كبيرة مليئة بالأوراق والكتب والمقالات المجمعة على مدار السنين ومسجل صغير على الأرض حيث لا يوجد فى الغرفة سوي السرير وخلف السرير يوجد شرخ كبير جدا فى الحائط يبدو وكأن صاحب الغرفة اليسري حاول مداواته وإخفاؤه بأشرطة ورقية

صوت موسيقي فى الخلفية : ( Celine Dion  Taking Chances ) للإستماع إضغط هنا

على الجانب الأيمن تدخل فتاة عشرينية ( جميلة )رقيقة ترتدي فستان حرريري بلون سماوي عليه فراشات وورود وشعرها منسدل على ظهر الفستان وتبدو من ملامحها الفرحة الغامرة لتتجه نحو مسجلها وتبدأ موسيقي فرحة لترقص عليها وتدور حول نفسها فى فرحة غامرة وكأنها طفلة فى السابعة لتوها أشتري لها والدها فستانا وتحمل فى يدها كتابا لأحد كتاب السبعينات المشاهير وتتوقف كل دقيقة لتخرج منه ورقة تنظر إليها فى فرحة والدموع تترقرق فى عيونها وكأنها دموع الفرحة وتستمر فى الرقص إلى أن تقع من التعب على سريرها لتدخل إلي الغرفة فتاة أخري ترتدي نظارة وشعرها معقود فى ضفيرة خلف ظهرها وترتدي فستان باهت اللون لتجلس على السرير , لايبدو من الفتاة الأخري الجالسة على السرير أية حركة وكأنها لا تراها .
تتكلم  جميلة مع نفسها ( الفتاة ذات العوينات التي دخلت منذ قليل ) 
جميلة : أخيرا لقيته , وسيم وهادي وطيب و مثقف و محترم و بيعرف يفرحني ويطيرني من عالأرض وأنا واقفة فى مكاني 
فتاة العوينات : بس مش معني كدا إنك تحبيه 
جميلة : أنا مش لسه هحبه لأني خلاص حبيته 
فتاة العوينات : بس مينفعش 
جميلة : هأخد فرصتي 
فتاة العوينات : قلت لك مينفعش , هيخذلك أو هيخونك أو هيبيعك أو هيوجعك وبرده مينفعش , مش دا اللي إنتي محتاجاه دلوقتي ولا دا اللى إنتي مستنياه 
جميلة : هوا مناسب ليا وفرحان بيا أوي , حاسه فى كل لحظة إني بكبر بيه و حاسة بحبه من أول مرة شفته فيها 
فتاة العوينات : أنا  مش عارف إنتي إزاى بالسذاجة والعبط دا 
جميلة : مش سذاجة ولكني مش معترفة بالمنطق الغريب اللى بتتكلمي بيه 
فتاة العوينات : لاء سذاجة لأنك عايزة تسلمي قلبك لحد وقلبك لو اتكسر مش هتعرفى تصلحيه تاني 
جميلة ( تبتسم وتقوم من مكانها لترقص من جديد )  : مش هيكسر قلبي لأنه بيحبني .
وتغني بصوت مسموع ( بيحبني , بيحبني , بيحبني )

فى تلك الأثناء

على الجانب الأيسر يدخل شاب ( حسن ) تبدو عليه الفرحة ولا تكاد الدنيا تساعه يرتدي تيشرت أسود و بنطلون جينز أزرق  ويتجه فور دخوله إلي المسجل الصغير بجوار سريره ليشغل موسيقي فرحة ويرقص معها وكأنها تنساب من حوله فى سماء الغرفة وأثناء رقصه يتجه نحو زكيبة الأوراق ليخرج منها بعض الأوراق وينثرها فى الهواء ثم يجلس على الأرض ويحدق فى الشرخ الموجود خلف السرير , يدخل إلي الغرفة شاب مشابه له أشعث الشعر تبدو عليه ملامح القلق والغضب والحزن ليجلس فى جانب الغرفة البعيد بجوار الجدار الورقي 

تبدأ المحادثة بين حسن والشاب الآخر الذي دخل الغرفة , ييبدأ حسن بالحديث مع نفسه والشاب الآخر يرد عليه 

حسن : شفت كانت عاملة إزاى ؟ , كأنها ملاك نزل الأرض وكأنها نجمة من السماء مش بشر
الآخر : كلنا بشر يا حسن 
حسن : لاء هي ملاك مستحيل يبقى فى حد بالرقة والجمال والأخلاق والروعة دي 
الآخر : ما هوا فعلا مستحيل لأنها مش كدا , كل دى حركات بنات وإنته عارف دا كويس 
حسن : بس هي مش زي كل البنات 
الآخر : بس هي بشر والبشر بيغلطوا وبيخونوا وبيبيعوا وكمان بينسوا 
حسن  : طيب ما أنا كمان بنسي , إيه المشكلة ؟ مش انا بشر برده ؟
الآخر : إنته عارف إنك بتضحك على نفسك دلوقتى ؟ عارف إنك عبيط دلوقتى ؟ لأنك مبتنساش يا حسن والجروح بتعلم فيك وفى قلبك أوي ومينفعش تتعلق بيها وتحبها وتبيعك 
حسن : أنا متعلق بيها من قبل ما أتولد , كل حلم حلمته فى حياتي ببنت أو بفتاة أحلام لقيته فيها , كل مرة فكرت فى بنت تحتويني أو تحن عليا أو تحس بيا أو تعاملني بشكل مختلف غير كل الناس وكل البنات كان عشانها هي وليها هي , هي أعظم من كل أحلامي 
الآخر : مفيش حد أعظم من كل أحلامك لأن محدش يقدر يوصل للي فى أحلامك 
حسن : هي وصلت وهتوصل , هي هتحس بيا يا أخي وهتراعيني وعمرها ما هتوجعني , أنا واثق من دا 
الآخر : طيب مفكرتش فى إن وجودك معاها هيعطلها أو يتعبها أو يشغلها عن الحياة ؟
حسن : انا عايزها أحسن بنت فى الدنيا ومش عايز غير كدا , يكفيني إني أبقى جنبها بس , أنا مش عايز غير كدا 
الآخر : إنته عارف إن الناس بتتغير يا حسن 
حسن : وعارف برده إن فى حاجات فيهم مبتتغيرش وبتفضل ثابتة 
الآخر : إنته بترسم لنفسك وهم يا حسن وهتوجع نفسك أوي 
حسن : لو هيبقى تمن حبي ليها هوا الوجع والموت يبقى أنه هدفعه وأنا مستريح وراضي 
الآخر : مش هتستحمل يا حسن 
حسن : هستحمل لأنها خلاص بتحبني بتحبني  بتحبني 
( يقوم حسن من منتصف الغرفة ليرقص مرددا ذات الكلمات وينسحب الشخص الآخر إلي ظلام الغرفة )

نهاية المشهد الأول ...

المشهد الثاني :



يزال الجدار الورقي من بين الغرفتين ليصبحا غرفة واحدة ويوضع بدلا منها طاولة لها كرسيان فى منتصفها كوبين من ( الهوت شوكليت ) وخلفهما شرفة يطل منها ضي القمر ويشع دفء برغم برودة الشتاء , فى الجانب الأيمن تتغير الصورة المعلقة على السرير لتبدو لطفلة فى العاشرة من العمر تبتسم فى فرحة , وعلى الجانب الأيسر يقل إتساع الشرخ قليلا و يبدو وكأنه بدأ فى علاج نفسه بنفسه وكأن الغرفة حية ويتغير لون الجدران ليبدو أكثر بهجة 

الموسيقي : صوت فيروز فى الخلفية وأغنية ( يا قلبي لا تتعب قلبك ) . للإستماع إضغط هنا .

يدخل من الجانب الأيسر حسن حاملا فى يده بوكيه ورد ومن الجانب الأيمن تدخل جميلة حاملة فى يدها كتاب شعر لشاعر شاب يجلسان على الطاولة ليبدأ الحديث 

حسن ( ينظر فى عينيها بفرحة مناولا إياها البوكيه ) : البوكيه دا عشانك يا جميلة 
جميلة ( فى براءة وخجل ) : والكتاب دا عشانك يا حسن , كل قصيدة فيه بتتكلم عننا 
حسن : هوا أنا قلت لك إنى بحبك النهارده ؟
جميلة ( فى دلال ) : لاء مقلتش 
حسن : بحبك يا جميلة , بحبك إنتي وبس 
جميلة ( فى دلال ممزوج بحزن ) : مين ( بس ) دي يا حسن ؟ إنته بتخوني ؟
حسن ( محاولا أن يكون جادا ) : لو عايزاني أحبك إنتى وأبطل أحب البت ( بس ) معنديش مشكلة .
جميلة : أيون إنته بتاعي أنا مش بتاع حد تاني 
حسن : إشمعنا بقي ؟
جميلة  ( فى قناعة ) : إنته حبيبي أنا يا حسن , ليا أنا لوحدي , من الآخر كدا على مقاسي .
حسن : أول مرة أفكر فى كلمة على مقاسي دي 
جميلة : متفكرش فيها حس بيها وبس 
حسن : حاضر 
جميلة : أيون كدا 
حسن ( فى تردد وخجل ) : على فكرة وحشتيني أوي يا جميلة 
جميلة ( فى جدية ) : متحسسنيش إنك بتسمع يا حسن الكلام اللى بتقوله 
حسن : أنا بسمع يا جميلة لأن فى حاجات كتير أوي نفسي أقولها لك بفكر فيها من آخر مرة شفتك فيها وعشان كدا بتحسي إني بسمع , وبعدين أنا شايفك حلوة أوي وجميلة أوي ومكسوف لك قبل ما أكون مكسوف أتكلم قدامك 
جميلة ( تبتسم ) : تيب
حسن : بحبك أما بتدلعي كدا 
جميلة ( فى حن مفتعل ونظرة طفولية ) : وأنا بدلع بس ؟
حسن : فى كل وقت يا حبيبتي  , بس بحب دلعك دا أوي .
جميلة : ماسي
حسن : ها إحكي لي عن يومك وعملتي إيه النهارده 
( يرن هاتف جميلة لتلتقطه وترد ويبدو بأنها تحادث شاب آخر وتنهي المكالمة لتعود إلي محادثة حسن مرة أخري ) 
حسن ( فى غضب ) : مين دا يا جميلة 
جميلة : واحد زميلي يا حسن .
حسن : وإزاي تدي له رقمك كدا ؟
جميلة : زميلي وفى بيننا شغل يا حسن , إيه المشكلة يعني لما ياخد رقمي ولا يتصل بيا حتي 
حسن : أنا مبحبش كدا يا جميلة 
جميلة : بلاش الأفكار المتخلفة بتاعة المجتمع بتاعنا اللى حابس البنات دا يا حسن 
حسن : دي مش أفكار متخلفة يا جميلة ولكن ,
جميلة : لكن إيه ؟ عايز تحبسني وتقيدني وتحطني فى صندوق قزاز تتفرج عليه كل ما تروح البيت كل يوم ؟
حسن : يا حبيبتي مش قصدي 
جميلة : لاء قصدك يا حسن 
حسن : خلاص يا جميلة أنا آسف 
جميلة : هحاول أنسي 
حسن : خلاص بقي ؟ ولا أجيبلك هدية تانية يعني ؟
جميلة : الهدايا مش بنجيبها عشان نمسح غلطات يا حسن 
حسن : بشتري ودك يعني وبعرفك قد إيه أنا بحبك , الله 
جميلة : طيب , يلا عشان عايزة أقوم أروح 
حسن : هتوحشيني على فكرة 
جميلة ( تهدأ قليلا وتبتسم ) : وإنته كمان 
حسن : هبتدي أحب جملة ( وإنته كمان ) دى على فكرة
جميلة : طيب يلا نروح بقي 

نهاية المشهد الثاني
***
المشهد التالت : 


يعود الجدار الورقي إلى مكانه وتزال الطاولة ويزداد سواد جدران الغرفة اليسري و تكبر الفتاة فى الصورة فى الغرفة اليمني لتبدو لفتاة فى الثانية عشرة من عمرها يبدو عليها دلال الطفولة
يدخل حسن غرفته فى فرحة ليجد الشاب فى إنتظاره يبكي على الأرض ليفاجئه بحزنه وتدخل جميلة غرفتها لتجد الفتاة ذات العوينات تنتظرها فى غضب على السرير وقد فكت ضفيرتها وبدا عليها الإرهاق والحزن والغضب الشديد 

الموسيقي : الثلاثي جبران ودرويش فى قصيدته ورائعته ( أنا لست لي ) للإستماع إضغط هنا .

فى الجانب الأيمن 

جميلة : هوا ليه بيعمل كدا 
فتاة العوينات : عشان هوا كدا 
جميلة : وهوا كدا ليه ؟
فتاة العوينات : لأنه متخلف 
جميلة : بس هوا بيحبني وأكيد مش قصده يحبسني 
فتاة العوينات : كل الرجالة أو كل الشباب فاكرين إن البنت دي حق مكتسب ليهم إنهم يأمروها وهي تسمع كلامهم كدا
جميلة : بس أنا ليا شخصيتي وكياني ومقدرش أحبس نفسي عشانه 
فتاة العوينات : ومين قال إنك لازم تحبسي نفسك عشانه ؟
جميلة : يعني أكدب عليه ؟
فتاة العوينات : مسموش كدب , إسمه إختلاف وجهات نظر بين إتنين بيحبوا بعض 
جميلة : بس دا مينفيش إنه كدب 
فتاة العوينات : لاء مش كدب لأنه مش من حقه يأمرك دلوقتى , لما تبقى مراته أو خطيبته وله حق شرعي عليكي يبقى ساعتها تسمعي كلامه ومتكلميش شباب وتحبسي نفسك جوا قمقم , ومظنش أصلا إنه هيوصل بيكي للمرحلة دي 
جميلة : يعني إيه ؟ هيمشي ؟
فتاة العوينات : كل الناس بتمشي يا جميلة 
جميلة : لاء بس هوا وعدني إنه مش هيمشي 
فتاة العوينات : طيب لو ممشيش إبقي إسمعي كلامه وإحبسي نفسك فى قمقم بقي 
جميلة : بس أنا مينفعش اتحبس فى قمقم , أنا عصفورة 
فتاة العوينات : خلاص يبقى متحدديش دا دلوقتى , دا حاجة مصيرية مينفعش تختاريها بين يوم وليلة ولا وإنتي فى السن دا
جميلة : أنا تعبانة أوي 
فتاة العوينات : كان لازم تسمعي كلامي ومش تحبيه وتلتزمي معاه بكل الحاجات دى 
جميلة : بس أنا مش فى إلتزام ولا حاجة , دا هوا بياخد باله مني بس 
فتاة العوينات : ومين اللى قالك أصلا إنك محتاجة حد ياخد باله منك 
جميلة : أنا مش قوية أوي كدا 
فتاة العوينات : إنتي أقوي من كدا بس إنتي إستعدي وإعرفي الوقت اللى تمشي فيه عشان مش تتكسري 
جميلة : هوا ممكن يسيبني أمشي ويكسرني ؟
فتاة العوينات : لو بيحبك مش هيسيبك تمشي ولو بيحترمك هيحترم قرارك فى الرحيل ويسيبك تمشي
جميلة : بس أنا بحبه 
فتاة العوينات : فى حاجات كتير بنحبها وبنسيبها لأنه مينفعش نفضل جنبها 
جميلة : ليه مينفعش ؟
فتاة العوينات : لأن الحب لوحده مش كفاية ولأنه مينفعش يا جميلة 
جميلة : بس إزاى أسمح لنفسى أكدب عليه كدا ؟
فتاة العوينات : مين اللى قال هتكدبي عليه , الموضوع كله إنك هتخبي عليه لأنه مش له أمر عليكي دلوقتى ولا إنتى ملزمة تحكي له كل حاجة 
جميلة : طيب

فى ذات الأثناء فى غرفة حسن يجلس الشاب الآخر على الأرض 
حسن :مالك بس موجوع ليه ؟
الآخر : الشرخ فى الحيطة زاد أوي يا حسن 
حسن : إزاي بس ؟ وليه ؟ إيه اللى خلاه يوصل للدرجة دي 
الآخر : معرفش يا حسن 
حسن : طيب إهدي وبراحة 
الآخر : شفت بقى يا حسن إن كلامي طلع صح ؟
حسن : كلام إيه ؟
الآخر : إنها مش هتوفي لك 
حسن : متكبرش الموضوع يا أخي دا واحد زميلها 
الآخر : وزميلها ليه يكلمها من قلة الزمايل البنات ؟
حسن : دي حرية شخصية 
الآخر : بس فى إلتزام يا حسن 
حسن : أنا مش هحبسها 
الآخر : ومين قال إنك بتحبسها إنته بتحافظ عليها 
حسن : هي تعرف تحافظ على نفسها كويس , هي صحيح قلب طفلة بس بميت راجل 
الآخر : مش قلبها بس اللى فيه طفولة يا حسن دا عقلها كمان 
حسن : لاء , البنت بتفكر وعقلها ناضج جدا 
الآخر : يمكن 
حسن : مش يمكن دا أكيد 
الآخر : طيب ليه لما كنت إنته غضبان سابتك وزعلت وخلتك تعتذر لها 
حسن : عشان عشان عشان 
الآخر : شفت ؟؟ هي متفرقش عنهم حاجة وإنته مش عارف ترد وتبرر لها ولا حتي قدام نفسك 
حسن : لازم تدلع عليا ولازم أطيب بخاطرها لأني معتبرها زي بنتي 
الآخر : بنتك منين بقى إن شاء الله 
حسن : بنتي يا أخي وخلاص
الآخر : لو بنتك بجد وبتحبك هتسمع كلامك 
حسن : سمع الكلام له علاقة بالتفاهم والإقتناع ويمكن أنا فشلت فى إني أقنعها 
الآخر : ويمكن هي مش عايزة تقتنع أصلا ومش عايزاك 
حسن : وهي ليه مش هتبقى عايزانى وتفضل معايه 
الآخر : يمكن ضعيفة دلوقتى ولما تقوي هتفوق وتسيبك 
حسن : هي مش هتسيبني 
الآخر : أنا عارف إنك بتحبها يا حسن 
حسن : أنا بحبها أوى 
الآخر : ودا عيبك يا حسن , لو مكنتش حبيتها مكانش زمانك موجوع أوي كدا من جواك من المكالمة ومن كلامها مع زمايلها ولا كان زمانك خايف عليها أو بتعتذر فى حين إنك مغلطتش فى رغبتك إنك عايزها أحسن وعايز تحافظ عليها 
حسن : أنا لو بإيدي أجيبلها الدنيا كلها بين إيديها 
الآخر : هتقدر يا حسن ؟
حسن : لو مقدرتش فأنا هموت وأنا بحاول 
الآخر : وتفتكر هي تستاهل تموت عشانها يا حسن ؟
حسن : هي تستاهل أكتر من كدا بس أنا مش عارف أعمل لها إيه وأرضيها 
الآخر : زيها زي كل الناس بتفكر فى نفسها ومش بتفكر إزاى تسعدك إنته 
حسن : أنا يسعدني إبتسامتها وتبقى قدامي ومش مهم أى حاجة تانية 
الآخر : لاء مهم يا حسن لأن الحياة مش فيلم أجنبي , إنته دلوقتي بتحبها وعايز تبني بيت يرضي ربنا ويجمعكم سوا
حسن : بس هي مش مستعدة لدا 
الآخر : لمح لها عشان تطمن وتحبك وتعرف إنك بتحبها بجد وساعتها يمكن تسمع كلامك وتحس بيك ومش تسيبك ومش تتعبك أوي كدا 
حسن : أخاف 
الآخر : من إمتي وإنته بتخاف يا حسن ؟
حسن : من يوم ما حبيتها 
الآخر : يبقى مكانش لازم تحبها يا حسن
حسن : بس هي تستاهل لأنها مش زيهم 
الآخر : كلهم زي بعضهم , اللى هتفرق بجد هي اللى تفكر فيك وتعمل المستحيل وتبقى حنينة زيك 
حسن : بس أنا مش عايز اللى تعمل المستحيل ولا عايز اللى تبقى حنينة زيي , أنا عايز جميلة وبس 
الآخر : لازم أفعال جنب الكلام يا حسن , إنته مش هتطلب منها تعمل المستحيل لأنك محتاج المستحيل فى حاجة ولا هتطلب منها تهتم بيك لأنك محتاج الإهتمام دا فى حاجة ولا هتطلب منها حنية لأنك محتاج الحنية , إنته المفروض تطلب اللى يثبت كلامها وبس , مش أكتر 
حسن : آه لو تعرف بحبها قد إيه او تفهم وأنا بقولها كلمة بحبك 
الآخر : أتمني أطلع غلطان يا حسن 

نهاية المشهد الثالث

***
المشهد الرابع : 

 الجدار الورقي مازال فى منتصف الغرفتين ويقسم سرير كبير بين الغرفتين إلى نصفين  وخلفه شرفة  بها كرسيان من النوع الهزاز وأحدهما يكفي لإحتواء شخصين ويتوسطهما طاولة للشاى صغيرة عليها مصباح يكفي لإضاءة خافتة جداً  , كلاهما على سريره فى جانبي الغرفة , حسن يبكي فى حرقة وهي جالسة تحدق فى المكتبة والساعة والصورة خلفها أصبحت لفتاة على أعتاب العشرينات

الموسيقي : أغنية فيروز فى الخلفية ( الأوضة المنسية ) , للإستماع إضغط هنا .
لا يتحركان حتي تصل إلى المقطع التالي  : 
((
يا أوضة صغيرة صغيرة
فيها بحبي تلاقيت
أوسع من دنيا كبيرة
و أغنى من مية بيت
تعبانة و بدي حاكيك
حاكيني الله يخليك
و نقلني ع شبابيك
الليل و ع سطوح الدار
))

فيقوم حسن من مكانه ليتجه إلي السرير ويزيل الجدار الورقي ويقطعه ويلقي به بعيدا ويذهب إليها ليمسك بيدها وتنظر فى عيناه وتبتسم ويجذبها لتجلس بجواره على السرير الكبير فى منتصف الغرفة ويبدأ الحديث :

حسن : أنا بحبك أوي يا جميلة 
جميلة : وبتعيط ليه يا حسن 
حسن : لأني بحبك ومش عايزك تفضلي بعيد حتي لو إنتي اللى مزعلاني 
جميلة ( تنظر للأرض فى خجل )  : أنا كمان بحبك يا حسن 
حسن ( فى فرحة والدموع تملأ عيناه : هوا أنا قلت لك قبل كدا إنك بتبقي جميلة أوي لما بتبصي للأرض كدا وبتبقي شبه أميرات الحواديت اللى كانوا بيحكوا لنا عنهم زمان 
جميلة : لاء مقلتش , بس باين فى عينيك كل مرة بنكسف فيها وببص فى الأرض 
حسن : مجيتيش ليه 
جميلة : لو مكنتش جيت أنا كنت هآجي 
حسن : طيب ما أنا إنتظرتك يا جميلة 
جميلة ( لا تجد ردا فتحاول أن تمسح دموعه فى صمت )
حسن : كنتي حتي شاوري لي من بعيد وأنا كنت آجي لك جري , إنتى عارفة إني بحبك أوي ولو حتي إشارة بسيطة كانت هتخليني آجي لك , علي رأي الشاعر اللى بسمع له ( ولو صعبة عليكي السكة شاوري لى وأنا آجيلك )
جميلة : أنا بعرف أجي مبشاورش يا حسن 
حسن : من حقي ترجعي لى مرة لوحدك بدون ما آجري وراكي , الموضوع ملوش علاقة بكرامتي لأن إحنا شخص واحد ومفيش حد بينكسف من نفسه أو فى بينه وبين نفسه كرامة , وأنا بجد نفسي تيجي لي لوحدك , تختاريني يا جميلة لوحدك بدون ما أجري وراكي , إنتي عارفة بحبك قد إيه ؟
جميلة : آها 
حسن : والله ما تعرفي يا جميلة بس إنتى الحياة اللى بستناها وبتمناها وإنتي العمر اللى مستنيه 
جميلة : حاضر يا حسن , المرة الجاية هبقى آجي أنا 
حسن : أنا مش عايزك تمشي تاني ومش عايز يبقي فى مرة تانية 
جميلة : حاضر يا حسن 
حسن : انا إتخليت عن حاجات كتير أوي عشان بحبك وعشان أبقى جنبك 
جميلة ( تبتعد فى غضب ) : هوا كل مرة هتذلني يا حسن باللي بتعمله ؟
حسن : أنا بعرفك إني بتعب عشانك مش قصدى والله اللى قلتيه دا خالص
جميلة ( فى ضيق ) : طيب طيب 
حسن : خلاص بقى مقصدتش معلش 
جميلة : ماشي يا حسن 
حسن : فين حبيبي ؟
جميلة : حاضر يا حبيبي 
يحتضنها حسن فى فرحة ويضمها إلي صدره وكأنه طفلة تختبيء فى حضن أبيها .
حسن : أنا عايزك ليا طول العمر يا جميلة 
جميلة ( تفزع جميلة لتحقق إحدي مخاوفها ) : مش وقت الكلام دا يا حسن 
حسن : وتفتكري وقته إمتي ؟
جميلة : معرفش بس مش وقته وخلاص لأني مقدرش على قرار زي دا 
حسن : ليه بس ؟
جميلة : لأني مش هربط عمري كله بيك من مجرد لحظة بقضيها معاك 
حسن : الموضوع مش ربط ولا حاجة يا جميلة , الموضوع عبارة عن نية و خطوات بناخدها سوا 
جميلة : انا بقى مش مستعدة للخطوة دى 
حسن : خلاص , اهدي كدا وبراحة وبلاش نفتح السيرة دي دلوقتى 
جميلة : ياريت متتفتحش خالص
حسن : حاضر 

يضمها في فرحة وحب وتترك الدموع أثرا على خديه 

نهاية المشهد الرابع 
***
المشهد الخامس  :


يعاد الجدار الورقي لمنتصف الغرفة ويظل فاصلا على السرير ويظل حال الغرف كما هوا ولكن الشرخ فى غرفة حسن يتسع أكثر ويصل حتي سقف الغرفة و الصورة فى غرفة جميلة تبدو كفتاة شابة قبل بداية العشرينات ببضعة أشهر .

الموسيقي : راجح داود بسكاليا للإستماع إضغط هنا

فى الجانب الأيمن ( غرفة جميلة ) تجلس جميلة فى فزع وقلق وبجوارها فتاة العوينات تربت على كتفها 
فتاة العوينات : قلت لك من الأول إنه مينفعكيش 
جميلة : كان عندك حق 
فتاة العوينات : لازم يكون حد راقي بفكره ويقدر يحتويكي ويتفهم اللى بتمري بيه 
جميلة ( فى حيرة ) : طيب ما هوا كان بيعمل كدا 
فتاة العوينات : لاء يا جميلة , هوا كان عايز يسجنك فى قفص زجاجي تبقي له يتفرج عليكي كل ما يحب , هوا مش بيحبك إنتي يا جميلة 
جميلة : أمال ؟
فتاة العوينات : هوا بيحب البنت اللى بيكلمها واللى بيلاقيها ترد عليه واللى بتسمع كلامه وبتخليه يضحك عليها بس خلاص إنتي مبقاش ينفع يتضحك عليكي ولا يلعب بعقلك تاني 
جميلة : هوا فعلا بيعرف يقنعني كتير 
فتاة العوينات : دا كله خدعة , هوا بيستغلك وبيذلك باللي بيعمله وكأنه المفروض ميعملوش , إنتى تستاهلي أكتر من كدا 
جميلة : أنا عايزة أبقى لوحدي مش عايزة استاهل حد 
فتاة العوينات : دا بس كلام ومسيرك تلاقى اللى ينفع لك أكتر منه 
جميلة : أنا مش عارفة أعمل معاه إيه ؟
فتاة العوينات : إبعدي عنه بكل بساطة وتجاهليه 
جميلة : وتفتكري دا حل ؟
فتاة العوينات : مسيره ينساكي ما كل الناس بتنسي يا جميلة 
جميلة : عندك حق 
فتاة العوينات : هوا صحيح هيتعب شوية بس مسيره ينسي يا حبيبتي 
جميلة : دا القرار السليم , بس هعيش إزاى من غيره 
فتاة العوينات : فى زمايل وفى صحاب وفى شغل وفى مشاريع وأحلام مستقبلية , فى مليون حاجة تشغلك عنه تماما 
جميلة : دا فعلا اللي لازم يحصل .

فى ذات الأثناء فى الجانب الأيسر فى غرفة حسن , حسن جالس على سريره , ويقوم فى قلق يقطع الغرفة ذهابا وإيابا كل دقيقة فى قلق وجنون والشاب الآخر مازال جالسا فى العتمة ولكنه يبدو عليه القلق والوجع والهم 

حسن : مرديتش عليا وقالت لى مش وقته , أمال وقته إمتي بس 
الآخر : مش بتحبك يا حسن 
حسن : أنا واثق إنها بتحبني زي ما واثق من من من ... من أى حاجة واثق منها وخلاص 
الآخر : لو بتحبك مش هتسيبك يا حسن 
حسن : هي مش هتسيبني , هي بس بتفكر ومسيرها ترد عليا وترجع لوحدها زي ما قالت 
الآخر ( يحاول أن يقوم من جلسته ولكنه يفشل ويمسك بيديه حسن قبل أن يقع على الأرض )
حسن : مالك بس 
الآخر : مبقتش قادر يا حسن , تعبت 
حسن : بس أنا مبقتش عارف أعمل إيه ؟؟ إنصحني 
الآخر : حارب عشانها يا حسن 
حسن : أول مرة أشوفك بتقولي حارب عشان حد 
الآخر : لأنك أول مرة تحب بجد يا حسن 
حسن يترك الشاب الآخر على السرير ليرتاح ويرد قائلا : أنا هروح أشوفها وأفهمها الكلام دا وأحارب عشانها .

نهاية المشهد الخامس 

***
المشهد السادس و الأخير :


حسن جالس على طاولة فى مكان ما غير واضح المعالم ينتظر جميلة ولكنها لا تأتي فيعود إلى غرفته ليفتح الباب ويدخل فى قلق وغضب ووجع وجنون ليجد كوبا مكسور بجوار سريره و يشعر بحرارة الشمس تكاد تحرقه بعد أن إتسع الشرخ ليصنع مئات الشروخ فى سقف الغرفة الذي قارب على الإنهيار  ويجد الشاب الآخر واقعا على الأرض غارقا فى دماؤه و فى يديه شريطا ورقيا وكأنما كان يحاول أن يمنع الشرخ من التمدد  , والظلام يملأ غرفة جميلة ولا يظهر منها شىء .

الموسيقي : أغنية فيروز ( وينهم ) . للإستماع إضغط هنا .

حسن : مالك بس ؟
الآخر : حاولت يا حسن بس فشلت 
حسن : طيب إيه اللى خلاك تحاول 
الآخر : عشان تستاهل تحارب عشانها يا حسن 
حسن : بس ليه كدا 
الآخر : مش إنته قلت لو كان الموت والوجع والألم هوا التمن فأنا هدفعه وأنا راضي ؟
حسن : بس انا اللى هدفعه مش أنت 
الآخر ( وهوا يلفظ أنفاسه الأخيرة ) :  ما هوا أنا إنته يا حسن , وزي ما قلت هي تستاهل تحارب وتموت عشانها قلبك .
حسن : قوم قوم ... إنته مبتردش عليا ليه 


يقوم حسن فى فزع وتظلم الغرفة إلا عن حسن الذي ينظر للمرآة فيجد يديه وثيابه مليئة بالدماء والشاب قد إختفي ليصرخ حسن فى ألم :
آآآآآآآآآآآآآآآآه 

نهاية المشهد السادس والمسرحية ,,,

ينزل الستار 

إهداء إلي كل شاب أحمق و غيور ورخم وبيحلم ببكرة وإلي كل بنت عنيدة ولسه بتكبر ولسه بتفكر تبقى أحسن بإنها تمشي فى إتجاه معاكس لقلبها وتفكر بعقلها مع اللى بيحبوها وتكسرهم .
P.S : مفيش حاجة تعبتني ولا هتتعبني النهارده ولا الأيام دي قد كتابة المسرحية دي فيارب تعجبكم لأنها أول مسرحية أكتبها فى حياتي .
شاب فقري