الأربعاء، 30 مارس 2011

فقط إنتظرينى ...


لم أعد أتذكر كيف بدأ كل هذا حقا ولكننا كنا معا وفى بيت واحد ... عاشقين حتى النخاع أيدينا تحتضن بعضها وتتشابك أصابعنا وكأنها خلقت لتدوم معاً ... كان الحب هوا خمر الحياة الذى لا تفرغ منه قلوبنا أبداً وقد شربنا حتى السُكر ...بدت تلك المساحة الضئيلة للغرفة و فضائها الذى يساعنا وكأنها ( تاج محل ) فكنت أنا ملكاً فى عينيها وكانت فى عيناى أجمل من أميرات الأساطير التى لا تأتى إلا فى البرد ...إلا أنها للمرة الأولى فى حياتى أشعر بمثل هذا الدفء يحيط بى ونحن فى فصل الشتاء...لم أدرى هل كان ذلك الدفء ينبعث من قلوبنا أم بين عينيها ليغمرنى ويصنع لى عالماً متكاملاً لطالما حلمت به ...
كانت تقف بجوارى تتدلل كالأطفال وتعبث فى خصلات شعرها القصير وتهمس من بين شفتيها الساحرتين بكلمة واحدة (( دفينى )) لتجذبها يدى التى تشابك يدها فى قوة وتضمها إلى فى شوق وحنين مندفع كأمواج البحر فى نواته فأسمع صوت أضلعها بين أحضانى وكأنها تفتح أضلعها لقلبى لتضمه ... فأسمعها تقول فى دلال وهى تحاول أن تهرب من بين أحضانى بلا جدوى : (( براحة ... الله))..
أنا : وحشتينى
هى : وحشك قرد
أنا : بقى كدا ؟
هى : أيون كدا
أنا : مش وحشتك
هى : إنته بتحلم يا حلمى ...
أنا (ضاحكاً ) : متأكدة ؟
هى : آه ... بس أحلامك حقيقة وإنته عارف
تبتعد من بين أحضانى هذى المرة وكأنها فراشة تكافح كى لا تحرقها النار وتتجه ناحية هاتفى لتبدأ ألحان الموسيقى وسحر الكمان فى الإنسياب بين طيات هذا الفراغ الذى يفصلنى عنها لأقترب منها ممسكا يدها مرة أخرى وتحاول الإبتعاد عنى ولكن فى هذى المرة أقبل يدها قائلا : إرقصى معايا ... أدرك جيدا أنها لم ترقص من قبل ولكنها تعشق رقصة ( الفالس ) وتحكى عنها وتتمناها دوما ... تتشابك أصابع يداى مع يدها وأجذبها نحوى لتلتف الأخرى حول خصرها وترفعها عن الأرض وتستقر قدماها على قدماى وهى تنظر لى فى إنبهار وكأننى جننت (( مع أنها تعلم أننى هكذا منذ زمان بعيد )) وتبدأ رقصتنا وأنا أهمس مقتربا من شفتيها : وحشتينى ... تكافح الفراشة النار وتحاول الإبتعاد عنى ولكن بلا جدوى لتهمس هى الأخرى : وحشتنى أكتر .. لألامس شفتيها بقبلة قائلا : هتستنينى ؟؟ فترد بحنان : العمر كله

أستفيق من عاصفة أفكارى لأجد نفسى وحيدا فى المنزل ... هى حقا ليست هنا ... لم تعد بجوارى ...هل تتذكرنى حقا ؟؟ هل مازالت تنتظرنى ؟؟؟ أجلس فى منتصف الغرفة يحاوطنى الفراغ ... أمسك هاتفى الجوال منتظرا سؤالها عنى وإتصالها القادم ... لعلها تتصل ...
تمت ,,,,,

شاب فقرى