الاثنين، 28 يونيو 2010

السقوط فى بئر سبع

فكرت كتير وأنا بشوف مسلسل ( السقوط فى بئر سبع ) وأنا صغير
إيه اللى يخلى اتنين زوجين يخونوا وطنهم
كنت بقعد أتخيل أفلام حرب أكتوبر وأشوفهم بيحملوا جواهم شىء من القذارة والخسة
بالظبط زى الجندى اللى ممكن يعذبوه ويعترف بتفاصيل تضر وطنه
أو بالظبط زى المواطن المتغرب عن وطنه لما بتيجى له فرصة أن يبقى جاسوس وبيقبل
طبعا شفت دا فى (( مين اللى ميحبش فاطمة ))
صراحة مكنتش بلاقى تفسير
أحيانا كنت بقول الطمع وقلة الإنتماء وبرضة أفتكر أفلام حرب أكتوبر وأحس بالعزة وأعد من واحد لميه وأنام
لنا كبرت شوية وظهر إهتمام جوايه بمجال الجاسوسية والروايات البوليسية
وقريت إنه فى مثلا موظف أمريكى ممكن يبيع وطنه عادى جدا لصالح وطن تانى
أو مواطن أو مسؤل عسكرى روسى ممكن يبيع بلده بمقابل شوية شوكلاته وسيجار فاخر وفلوس
كنت بستغرب قد إيه الناس دى شايفة وطنها رخيص أوى ومش بتحبه
ولما كنت أقرا عن مواطن بيحن لأصوله اليهودية أو الألمانية وبيخون أمريكا أو أى بلد تانية
كنت بحس إنه برده بيبيع وطنه
شىء غريب عالإنسان إنه يبيع وطنه
شوية شوية وقريت عن الجماعات المتطرفة الإسلامية فى مصر قريت شوية طراطيش كلام
الناس دى برده بتخون أوطانها
فكرت كتير فى السر الرئيسى ورا كل دا
إيه اللى يخلى الواحد يبيع أرضه وشرفه وعرضه قدام أى مقابل
فكرت فى وضع الانسان والمواطن سواء أمريكى أو حتى يوجوسلافى او مصرى جوا بلده
إيه مكانه فى البلد ؟
بمعنى أصح لما بنقسم الوطن بيكون تحت أى شريحة ؟؟؟
هل الشريحة دى بتتعرض لظروف إجتماعية معينه ؟
لكن لقيت إن فى عهد السادات فى ظباط جيش تحولوا لجنود فى جماعات إسلامية متطرفة
الجهاد وغيره
طيب ظابط وظروفه مرتاحه وأهله مرتاحين وعنده زوجة وأولاد وعيشه زى الفل
يمكن بتكون الظروف الاجتماعية ظروف تانية ؟
زى مثلا تخلى الوطن عن قضية بيدافع عنها الشرع والدين
ساعتها بيحس المواطن بخيانة وطنه ليه
دا اللى ممكن يدفعه إنه ياخد مدفع ويقتل أولاد بلده وهوا شايف إنهم أعداء
دا اللى ممكن يدفع المواطن للشعور بالإغتراب والوحدة فى وطنه
إن أفكاره تتغير ويحس إن اللى هوا بيفكر فيه هوا إتخلق عشان كدا
أو هوا مش شايف لنفسه مكان جوا المنظومة اللى عايش فيها
يعنى مثلا
حاجب المحكمة
إيه وظيفته فى تنفيذ العدل فى المجتمع ؟؟؟
هوا مجرد ترس
حاسس إن وجوده لا هيقدم ولا هيأخر
ترس زوغير وقليل لدرجة الضآلة وبكرر كلمة (( زوغير مش صغير ))
حاجة هامشية
ساعتها ممكن يتخلى عن القضية السامية اللى بيجرى وراها ويتابع قضية تانية هيحس فيها بمكانه
هيلاقى فيها دور حقيقى لنفسه
بالظبط زى اللى سافر أفغانستان وإنضم لجماعات هناك للجهاد ضد السوفييت
هوا فى بلده مش لاقى لنفسه مكان ولا هدف ولا قيمة
وفى أمثلة كتير لوظائف أو حتى أعمال بنحس إنها يا إما بلا قيمة أو إنها مش بتؤثر بقوة فى حياتنا
الرغبة فى تحقيق الذات والوصول لهدف مستحيل فى ظل واقع ألم فى إستحالة لتغييره أو التأثير عليه
حلو السطر اللى فات دا إقراه تانى هيفسر كل اللى فات
يعنى ببساطة المواطن بيحس بإهمال وطنه أو خيانة وطنه له زى ما البعض بيشوفها
قد يكون بقى دا من خلال ظروف إجتماعية أو بطالة أو إدمان أو حتى تعطش للجنس وإستحالة الزواج
زى الشاب اللى ملقاش حل غير إنه ينتحر أو اللى قطع ال ... فى سوهاج
الظروف دى بتحول الإنسان لأى شكل ممكن يخطر فى باله يقدر يحقق له احلامه
سواء قاتل بيتقم أو مجرم بيسرق أو بينصب بغرض المكسب السريع أو مغتصب شايف إنه بياخد حقه من الجنس الآخر لأنه يستحق أو مسؤل بيبيع نفسه ويبيع كرسيه للى يدفع له أكتر فى مقابل إنه حتى فى مكانه الكبير دا مش لاقى الإحترام أو الراحة اللى بيدور عليها وعلى طول شايف قضايا الفقرا والنظرة الاشتراكية لمنصبه من الناس بتخليه يحس إنه لازم يخدم كل الناس بدون مقابل
كل دا بيعتبر سقوط فى بئر الخيانة أو ضياع الشرف من وجهة نظرى
الإرهاب الإجرام والخيانة
مش كدا وبس
أحيانا بشوف أشباه الرجال ( الشواذ عموما ) وببص لهم وأحس بالقرف
من غير ما أخد بالى نهائيا من أن أى إنحراف جوا الإنسان سببه البيئة المحيطة بيه
أو الحياة اللى بيعشها
عجزه عن القيام بشىء بالشكل الصحيح
بلاقى إن أحيانا كل المذكورين هنا فى اللى كتبته دا
كلهم أبرياء وإحنا كمجتمع المجرمين
مجتمع بيصنع الشذوذ والإرهاب والإجرام
المفروض إن مجرد فكرة الرفض بتحمل معها بديل آخر
يعنى مينفعش تيجى تقولى بطل كتابة فى المدونة تماما
لاء لازم تيجى ببديل ...مثلا : بطل كتابة فى المدونة وإكتب فى اليوم السابع أو مجلة حرة أو حتى فى ورق طعمية
المهم إن البديل اللى بيتقدم بيكون بيحصل على نفس القدر من الرضا اللى بحاول أوصله
يعنى مثلا مينفعش مجتمع بالكامل بيشتكى من فكرة الإرهاب والإجرام والشذوذ والتحرش الجنسى والإغتصاب والإدمان
وبيدين كل دا وبيتوعد له بالعقاب وفى نفس الوقت مش بيقدم بدايل
العقاب فى الحالة اللى مش بيقدم فيها بدايل بيتحول لمجرد تحجيم الشخص عن القيام بالخطأ
زى بالظبط لما تلاقى حرامى فى بيتك وتوديه السجن ويتسجن تلات سنين
هوا هنا مش لاقى قدامه بديل تانى
بالعكس هوا لقى دافع أقوى للسرقة
الإنتقام من المجتمع متمثل فيك إنته لما مسكته وهوا محتاج
أو السنين اللى ضاعت من عمره هدر فى السجن بدون شهادة أو حتى إحتراف مهنة هوا بيحبها
مينفعش نقول إن إحنا ضد الشذوذ ولازم نعاقب الشواذ أقوى عقاب ممكن ونفضحهم بقوة إذا ملقيناش حل بديل
يعنى مثلا الجواز وتسهيل الجواز
طبعا اللى بتكلم فيه دا مستحيل
لأن كل طبقة فى الزواج بتطمح للصعود لطبقة إجتماعية أعلى
يعنى مثلا البنت بتدور على حد يرفعها من مستواها يكون بينقلها لفوق نقله أحسن
مش مجرد عريس وشقة فى نفس البيت أو بيت شبهه وبيت أولاد زيها هى وأخواتها
مشكلتنا مش فى السرقة أو فى الإجرام عموما أو حتى فى الشذوذ أو الخيانة للوطن أو الإرهاب
مشكلتنا بتكمن فى تحريم البدايل وجعلها مستحيلة
بل وحتى فى حالة وجود بديل بنحاول نحط له مليون إطار ومليون قيد خوفا من بكره
أنا مقتنع إن القيود اللى بتقيد الناس زى العادات والأعراف والتقاليد والقانون حتى الدستور
زى ما بتقيد الناس وبتحددهم وبتحدد أعمالهم وحياتهم كلها فى إطار معين
زى ما بتحميهم
الناس بتلجأ لحاجات زى دى بغرض القيد والحماية
محاولة منها للسيطرة على ما لايمكن السيطرة عليه
ببساطة
محاولة تفادى أى نسبة خطأ تعكر عليهم صفو حياتهم المقيدة اللى بيحاولوا يرضوا فيها بأنصاف الحلول
أنا مش بتكلم عن الجريمة بغرض الجريمة أو الشذوذ كرغبة داخليه أو السرقة بدافع نفسى
أى حاجة تحمل دافع نفسى ملهاش حل غير بالتفاهم ومحاولة الإقناع
إنما لو هترتكب الغلط وتقول الظروف
يبقى لازم اللى قدامك يقدم لك بدايل
المجتمع
الناس اللى حواليك
إحنا والحمد لله نجحنا فى قتل البدايل وتحويلها لنجوم فى السماء يصعب على الخلق الوصول لها
قوم بص فى المراية .......
شوف نفسك وقعت فى البير ولا لسه ؟؟
هل عندك أخطاء ؟
هل عندك مشاكل ؟؟
حاول تناقش نفسك
وتحط لنفسك بدايل
يمكن تلاقى مفر من متاهة الفأر اللى إنته فيها ...
شاب فقرى
على فكرة ملاحظة جانبية : من وجهة نظرى الشخصية إن كل من ذكرتهم فى المقال أبرياء لأننا من يصنعهم بتحكماتنا وأفكارنا التى نحاول فرضها على الاخر ..بداية من الجندى الذى يعترف على وطنه تحت ضغط ( على فكرة كل واحد له طاقة إحتمال ) وحتى المجرمين والخونة والشواذ والقتلة والمغتصبين والمتحرشين ... الظروف نحن من يصنعها وهى من تصنعهم ...فكر شوية يمكن تلاقى نفسك اللى بتصنع الظروف ...ب سكوتك عالأقل ...