يسير فى الظلام وحيدا وتتكرر كلمات وجمل كثيرة فى رأسه
يحاول أن يبعد تلك الأفكار السوداوية عن رأسه
يعلو صوت موسيقى الراب فى أذنيه
يحاول أن لايفكر فى أى شىء
هوا الآن وحيدا
هنالك بين الحقول وبين الخضرة التى يعشقها
ولكن الوقت ليلا
كل شىء يبدو أسود
ويزداد اللون الأسود كلما إبتعد عن البيوت والتجمعات
يستمر فى السير على غير هدى
لايدرى إلى أين يريد أن يصل
يفكر فى كل شىء
يفكر فى أصدقاؤه وفى حياته وفيمن يحب وفى كل شىء خلقه الله
ربما لم يجد شيئا يستحق ليفكر فيه إلا من أحبوه
يرن الهاتف معلنا أنها تتصل الآن
إنها الآن بحاجة إليه
ينظر غلى الهاتف
يحاول ان يحرك أصابعه ليرد عليها
يشعر بالعجز
يلقى بالهاتف على جانب الطريق
يستمر الهاتف فى الرنين
يستمر فى السير وكأن الصوت لا يعنيه وكأن ما ألقاه منذ قليلا هوا أجمل إحساس سكن روحه
يفكر فى كل من أحبوه ومن أرادوا أن يكونوا بجواره يوما
يحاول أن يكف عن التفكير ويمسك برأسه وكأن ما بها صداعا لا ينتهى ويشعر وكأنه سقط فى وسط ذلك الطريق الموحش
يستمر ذهنه فى السؤال الذى لا ينتهى أبدا
ينام على الأرض محاولا إيجاد الراحه ويخرج من جيبه علبة من السجائر وأعواد الثقاب
حقا أعواد الثقاب لم تعد كافية لمحو آلام القلب تلك
يشعل السجارة الأولى
يسحب نفسا عميقا
يشعر وكانه بهذا يسحب كل هذا المكان الجميل فى داخل صدره
يستمر فى التدخين
والسؤال مازال يتردد
يطفىء السجارة فى يده
لم يشعر بشىء بعد
يشعل سيجارة أخرى وأخرى
والسؤال لا يريد أن يترك عقله
أو ربما نفسه هى التى تأبى أن تترك السؤال بلا جواب
يستمر فى إطفاء السجائر فى راحة يده
تنتهى علبة السجائر
يبتسم فى سخرية
يسمع من بعيد صوت هاتفه مازال مستمرا فى الرنين
مازالت تتصل
يعود من حيث أتى آملا أنه حينما يرد عليها ستنتهى كل أحزانه
يلتقط الهاتف من على الأرض
يحاول الرد
إصبعه يأبى أن يرد عليها
يترك الهاتف مرة أخرى ليسقط
ويكسر إصبعه فى محاوله للشعور بشىء فى هذى الحياة
يجب أن يشعر بنبضات قلبه ونسمات الهواء قبل أن يفكر فى الاقتراب منها
الآن فقط يشعر ببعض الألم فى إصبعه وفى راحة يده
وضيق فى الصدرويرى بعض الدماءالسوداء على يديه
يبتسم
الآن فقط يمكنه الرد...
تعلو شفتيه إبتسامة و يرد قائلا :
(( وحشتينى ))
تمت,,,
شاب فقرى