الجمعة، 7 سبتمبر 2012

لأحلم بك

أجلس علي سريري فى غيابك وأعاصير الأسئلة تعصف بذهني أحاول بشتي الطرق إخمادها وأنام على جانبي الأيمن و أتمتم بإسمك فى هدوء ليرتجف قلبي مفتقدا دفء حضورك لأطمئنه بأن لا مزيد من الأسئلة الليلة , فالليلة نحن فقط سننام لا أسئلة ولا إنتظار ولا خوف ولا قلق ولا أرق ولا حتي وجع سأغمض عيناي وأنام , أغمض عيني محاولا دفع كل الصور التي تنساب فى خلفية عقلي كشريط السينما لتستدعي حضورك بداخلي فأبتسم لك وتبتسمين لي وتخبريني أن يوماً ما سيأتي سيتغير معه كل شىء ولكن لهفتى للقائك تجعلني أغضب وأفتح عيناي ليهرب طيفك بعيدا كما تعودتي دوما على الهرب والرحيل , ألوم نفسي على الغضب وأحاول أن أغمض عيني من جديد وأستدعي طيفك ليحضر مرة أخري وأتذكر وقفتك أمامي بفستان ملائكي لا يخفي وجعك وعيناك الدامعة وقولي لك : متخافيش كل حاجة هتبقي كويسة  أتذكر يومها حين لمست يداي قلبك فى تلك اللحظة دون أن تمسسك وأتذكر كيف إحتضنك قلبي دون أن أقترب منك , أتذكر فرحتك فى المساء ووجعك الذي أخذته لأخفيه بعيداً , أتذكر تمتي بإسمك ليلتها لكي يبتسم ثغرك كألف شمس تشرق علي قلبي المتألم من أجلك , أتذكر يومها حين خلدت للنوم دون أن تلاحظي ذلك وفرحتك فى اليوم التالي وإطمئنانك الذي لم تستطعي إخفاؤه وأنتي تقولين : صباح السكر , أتذكر صوت قلبك ينبض من بعيد وأتذكر روعتك وفرحتي بك فى كل لحظة كنتي فيها ها هنا , كل نجاح وكل وجع وكل دمعة على خديك بسببي وبسبب الحياة وبسببهم وبسبب كل ما لا تحتمليه , أتذكر دموع الراحة كما كنتي أسميها فأحيانا لا يرتاح ملاكاً مثلك إلا بعد أن يغسل قلبه بدموعه , أتذكر إبتسامتك حين لقيتك بعدها , أتذكر وقفتك فى إحدي المرات بعد سيرنا مسافة طويلة جداً إلي بيتك , اتذكر تشبسك بالأرض وبي حين قلتي : دا مكاني وأنا مش همشي من هنا ومش هسيب هنا , أتذكر كيف أحست بأنك معلقة فى رقبتى كطفلة ترفض ترك أبيها , أتذكر قولك لي : قول علي طول متسمعش , أتذكر لحظات كنا نفترق على الطريق ورجائك مني كل مرة ألا أقول كلمتي التي أعشق قولها لك , أتذكر عدوك على السلم أول مرة سمعتي فيها إعترافي بحبك وخجلك ووجنتيك وعيناك ووعدي لك , أتذكر فرحتي كل مرة بلقائك ولهفتي عليك , أتذكر صوت البيانو حين جلسنا معاً والعازف أخذ ينظر لنا وكأنه يري ما بقلوبنا ويبتسم ويستمر بالعزف وكأن موسيقاه كانت دفئا لقلوبنا تلك الليلة , أتذكر أني أحبك , أتمتم بها وأمنع عقلي عن أن يسأل سؤاله : متي تأتي فالباب مفتوح لها , ألم يأن الأوان بعد ؟؟؟ , أحاول أن أطرد السؤال من عقلي وأبتسم وأنا أقول أحبك وأنطق أسمك ليعلو صوت دقات قلبي وتتسارع أنفاسي لأضع يدي فوق قلبي لأطمئنه بأنك مازلتي هنالك فى مكان ما تبتسمين وتنادي بإسمي فى ظلام غرفتك وبأنك فى لحظة ما ستطرقي الباب وربما سترسلي شوقك مع عصفورنا ليطرق علي نافذتي ليخبرني كم تحبينني , يهدأ صوت أنفاسي وينتظم وتهدأ دقات قلبي لتلك الفكرة و أقول فى هدوء : ( الباب مفتوح كل اللى عليكي تدخلي ) , أبتسم مرة أخري وأغمض عيناي من جديد وأنام لأحلم بك .
تمت
شاب فقري