الأربعاء، 25 يوليو 2012

عن اللاشىء وكل شىء


ماذا يحدث لو خرجت كل الأمور عن سيطرتك ؟؟؟
كل شىء يفسد ويتجه إلي مسار جديد مختلف تماما , النجوم فى السماء تتخذ تشكيلات جديدة غير التى تعودت منها عليها , الشمس لا تشرق فى نفس الميعاد والمساء لا يبدو ككل مساء , حتي الأشخاص , كل إحتمالاتك تلقيها جانبا وكل الزوايا التي تري منها الأمور تلقيها بجوارها وتنحي كل نظاراتك لتري الحياة فقط بعينيك , كل شىء يبدو مختلفا , حتي الأماكن المعتادة تبدو وكأنها للمرة الأولي تلقي عيناي و الأشخاص يبدون كما لو كانوا لا يعرفوننا ولا نعرف عنهم شيئا , كل شىء يسير فى إتجاه معاكس .
حينها فقط أجلس لأتابع الموقف فى هدوء وأترقب ماذا سيحدث بكل هدوء الدنيا , أتذكر المرة الأولي التي حدث فيها مثل هذا الأمر وسألني أقرب الناس إلى قلبي فى الوجود حتي هذا اليوم ( هتعمل إيه يا كيمو ؟ ) بكل بساطة جلست وأرحت ظهري وجسدي وقلت : ( أنا عارف اللى هيحصل وعارف إيه اللى هيجري واللى قدامي دلوقتى دا نوع من الخروج عن النص وهيرجع الأبطال فى لحظة لمسار الأحداث بشكل طبيعي فمستحيل مهما غيروا فى المسرحية يغيروا النهاية والوسط والبداية , ممكن يغيروا تفاصيل , أنا هقعد أستريح وأريح أعصابي وأتعامل بهدوء وأستني مكاني وكل القطع هتقع فى مكانها وكل شىء هيرجع لطبيعته مرة تانية لأن محدش يقدر يخرج عن نفسه أو يتمرد على كينونته , معرفتي باللى هيحصل مش شعوذة ولا مخاوي , معرفتي نابعة من معرفة كاملة لشخصية بتتحرك وبتتكلم ولو أنته عرفت صح فمفيش مجال للمفاجأت ) .
لم أدري كيف إبتكر عقلي تلك الإجابة فى تلك اللحظة منذ ست أو خمس سنوات إلا أنني إستطعت أن أجيب عليه بكل ثقة ولم تمر إلا أيام أو ربما أسابيع قليلة وحتي عاد كل شىء إلي مكانه , إلا أنني فى اللحظة التى عاد فيها كل شىء إلا مكانه كان لى رد فعل مختلف وأسلوب مختلف و تناولت قلمي لأغير النهاية كما تحلو لي أو بالشكل الذى يجرحني بأقصي درجة ممكنة .
جائني منذ يومين إتصال من أقرب الناس إلى قلبي لأجد من تحادثني تقول ( لو ربنا بيحبك هيبعدهم عن طريقك ) فى البداية وصفت كلماتها بالسخف والغباء وبعد دقائق عديدة وقبل إنتهاء المكالمة قلت ( دا لو كان بيحبني بقى أو يمكن لو كان بيحبهم أكتر مني هيمنحهم اللى ميقدروش يتخلصوا منهم والحارس الأبدي اللى مش بيتخلي عن مهمته أبدا ) قابلت الفتاة حديثي بضحكة عالية ولم تجد شيئا ترد به سوي : ( إنته مجنون ) .
كل الإحتمالات والزوايا التى أنظر منها إلى كل حدث وكل موقف وكل كلمة تختلف من لحظة لأخري فيبدو وكأنني إنسان مجنون وربما غير متزن وربما به الكثير والكثير من الأشياء اللاطبيعية ولكني دوما ما أري نفسي فى تلك الأوقات أخرج من جسدي وعقلي وتفكيري لأضع نفسي فى موقع شخص آخر بعيدا تماما عن الموقف وأفكر مثلما يفكر وكما أعرفه لأري وجهة النظر الجديدة والتي غالبا لا تكون صحيحة لأنه ليس فى الموقف ولا يستطيع الحكم .
منذ أسبوعان قابلت أحد أقاربي المقربين لقلبي جدا وجلسنا نتحدث كثيرا وفى هذا الوقت إقتطعت ثلاث دقائق من وقتي لأحكو له حكاية تخصني وشىء يلمس أعماقى لأجد الرد بعد ثوان فى دفعة قوية فى كتفي وغضب وصوت عال يقول ( إحنا مش فى الموضوع دا دلوقتى ) , من الصعب أن تجد من يسمعك فى هذى الدنيا فما بالك بمن يسمعك .
منذ ثلاثة أيام دار حوار بيني وبين شخصية ما لتقول لى بأن ( حياتنا مش فيلم أجنبي لأن إحنا مربوطين فيها بواقعنا اللى بيتغير ) وهنا حين سمعت تلك الجملة تذكرت العديد من الأقاويل عن المبادىء الخيالية وعن تمسكي بمن أحب وعن قصص الحب التى أتمني لو جعلتها حقيقة إلا أنني لا أستطيع بكل بساطة فعل هذا حتي وإن إخترت ما يصنع الأسطورة ويكملها ويجعلها كاملة ورائعة ومذهلة بإختيارات لا مثيل لها ولم تحدث من قبل وبأفعال وبقوة تحمل وبحب لم تري الحياة مثيلا له من قبل حتى ولو فعلت كل هذا فسيظل هنالك على الضفة الأخري من أفعالي عقولا متمردة لا تري سوي ( الصح ) والصح هنا هوا الحكاية التقليدية التي نسمعها من الأهل ومن الأقارب ومن كل من تخلي عن حلمه وعاش مجرد لا شىء وكيانا ليس هوا وأراد أن يثبت صحة فعله وإختياراته التقليدية الحمقاء فقام بالنصح للعقول المتمردة على الضفة الأخري من أفعالي وأوحي لها بأحمق الأفكار و بأكثرها تقليدية .
الآن ... أنا لا أريد شيئا , لا أريد أحدا , لا أريد حتي زمنا خاص بي , ولا كوكبا جديدا من أجلي , ولا فتاة من عالم آخر , ولا فكرة من عوالم لم تطئها قدماي بعد , حتي ياربي العدالة لا أريدها , أنا أريد اللاشىء , العدم , هنالك سأبدو منطقيا بكل أشيائى وأحلامي وجنوني فهنالك لا قوانين تملي علي أفعالي ولا عقول متمردة , هنالك فى العدم ربما تؤنسني روحي وربما أموت وحيدا بلا جملة وداع مسرحية ألقيها قبل أن تنسدل الستار على شريط أحداث حياتي , هذا ... وأنت يارب نعم الحسب ونعم الوكيل وكفي .
شاب فقري
عايز أى حد يقرا يكتب لي سبب يجعلني أستمر فى الكتابة ... بس كدا .
يمكن أستمر ... يمكن .