الخميس، 24 مارس 2011

صانع اللعب


لا أدرى أين تعلمت كل هذا ولا متى بدأ عقلى فى الإعتياد على تلك الأفكار ومحاولة نقلها للواقع ... فجأة وجدت مجموعة من الرسومات والأشكال والأحداث فى عقلى فقررت نقلها للواقع ... فى البداية لم أدرى كيف ولكنى بداية سطرتها كتابة ليقرأها الجميع ولكن يبدو أن هذا لم يكن كافيا ...مازال هنالك المزيد طبعا فهنا بين جدران معملى البسيط يوجد الكثير من الأشياء التى أستطيع إستخدامها لأنقل كل ما أفكر فيه للواقع ...دعك من الورقة والقلم ودعك من رسوماتى ... أترى قد يحدث فى حياتى فرقا إذا حولتها إلى أشياء مجسمة ؟؟؟ ألعابا ربما ؟؟؟
راقتنى تلك الفكرة كثيرا .... لن أبدأ فى أى وقت ولكن لابد أن يكون الوقت مميزاً ليدوم لى تلك الذكرى وهذا التغيير فى حياتى .... الآن أنا أصنع ألعاباً ... لم أتخيل هذا يوماً ولكن .... فلنبدأ
***
تدق الساعة معلنة منتصف الليل ...أجهز أشيائى البسيطة ... الكثير من القماش الملون ذو الملمس الناعم وبعض القطن والكثير من الخيط وبضعة أزرار تكفى لصنع أعين لألعابى ...بعضها زرقاء والبعض الآخر أسود ... كل الألوان ... لا أدرى حقا هل توجد عيون صفراء فى أى مكان فى الوجود ؟؟؟ لعلها فى مخيلتى أنا فقط ....
***
تدق الساعة معلنة الواحدة صباحاً لأبدأ فى ترتيب كل شىء فى مكانه وأخرج الرسومات التى رسمتها من قبل ....أستدعيها من ذاكرتى لا من الورق وأتذكر الكثير والكثير من التفاصيل ... حقا أنا الآن قادر على صنع المستحيل ؟؟؟ قادر على صنع شىء ينبض بالحياة ؟؟؟ سنرى
***
تدق الساعة معلنة الثانية صباحا .... أجلس على الكرسى العتيق وأمامى تلك الأشياء كلها ... الكثير والكثير من الأفكار الآن تتصارع فى عقلى ... كلها تريد أن تكون نواة لصنع لعبتى المفضلة ...أشعر وكأن هنالك الكثير والكثير فى تلك اللعبة ... لن أترك أحدا ليعبث بك يوماً ...ينطلق خيالى أكثر بكثير .... حالة من التكامل يصاب بها هذا الخيال
***
تدق الساعة الثالثة صباحاً

إنه الوقت الأكثر قدسية لى فى الليل ....

أجهز كوب الشاى وعلبة السجائر

أتناول القماش والخيط والقطن وأبدأ فى صنع جسد هذى اللعبة ... أتخيلها كما يجب أن تكون فتاة أحلامى ... ممشوقة القوام وتحمل فى جسدها كل معانى الأنوثة التى قد حظت بها ( فينوس ) حين كانت آلهة الجمال ... ولكن ليس بعد اليوم ... من اليوم آلهة الجمال أنا من أصنعها ...أنا من يحدد لها قواما ومن يصنع لها جسدا تتمنى كل النساء أن تحظى به

أنتهى من صنع الجسد بكل طياته وبكل تفاصيله ...أبالغ فى تفاصيل الجسد لتصبح أنثى لا مثيل لها .... ولكن لم ينتهى عملى بعد ...
أتناول الأزرار وأصنع لها عينان زرقاوتان ... لا حدود لعمقهما حقا... بحر هادر أحيانا غدارا وأحيانا هوا الدفء وأحيانا هوا المنفى ....

أحرك أصابعى وخيوطى وأصنع لها شفتين تتحرك عليهما شهقات الحياة وآهات العشق ... هاهى تكتمل حقا .. ربما قد يجن جنونى يوما وأقبلها بكل شوق الدنيا

أستمر فى عملى وأصنع لها أنفا ساحرا يفوق جمال أنف كيلوباترا وكل ملكات الجمال فى الكون ... فبه ستستشعر عطورى وسيغمرها سحرى ... ويكون لى عليها سلطاناً بلا حدود .... وأنفخ من دخان سيجارتى على وجهها لتعشق حتى رائحتى الكريهة ...

أصنع لها أذنين لتستطيع سماعى حين أشدو لها وحين أداعبها بكلمات الرقيقة ... وتداعبها أنفاسى وهى بين أحضانى ذات يوم ...

أمسك بذراعى اللعبة وأصنع لها أصابع تستطيع أن تشابك أصابع يدى كما أحب ... هكذا أتمنى أن أمسك بأصابع

حبيبتى ذات يوما ... متشابكتين وكأنهما قدر لهم أن يظلوا هكذا إلى الأبد

أمسك بالقماش لأصنع لها فستانا رائعا ... يجعل منها الأكثر أناقة فى عالم الدمى واللعب

الآن أنتى كاملة يا عزيزتى ....

أقربها منى وأنطق بكلمات عشق إعجابا بما صنعت يداى ....وما إستطعت أن أرسم بخيالى بين طيات هذا الجسد الرائع ...
لتشهق هى بين يداى

تتحرك ...

ينبض قلبها بالحياة بين كل هذا القطن والقماش ....

تنظر إلى ....

قد لا تجدنى كما تحب أن ترانى ...

تنظر لى شذرا ... وتدير لى ظهرها لتخرج من باب الغرفة قائلة : أنا أستحق من هوا أروع منك يا صانعى

أنظر لها فى إستهزاء قائلا :

: لعبتى الجميلة ...أنا من صنعك ووهبك تلك الحياة ... لن يستطع أحد أن يمنحك عمراً سواى ...

: أنا فقط من يستطع أن يشعرك بأى شىء ...

: يا حبيبتى ...أنا من صنعك ...أنا (( الله )) لعالمك البسيط الصغير ... أنا من يصنع لك إحساسا ومن يمنحك عمرا وأنا من يمنحك شوقاً وعشقاً وحباً ...أنا فقط ...أنا من أصنع التهديدات والملذات فى عالمك الصغير هذا ... فلتخطى خارج هذى الغرفة وتطردى من رحمتى لتتمنينها يوماً ...إذهبى ...


وأعود لمكانى لعاصفة أفكارى و خيالى الخصب لأصنع المزيد والمزيد من اللعب ....
ألعابى الحبيبة ... أعشقكم جميعا ...

" تمت "
شاب فقرى
ملحوظة : أى حد هيقرا لازم يعلق .... لازم ولو حتى بغير معرف