الأربعاء، 11 مايو 2016

Wir Sind Eins

بدأ اليوم عادياً كأي يوم آخر لا جديد فيه , المترو مزدحم كالعادة والحرارة لا تطاق فى الشوارع والإزدحام ورائحة الىخرين تدفعني ببساطة للتفكير فى الإنتحار كالعادة لم يحدث ما هوا جديد حتي خرجت من المترو وأشغلت لفافة من التبغ وفجأة قفزت الفكرة برأسي وشعرت بذلك الإحساس الذي أشعر به قبل أن تقع الكارثة وجلست أفكر فى صديقي وأبي الروحي في هذه الفترة العصيبة من حياتي وأفكر فى عشقه لهذه البلاد التي لم تعد تشبه حبيبتي لا من قريب ولا من بعيد وصارت تذكرني بزوجة أبي أو برفيقة الطفولة الشحاذة أمام باب المدرسة التي تبتسم لى تارة وتجري ورائي أنا وزملائي تارة أخري لتقذفنا بالطوب وتكيل لنا السباب واللعنات دون أن أدري ما الذي فعلته لأستحق إبتسامتها ولا ما جنيته لأستحق قطع من الحجارة تطاردني كسجيل .
كل ما فكرت فيه هي كم هي محظوظة هذي البلاد بعشق ها الإبن البار و كم هم محظوظون أطفاله الذين يستمعون إلي حديثه يومياً , لم أجد فى حياتي متحدثا لبقاً مثل ها الرجل ولا متحدثاً لديه تلك الخبرة فى الحياة التى يمكن أن أضيفها إلي حماسي الجنوني لأصبح ليس فقط " إنسان ناجح " ولكن كنجم يهدي التائهين , لا أدري كم من المرات حاول إستفزازي للحديث وأنا بإندفاع أحمق جلست أحاوره دون أن أنتبه للمرة الأولي فى حياتي إلي أن هنالك من يحللني نفسياً وليس هذا فقط  ولكنه يدفعني للتفكير فى سبل أخري للنجاح أو يدفعني لأن أقول له بعصبيه " Ich werde die Steine essen, bevor ich meinen Traum aufgebe " كانت المرة الاولي التي ينعتني فيها بالمجنون هي المرة السابقة لتلك حين أخبرته عن مخططاتي وأحلامي وكانت له الكثير من التعليقات التي لا داعي لذكرها والكثير من النقد الذي لم أعتده منه وخاصة حين نظر إلي وصرخ بالألمانية : هل أنت مجنون ؟ 
كل تلك الامور دارت فى ذهني ذلك اليوم وخاصة لك السؤال : كيف يمكن للإنسان أن يصل لتلك المرحلة من الروعة والخبرات التي أذهلتني شخصيا ؟ وما الي يمنع أبي الروحي من مغادرة هذه البلاد التي تستنزف ما تبقى فى أرواحنا من طاقة وتقتل الإنسانية والإيمان بكل شىء فيها ؟؟
بمجرد ما وصلت إلي وجهتي وقابلت الأب الروحي العزيز وجلسنا قليلا حتي أخبرني أنه سيترك البلاد وبشكل نهائي ولن يعود ...
فعلاً هذا ما إحتجته لأري كل ما حولي ها هنا أكثر قتامة وسواداً ولأترك ها هنا متيقناً أنه لا يوجد هنا شيئاً قد يجعل عقلي مشدوها سوي غباء الآخرين وكفرهم بإنسانيتهم وكراهيتهم للحلم و خوفهم من طموح الآخرين 
***
 رفاق الدرب مازالوا عوناً رائعا بمجرد وجودهم حولي , اليوم قابلت رفيق درب جديد وبثثت فيه نار الحماسة وأخبرته بالكثير من المخططات وفكرنا سوياً لمدة ساعة كاملة قبل أن أري فى عينيه عدوي بريق التحدي للمستحيل والحماس , كان شيئا رائعا أن ألتقي به والأروع هوا رفاق الدرب الذين لا يتركونني لحظة دون ان يصمتوا , حقا الكثير من الحديث والمخاوف تجعلني أرغب فى قتلهم أجمعين لأكتب بدمائهعم علي جدران المدينة : الصمت يستحق الدم , ولكني للأسف قلبي لا يقوي علي مجرد التفكير فى رحيلهم دون أكون معهم :P
أنا سعيد بأننا واحد وبأنني فى ظهر كلمنهم خير معين و سعيد بطموحاتهم وأحلامهم البريئة فى المستقبل والتي لم تنتهكها بعد وحشية الواقع فى إغتصاب أحلامنا , سعيد بتواجدهم معي حتي وإن لم يكن أيهم معيناً لي , فأنا لا أحتاج معيناً فمازلت أردد بداخلي كل لحظة فى الطريق : " والله خير معين "
اليوم وبرغم كل الأحداث المريرة يبقى حديثي مع الأب الروحي هوا جوهرة اليوم (وليس الحديث المذكور بالأعلي هوا المقصود ) , ويبقي فى نهاية اليوم أملا فى شىء يفقدني الوعي وينسيني كل مرارة تلك الفترة شيئا عظيماً للتفكير فيه 
تصبحون علي خير 
شاب فقري