الخميس، 14 يناير 2010

طريق العودة ...قصة قصيرة


The long road home
فجأة وجدت نفسى وحيدا على الطريق
بمفردى وبدون أن يكون بجوارى احد
لم أدرك يوما أن الوحدة بعد فراق الأحبه ستكون بهذا الشكل
لقد فارقت الكثير والكثير
لكنى لم أمت بعد ولم تفارقنى روحى
اليوم فقط أحسست كيف سيكون حينما تفارقنى روحى
سرت فى الطريق هائما
أحدث نفسى
لقد كانت هنا
كيف رحلت ؟
كيف تركتنى ؟؟
هل إختطفها الزحام ؟؟
يا لا حماقتى ..ما الذى جعلنى أفكر فى الخروج فى تلك الساعة والطريق لا يوجد به سوى الزحام
أو أننى صباحا وأنا على الطريق لم ألحظ بأن الزحام موجودا
لقد كانت كل حياتى
كانت هى الرفيق والطريق
لم أشعر بالغربة يوما معها
لم أحتاج يوما إلى أن أخفى عيوبى
لقد كانت تعشقنى
بعيوبى وجنونى وطيشى وطفولتى
كانت تعشق الطفل الصغير بداخل
وتعشق الرجل الذى يحرك هذا الطفل وأحيانا يقسو عليه
لم تكن تتردد يوما أن تعامل ذلك الطفل بداخلى على أنه إبنها
ولم تكن تنتظر سوى كلمة أمى من بين شفتى بصوت غليظ يحاول أن يكون رقيقا وحاملا كل المرح
لأول مرة فى حياتى تحاول شفاهى أن ترسم البسمة
وتخرج من الكآبة ... كان معها
كل شىء كان معها جديدا
لم أشعر يوما بأننى ضائعا وشريدا
اليوم فقط أحسست كيف ستكون الحياة بدونها
مشيت فى الطريق المزدحم محاولا أن أجدها فى هذا الطريق
أو حتى أن أتخيل وجودها معى
كان الناس يمشون حولى هامسين ضاحكين
لقد إعتبرونى مجنونا بحالتى تلك
لكننى لم أهتم
فقط قد إستمريت فى التمثيل على نفسى بأنها هنا
أحدثها وتضحك وتنير سمائى
تحدثنى بعيناها والشوق يفضحها فلا تملك إلا أن تقول ..(( إنته حبيبى ))
كنت أطير من الفرح وتستمر إبتسامى ويزداد حديثى مع اللاشىء متخيلها معى
تعبت من عدم وجودها
كيف الآن سأكمل الطريق بمفردى
كيف سأخطو خطوة بدونك يا حبيبتى
أين إختفيتى ...اجيبينى
أعتاد المارة على صراخى وعلى سماع إسمها
والبعض ظن بأننى أب لطفلة صغيرة تاهت منى وحاول أن يلتفت يمنة ويسرة باحثا عنها ومساعدا إياى لأخرج من حالة الجنون تلك
كيف أوضح لهم
حقا هى كانت طفلتى وأميرتى ودنيتى وكونى وحياتى
أين أنتى يا حبيبتى
ولا يجيب أحد على ندائى
وكأننى أخاطب العدم
لقد إختفت
وكأنها لم تكن هنا
لما الآن ستحمل حياتى معنى واحدا
هل للحياة معنى بدونها ؟
هل للأحلام رونقا وألوانا وسعادة وجمالا بدونها ؟
الآن يجب أن أعبر الطريق
سأتجه إلى بيتى
سأجلس على بابى
ربما تاهت وستعود إلى هناك
فهى لن تستطع يوما فراقى
ربما تشتاق إلى حبيبها
ربما عيونها تبكينى فلا تملك إلا أن تأتينى لأمسح دموعها
وقبل أن أعبر الطريق لمحت ذلك الرجل
رجل وأسرته
رجل وزوجته وإبنه وإبنته صغارا وكأنهم عصافيرا رقيقة جدا وهوا يلاعبهم ويلاطفهم على الرصيف الآخر
لم أكن لهم حسدا ولا حتى حقدا بالرغم من أن حلمى فى تلك العائلة الصغيرة قد ذهب
وبأن حبيبتى لن تعود
ولن أرى أبنائى (( يوسف وسلمى ))
ما معنى الحياة الآن بدونك ؟؟؟
إتجهت خطواتى نحو طريق السيارات
سأعبر
لن أعيرها بالا
هل ستتحكم هى فى سيرى مثلما تحكمت الظروف ؟؟؟
هل ستحدد أين أسير وربما متى أتوقف ؟؟
إستمرت خطاي عابرا للطريق
وإنطلقت صرخات القائدين المذهولين من لا مبالاتى بهم وبسرعة الطريق
وإنطلق صوت احدهم صارخا ..(( يا حماااااار ))
يا له من أحمق ...فلو شعر بما أشعر به لما أستطاع أن يحيا يوما من الآن
ولا أن يبتسم لحظة حتى يلقى ربه
سألتفت إليه هازئا به وبسيارته وبسرعته
كيف يمكن لذلك السائق أن يحاول إيقافى عن طريقى
إستدرت بوجهى تجاه الصوت ولكن
.........
وقع على الأرض قتيلا فى ذات اللحظة التى صدمته فيها السيارة
تجمع المارة حول الجسد الملقى على الأرض
محاولين إفاقته
ولكن لا حياة لمن تنادى
لقد فارق الحياة
وعلى شفتيه إبتسامة
بأن الطريق إلى السماء ... أصبح مفتوحا أمام عيناه
فلتتجه خطاه إلا حيث لن يمنعه إنسان من العبور
إلى السماء
لعله يجدها هناك ذات يوم

.... تمت ,,,
شاب فقرى

---------
بقالى مدة مكتبتش ولا مريت على حد
ظروف ومشاكل وكورسات ومواعيد مرتبط بيها
ربنا يعين
قلت أكتب اليوم وأخرج اللى جوايا
لا أعرف كيف خرج كل هذا الحزن منى
ربما هى حقيقة
ربما هى قصة
ربما إحساس عابر
ولكن ... دا اللى انا حاسه وعايش فيه
حاسس انى زى اللى كان بيلعب ماتش والكل عمال يضربه فى رجله
وهوا مش حاسس
وروح نام زى القتيل
ولما صحى لقى نفسه من الوجع مش قادر يقوم
يااااااااااااااارب

مش مهم....
كل سنة وإنتم طيبين

شاب فقرى