الخميس، 23 أغسطس 2012

أسطورته الجزء الأول : ( كان هوا )


[ مقدمة لابد منها ]
مرحبا بكم جميعا وكيف حالكم قراء مدونتي الأعزاء , هل إفتقدتوني حقا ؟؟؟ لا يهم فأنا بالطبع أفتقدكم وحتي وإن لم يأتيني منكم رد على ما أكتب , أفتقدكم يامن لا أعرف عنكم شيئا , ربما يبدو ذلك نوع من الغباء ولكن هذى هي الحقيقة , أحب تواجدكم و أحب ردودكم ها هنا وأعشق التحديات التي أراها فى الردود أحياناً .
والآن
لا عليكم من كل هذا , ليست المرة الأولي التي سأنشر فيها قصة قد نصحني الكثيرون ممن سمعوها أو ممن قرأوا تلك السطور بألا أنشرها لأنه لا أحد سيستوعب المعني الذى أريده  , ولكنها المرة الأولي يا أعزائى منذ سنوات عديدة أكتب قصة بكل أجزائها علي ورق حقيقي بقلم حقيقي وليس عبر الإنترنت والمرة الأولي أيضا التي أكتب فيها قصة بكل هذا العدد من الأجزاء والفصول وتكتمل لدي قبل النشر على المدونة وعلى مرأي من الجميع , فى كل مرة كنت أتكاسل فأكتب كلما إستطعت وكلمات راقت لى ( الغزالة ) كما أطلق عليها ولكن المرة مختلفة  لأنني وببساطة قد تشكلت بداخلي القصة كلها وليس هذا فقط ولكن أيضا قد كتبتها على الورق كاملة , أتمني أن تروق لكم , صدقوني فى البداية إعتبرتها تحد صارخ لي وحين أنهيتها إعتبرتها تحد صارخ لكم وبعد أن جئت لأنشرها قلت فى نفسي : ربما هنالك من سيفهم ما أقصد ويستمتع بالقصة ... حسناً , دعونا من كل تلك الفوضى التي أحاول إثارتها فى المقدمة و دعوني أنتظر الضجة والجنون الذي ستحدثه القصة ... قراءة ممتعة يا أعزائى .
***
كان هوا ...
في البداية وقبل كل شىء وقبل حتي بداية التكوين كان هوا , لا شىء يؤلمه ولا شىء يشغله ولا شىء يغيره لأنه لم يكن هنالك شىء فى الفضاء الفسيح سواه , لم يكن يهمه أو يشغله سوي شىء واحد فقط ( إستمرار الإستمرارية ) ولذلك فقط فلم يجد متسعاً من الوقت لكي يفكر فى نفسه أو فى أصله أو بداياته ولا كيف بدأ ولا كيف أصبح هنا ولم يكن هنالك أحد حتي ليسأله من هوا ولذلك فقد عاش فقط فى الفضاء الفسيح ليستمر سابحا فى الفضاء على غير هدي ولا بدايات ولا نهايات فقط سابحا ليستمر , فلا هوا كان قوة مدمرة ولا كان ضعفا قاتلا ولا هوا شىء ولا هوا اللاشىء , ولذلك ظل مستمرا فقط , إستمر فى حالته تلك أكثر من أن يتذكر متي بدأت ؟ ومنذ متي وهوا كذلك ؟ حتي هوا لم تكن لديه تلك الرفاهية ليتساءل وليطرح الأسئلة ولكن تلك النعمة فى الحرمان من رفاهية السؤال لم تدم طويلا فلقد تغير هذا ولا أحد يعلم لماذا تغير ولماذا طرح السؤال الذي تغير معه كل شىء .
فى إحدي رحلاته التي تستمر إستمرارا الإستمرارية ذاتها والتي لا يعلم أحد متي بدأت وعند وقفته عند إحدي الموجات القصيرة التي تغذي الموجات الطويلة متعددة التعدد و التي تغذي الإستمرار ذاته سأل نفسه وللمرة الأولي : لماذا يكون الإستمرار ؟ وتوقف ..
***
توقف ليفكر فى إجابة لهذا السؤال الذى بزغ على فجأة فى ذهنه ومع طول وقفته توقف كل شىء آخر من حوله وإنقطعت إستمرارية كل  شىء من حوله وفى سابقة لم تحدث من قبل توقف كل الإستمرار وأصبح مجرد إنقطاع عن الحدوث ومجرد إنقطاع وتوقف حين توقف هوا ليعرف الإجابة , فجأة أصبحت كل البدايات بلا معنى و بلا هدف وأصبح حتي إستمراره الذي لطالما إهتم به بلا هدف له ليستمر , ظل واقفا فى مكانه طويلا يفكر ولم يعثر على  أية أجوبة , لقد ظل واقفا فقط ومن هنا نشأ لديه شىء جديد لم يكن يعرفه من قبل ولم يحدث من قبل , لقد أصابته وربما أنشأها دون أن يدري أو يلاحظ بوقوفه ليفكر حالة من إستمرار التوقف وظل الإستمرار من هنا مستمرا من خلال إستمراره فى التوقف ليفكر , إلي أن جاءت لديه تلك الفكرة والإجابة التي تشكلت فى شكل سؤال جديد ( ماذا لو كان هنالك سبب للإجابة على السؤال الأول ؟ ) ولكن هذا لم يقطع وقفته ولم يمنع توقفه فقد ظل يبحث عن السبب الذى سيجعل للإستمرار معني وهدف ولكنه فى غمر كل هذا نظر حوله فوجد الإستمرار قد ظل مستمرا طوال تلك الفترة فقط من وقفته التى طالت فى التفكير ومن خلال التوقف نشأ إستمرار جديدا ولهذا فالإستمرار سيستمر على كل حال وكل ما عليه أن يفعل ما يشاء ولا يظل سابحا هكذا على غير هدي فى الفضاء الفسيح , كل ما عليه أن يفعل ما يريد , ولكن ماذا لم لو يستمر الإستمرار حينها ؟؟
وهنا جاءته فكرة بأن يخلق موجات من التوقف لتبدأ فى وقت معين وتنتهي فى وقت آخر جديد وبعدها تتوقف إلي الأبد , ولكنه توقف برهة ليفكر فى معني وتفسير ذلك المصطلح الجديد ( يخلق ) , ولكن هذا لم يعنيه فى شىء فلقد ترك التفكير فى الخلق وكيفيته وذهب ليفعل ما يريد من خلال محاولاته فى أن يخلق موجات كما فكر منذ قليل مختلفة ومتقطعة ومتعددة وفى ذات الوقت ,وقد نجحت محاولاته فعلا , وبدأ فى تكوين ذاته دون أن يدري ففي كل مرة كان ينظر إلى إحدي موجاته كان يري فيها شيئا جميلا يضمه لنفسه ولذاته التي بدأت فعلا فى التكون وكيانه الذي بدأ فى التواجد وكان كل مرة ومع كل موجة يجد شيئا يبدو له جميلا فيأخذه قبل أن يقطع إستمرار الموجة بالتوقف , وحتي مع قطعه لإستمرارية الموجات و جعله إياها تتوقف أصبح له المزيد والمزيد من القوي فجعل موجة تتوقف لم يكن أبدا شيئا سهلا أو هيناً ,ومن هنا زادت متعته فى الخلق لتلك الموجات القصيرة المنقطعة صاحبة التوقيت والتعدد والتي جعلت للإستمرار معني بالنسبة له .
 
إنتهي الجزء الأول ...
 
إنتظروا الجزء الثاني قريبا إن شاء الله ...
شاب فقري