الأحد، 2 مارس 2014

قبلة دامية

 
 حالة من الشوق المجنون و اللانهائي تجتاحه فى غيابها ولا شىء بيده سوي أن ينتظر اللقاء , يحاول أن يجمع شتات نفسه كل ليلة , يحاول أن يكون بتلك القوة التي يدعيها , يتماسك ... يضم قبضتي يديه يصرخ فى جنون ليسأله الآخرون أغبي الأسئلة علي مر العصور : إنت كويس ؟ ليليه السؤال الأكثر حماقة : إنت طبيعي ؟

يلتقيها ... ليقبلها بجنون وإندفاع , قبلة تختصر كل معاني الشوق فى خمسة عشرة ثانية , يخبر نفسه فى ظل كل المشاعر المختلطة التي تراوده بأن هذه المرة سيشبع منها ومن نظرة عينيها و أنفاسها و رحيق شفتيها ولمسة يديها علي وجهه , يحاول بكل الطرق أن يمتلىء بها ويفني نفسه فى قبلتها , يدمي شفتيها بحماقة شوقه وجنون مشاعره , تتألم ... تبتسم ... تعاود الرجوع إلي أحضانه لتشبع منه هي , تفني نفسها بين أحضانه لتخترق شظايا قلبه جسدها وروحها , تحاول أن تجعله يتخلل كل ذراتها مهما كان الألم , يتعمق فى كل أوصالها لتتفكك ملايين الملايين من الذرات والأجزاء ليضمها مرة أخري لتتجمع كل تلك القطع الصغيرة ويفني كل الألم معها لتعود هي من جديد 

هي : أنا معاك بكون أنا 
هوا : انا وحشني أكون أنا 
هي : أنت بتتعب برده ؟
هوا بغروره المعتاد : أنا أقوي من كل دا 


***


هي مشتته حائرة لا تدري أي الطرق تسلكها للوصول , يثبت قلبها وروحها تقيده فى مكان معين ليتقدم جسدها إلي أماكن أخري وعوالم أخري , وجع أن تنسلخ عن روحك وقلبك لا يفارقها , تحاول الأجزاء أن تنضم للكل بلا جدوي , الجسد سحبه العقل بعيدا لأحلام وطموحات ورغبات لا أحد يعلمها سواها ويستمر صدي الصوت يتردد فى الأرجاء : علي فكرة أنا قوية أوي ومش زي البنات 
يتنهد لها فى شوق  , يحاول أن يتذكر إبتسامتها  لحظة الخجل والحمرة التي تعلو وجهها ... فستانها الفيروزي ... أحلامها الطفولية .. يستدعي كل الذكريات التي تخصها ليغوض فيها حتي النخاع ويرتوي منها ليزداد عطشا وشوقا وإحتراقا , هي تراه من عوالم أخري وتبتسم فى غضب مصطنع وتردد فى هدوء : إبعد عني بدل ما أحدفك بالطوبة , تعانده فيتمسك بموقفه الأشد عناداً , تحاول أن تثبت مكانها , تستخدم كل التقنيات الدفاعية التي منحتها لها الحياة ولا تهاجم أبدا فهي ممن آمنوا بأن : أنا مش هسيب أرض الملعب ونصيبي فيها والنص بتاعي عشان خاطر حتة كورة , تدافع فى إستماته عن حدودها كل صباح لتعود مرهقة فى المساء إلي سريرها تلتمس الراحة فى غيابه , ىتغمض عينيها تتذكر كلماته ومبادئه وأفكاره وربما إبتسامة عينيه , تخبر نفسها أنها ستكون بخير و أن كل هذا سينتهي يوماً ما إما بعشق جديد وإما بنسيان أو بعودته إليها , ترتعش شفتيها حين يجول ذلك الخاطر ببالها , تطرد الخاطر من بالها تحت إدعاء : زمن المعجزات إنتهي والمستحيلات فى الخيال بس والأمانى المجنونة للأطفال , تعاند فى طفولة لتظل تحت غطاءها فى الشتاء تلتمس الدفء من الذكري ومن أشياء ليست موجودة , توهم نفسها بأن كتفه مازال هنالك بجوارها لتتنهد وتستسلم لخيالها  لتضم وسادتها كما تمنت أن تضم كتفه وتبكي فى حرقة حتي الصباح , ربما حاولت أن تشغل بالها بأي شىء آخر , ربما بعض الموسيقي لتجعل المكان هادئا أو بضع كلمات من الفضاء الإلكتروني الرحب تأخذها من جديد للواقع المرير , تغلق كل شىء وتحاول أن تغمض عينيها لتنام ليعود خيالها من جديد للعمل لتجد نفسها فى الغرفة التى لطالما رسمها لها بخياله ولكنها علي الجانب الآخر الأكثر بعدا وفى إحدي الأركان تكومت طفلة صغيرة علي نفسها تبكي , تحاول أن تري وجه الطفلة من مكانها دون حركة واحدة, تدقق النظر , تتذكر الوجه البرىء , تخبر نفسها بأن خيالها الأحمق إستدعاها لغرفتها المريحة الخيالية ليعبث بمشاعرها ويقسمها نصفين ماض وحاضر , تشعر بالغضب الشديد كلما إرتفع صوت بكاء الطفلة الصغيرة , تجول فكرة الإنسلاخ فى عقلها لتشعر بأن قلبها وروحها فى مكان وجسدها فى مكان مختلف , تتألم بجنون لتغمض عينيها بشدة وتحاول النوم لتستيقظ وتحارب يوماً جديداً , تبكي دون أن تدري وتكمل نومها .

هوا كان عارف ومتأكد ومازال إن الجنس مش كل حاجة 
هي كانت موهومة بحاجات مش حقيقية
هوا كان بيدور فى المكان الغلط لمجرد إنه يقرب لها ولكنه لعب بالنار فى الوقت اللى الأرض كانت غرقانة فى البنزين 
هي داست عالكبريت وولعته عشان بس تلاقى سبب قوي وعذر تسافر بسببه وتحس بسببه بندم لا نهائي 
هوا كان فاهم اللى بيجري بس كالعادة عمل عبيط عشان يرضيها 
هي كانت حاسه بالرضا عن نفسها لأنها فاكرة إنها بتعمل الصح 
هوا كان بيتألم وبيصرخ لكنها قفلت كل الجدران وبنت حواجز وطولت المسافات عشان متسمعش حاجة 
هوا كان بيدور فى المكان الغلط 
وهي كانت فاهماه غلط 
كلهم غلطانين 
يمكن دا السبب اللى يخلي إتنين بيحبوا بعض يسيبوا بعض 
ويسببوا لنفسهم آلام لا نهائية 
يمكن عشان غلطهم لازم يتحملوا نتيجته 
إختياره لازم يتحمل نتيجته وإختيارها اللى برده لازم تتحمل نتيجته 
العقل لما بيختار بيضيع حاجات كتير من الواحد 
واللى يمشي ورا عقله يتحمل 
فالأفعال لا تذهب دون عقاب ...
***



شعرها طويل 
بتفرده وتميل علي كتفه 
وتسأله : لسه الأولي ؟
يقولها : لسه الأولي
تبتسم لأنه فاهمها ولأنها ساكناه أوي وهوا جواها أوي قبل أي حد وقبل أي حاجة
يسألها : بقيتي ؟
ترد : هبقى 
يحاول يهرب ليها من جديد 
يدفن نفسه فى وسط كلامها اللى مبيوصلش لأي حلول ولا بيدي حاجة ولا بيزود حاجة بل بيزيد القلق جواه 

تفرد شعرها 
تدلع 
تحييه من جديد 
يبتسم 
يفهم إن بكره حلو لو إستمر الحال كما هوا عليه 

اللعب بالنار محتاج حد كيانه كل ذرة فيه أساسها نار 
هوا بيشع من بعيد زي منارة بتهدي التايهين 
هي بتلمع من جديد برغم كل حاجة لأنها فجأة رجعت هي من تاني
تدلع 
يفهم إنها بقت أحلي من الأول كمان 
يتنفس منها وياخدها لأبعد مكان 
يحقق لها اللى بتتمناه 
هي عايزة ومش عايزة , هي أصلا مش عارفة هي عايزة إيه 
يبتسم ويشغل أغاني ويرقص بجنون ويتنطط فى الأوضة 
تسأله : بتعمل إيه ؟
يقولها : أنا بقيت حي 
ترد : نفسي أرقص معاك 
تغمض عينيها وياخدها بعيد Whatever it takes


هي بتحبه للدرجة اللى تخليها تسعده حتي لو بسكاتها أو تقبلها أعذاره 
هوا بيحبها للدرجة اللى تخليه عارف هوا رايح فين وجاي منين ودا الأهم وعارف بيعمل إيه وليه 

أصعب حاجة فى الدنيا إنك تبقى عارف إنته جاي منين ورايح فين 
بمعني آخر عايز إيه وهتروح له إزاي 
وبرغم توهته ورغبته فى كل شىء وتناقضها الغبي من إنعدام الرغبة فى أي شىء وتفكيره فى الموت 
إلا إنه واثق منها زي ثقته فى الشمس
وهوا بيحب الشمس وبيثق فيها 

أصعب حاجة فى الدنيا برده إنك تسكت وتقبل أعذار وقت ما يبقى أنت مش عايز تعمل أي حاجة غير إنك تصرخ أو تطلب طلبات كتير 
بمعني آخر بتمنحه حرية لا نهائية عشان يكون هوا 
وبرغم خوفها وقلقها وغيرتها هي مطمنة عشان واثقة فيه 
واثقة فيه يمكن أكتر من ثقتها بإنها لسه عايشة 

وتستمر الحكاية ....
ويحبها 
وتحبه أكتر 
ويستعبط ويقولها : أنا أكتر 
فتضحك وتقوله : لو الدنيا عرفت بحبك قد إيه , هيعرفوا معاني جديدة للحب ويمكن يتأكدوا إنهم محبوش قبل كدا 
يسكت ... يبتسم 
عايزة تجري وتسابقه وهوا كالعادة هيخليها تسبقه :)


بس خلاص 


شاب فقري