السبت، 24 مارس 2012

إنسان أنوى نادر

الأول : أنا خايف أخسرها عشان كدا هروح أزورهم فى البيت
التانى : هوا الموضوع لو مشيت فيه مش هتخسر حاجة , هى مجرد زيارة
أنا : انتوا الاتنين بقر وإحنا هنروح لهم هيطلع علينا رجالة بالشوم فى الطريق يلموا الموبايلات واللاب بتاع الواد محمود ويقلعونا الجواكت ويارب بس نلاقى واحد إبن حلال يرجعنا , ولو كل حاجة مشيت تمام وزبادى فى الخلاط فهنرجع مكسرين من المشوار الأخبر دا , ويمكن الواد دا يرجع مكتئب وقلبه مكسور ونقعد نواسي فيه بتاع تلات سنين ولا حاجة .
التانى : إنته ليه بتشوف الحاجات بالشكل المتشائم دا ؟
أنا : لأن الشر موجود والغلط موجود ولازم أعمل حسابى وطريقتى فى الحذر هى اللى مخليانى عايش لحد اللحظة دى
الأول : وأنا اللى كنت بقول حواليك صحاب عشان كدا مبسألش , أحيييييييييييييييييييه إنته كدا يابنى حتى الناس اللى بيحبوك طالما بتشوف بالطريقة دى هيسيبوك ويمشوا
أنا : وتفتكر أصلا إنى كنت عايزهم ؟؟؟
***
سائق التاكسى : تصدق يا أستاذ والله الواحد النهارده بيطلع بيقول يارب أعرف أجيب عشا للعيال وأنا مروح
الرجل بجوار السائق : هوا حاليا البلد مفيهاش لقمة عيش ينفع تتاكل أو تكفى الواحد بقت عاملة زى ليلة شتوية واللحاف مش طايل رجلينا
الرجل العجوز بجوارى : قولوا يارب وربنا هيساعدكم بس قولوا يارب وإتعبوا
أنا : والله يابا بقول يارب بقالى سنين , نفسى الشغل حاله يتيسر وألحق أكون نفسى فى السنتين دول عشان أتجوز
الرجل العجوز بجوارى يربت على كتفى وعلى شفتيه إبسامه وفى عينيه نظرة تنم عن إيمان حقيقى : إخلص النية يابنى وربنا هيوفقك
***
هى : إنته شيطان
أنا : ليه بتقولى كدا ؟
هى : إنته عارف إنى بحبك ؟
أنا : أكيد
هى : طيب كويس ... بقولهالك تانى ... إنته شيطان
أنا : ليه تانى ؟ وبعدين هوا إنتى بتحبى شيطان
هى : المشكلة إن كل حاجة معاك حلوة وإن حتى حبك ووجودك لوحده ساحر بس فى نفس الوقت الألم اللى بضطر أتعامل معاه والأفكار اللى بفكر فيها بتدمرنى وتكسرنى مليون حتة وأحيانا بترجعنى مليون خطوة لورا وأنا نفسى أشوف نفسى كويسة وحلوة مش زى ما بشوف نفسى معاك وبس
أنا : وأنا بمنع دا إزاى بقى ؟
هى : اللى بتقدمهولى مبقدرش اقولك عليه لاء
أنا : وتفتكرى إن كل حاجة فى الدنيا مش إختيار وإن وجودك فى حد ذاته إختيار وإنتى راضية بالألم فى مقابل حبى ليكى
هى : حبك ليا ؟ لو بتحبنى هتألمنى ؟
أنا : الحب أصلا قايم على الألم والغباء والجنون
هى : هنشوف , بس برده مظلمتنيش للأسف .
***
المرأة العجوز تحتضنى وتقول : ربنا يوفقك يابنى وعقبالك
أنا : ربنا يخليكى يا حاجة , بس أنا مش ناوى الصراحة
المرأة العجوز : ليه قلبك مكسور ولا عايز تقضيها عزابى كدا بقيت عمرك ؟
أنا : القلب طول عمره مكسور يا حاجة
المرأة العجوز : يبقى شكلك حاطط عينك على واحدة وبتحبها
أنا متبعا سياسة السرية خوفا من الحسد وحفاظا على حياتى الشخصية من عيون الآخرين : لاء والله
المرأة العجوز : أحسن لك والله يابنى لأن الحب بيخلى الواحد يقبل حاجات مبيقبلش بيها فى أى واقع تانى وبيخلى الواحد يتألم وبيخليه يتعذب فى حياته ويتسرع
***
طول عمرى بسمع إن كل راجل فى الدنيا بيبقى ناصح وبيفهم لحد ما تيجى له لحظة يبقى أهبل واحد فى الدنيا دى ويقرر يتجوز وكنت مش مقتنع بالجملة دى لحد ما شوفتها وكنت كمان مش مقتنع بفكرة النصيب اللى بيقولوا عليها بشكل تام لكن الأيام اللى فاتت دى أنا مبقتش مقتنع بيها وبس , أنا آمنت بيها .
***
هى تانية : إنته غيرتنى
أنا : وتفتكرى دلوقتى إنتى مش بقيتى أحسن من الأول
هى تانية : إنته خليتنى أكره حياتى بما فيه الكفاية
أنا : وتفتكرى أصلا إنك كنتى بتحبيها فى الأول ؟
هى تانية : إنته خليتنى أشك فى كل حاجة
أنا : وهوا أصلا إنتى كنتى بتثقى فى حاجة فى الأول
هى تانية : إنته غيرت دنيتى كلها
أنا : وتفتكرى إن اللى كنتى فيها أصلا كانت دنيتك
هى تانية : إنته خليتنى أتمرد على كل حاجة فى الوجود
أنا : وإزاى هتتمردى وتثوري إلا إذا كنتى أصلا متمردة فى البداية يا سم.. كل حاجة من الحاجات اللى بتقوليها دى كانت موجودة لكن ببساطة كنتى بتهربى منها وتتجاهليها ولكن أنا اللى جبت لحياتك النور وخليتك تتقبلى كل الحقايق دى وتعرفى تتعاملى معاها عالأقل دلوقتى بقيتى بتفكرى أكتر .
***
أنا : فاكرة لما كنا عالسلم قاعدين سوا ؟
هى تالتة : آها طبعا
أنا : فاكرة لما قعدت أبرر لك كل تصرفاتى ؟
هى تالتة : وفاكرة اللى قعدت تقولهولى عن إنك لازم تخلى الناس تتربط بيك بأكتر من شكل عشان محدش يقدر يوجعك أو يسيبك
أنا : هوا إنتى شايفة إنى بعمل دا عشان كدا وبس ؟؟؟
هى تالتة : أمال بتعمل كدا ليه ؟
أنا : أولا لأن دا مرض وثانيا لأن دا مجرد إنى بخاف على الشخصية اللى معايه بخليها تخاف من الدنيا أكتر وتفكر أكتر ودا اللى بيخليها أحسن حتى لو معايه أو مش معايه وغير كدا بستعمل دا عشان أخلى بعض الناس تثور عليا وتكرهنى وتبعد لأنهم لو فضلوا موجودين مش هقدر أمنع نفسى من التعلق الأبدى بيهم
هى تالتة : وياترى كنت بتبررلى أنا ليه
أنا : إنتى عارفة معنى إنى أبرر لحد حاجة ؟؟ زيك مثلا
هى تالتة : أيون
أنا : صدقينى معناها وحش أوى , بس لو فهمانى فعلا مش هتحتاجى تبرير حتى لو شايفة إن كل اللى بقوله غلط أو كل تصرفاتى زى الزفت
هى تالتة : إنته ليه كدا
أنا : عشان أنا هفضل كدا وطول عمرى كدا
هى تالتة : متقولش كدا أنا عارفاك , نفسى أعرف ليه بتهرب من حقيقة كائن جميل جواك
أنا : لأن فى كائن تاني بحبه وبحب أشوفه عايش وبيتنطط , بحب أشوف القرد بيتنطط يا بنتى
هى تالتة : بتكلم بجد
أنا : وإنتى فاكرة إن أنا اللى بهزر
***
أنا كائن فقرى أنظر دوما للجانب الأسود والنص الفاضى من الكوباية ودا بيخلينى أحوش شوية ميه فى قزازة تانية أبقى أشربهم لما الكوباية تتنيل على عينها تخلص وتفضى , أنا إنسان دايما بأخد حذرى فى كل مكان وبشيل فلوس فى ميت جيب سرى عشان لو طلع عليا حرامية فى الطريق أعرف أروح , وبمشى دايما بحاجة فى جيبى أقدر أستعملها كاداة للضرب المبرح , وانا إنسان بعمل حساب المخاطر حتى لو مش فى كائن تانى بيشوفها , وسيلتى فى النجاة والحياة هى التخفى والإستعداد التام والدفاع القوى والهجوم القاتل فى حالات قليلة جدا , أنا إنسان راضى عن نفسى بكل ما فيا من مساوىء حتى لو لم يعجب الناس اللى بيحبونى , أنا إنسان نادر التكوين وكل جزء فيا من تجربة ومن حكاية وكل جرح وكل علامة وكل فكرة متشكلة بشكل تانى عن بقيت الأفكار فى دماغ كل البشر , أنا إنسان كنت بتوصف زمان بكلمة الحالم ولما الدنيا لعبت معايه أحيانا كسيتها وأحيانا لما كسبتها خسرتنى بس فى كل الأحوال خسارتى مكسب ومكسبى مكسب أعظم , فى كل الأحوال أنا الناجى الوحيد من كل المآسى اللى بتمر عليا كشخص مليان حاجات ملعبكة فيه , أنا اللى ببقى لوحدى فى الآخر لأن مفيش طريق حد بيرضى يكمله معايه وبضطر أكون دايما ( ماشى لوحدى فى سكتى ) , أنا اللى مقتنع إن فى ناس كتير هتشوف الحقيقة وتهرب منها بالرغم من إن فى مليون شخصية شايفينها زى لوحة الموناليزا و قناع كيلوباترا وتوابيت الفراعنة وشايفينها حاجة فى منتهى الروعة والجمال ولكن برده بعمل حسابى لو الحقيقة مش عجبت حد , أنا بحب أخبى كل حاجة وبحب أعيش لوحدى أحيان كتير حتى لو فى وجود الناس اللى بحبهم بحس إنى انا وهما واحد وبرده ببقى لوحدى , أنا إنسان غيور وبرفض مبدأ المشاركة بأى شكل من الأشكال ولو من قريب أو بعيد فى أى حاجة بحبها أو فى أى شخصية بحس ناجيتها بحاجة برفض إن حد يشاركنى فيها مهما كان ولو كان حتى بكلمة أو بضحكة وبحب الإمتلاك بشكل قاتل ومينفعش حد يشاركنى فى أى حاجة لأنى فى اللحظة اللى هحس إنه بيتعدى حدوده هدمره وأحرقه بطريقتى , أنا إنسان لما بمتلك حاجة بحافظ عليها وبعاملها من منطلق الإمتلاك التام حتى لو محصلتش على العقد ومجرد وجودى الحالى بشكل صورى لكن دا بالنسبة لى بيكون كل حاجة , مجرد وعدى ومجرد كلمتى بتكون كافية بالنسبة لى عشان أتحمل المستحيل وبتكون كافية جدا عشان أصبر و أكافح لحد ما الحال يبقى أحسن أو يستمر على ما هوا عليه , بتأقلم مع كل المساوىء بالظبط زى ما يكون عندى ستوكهولم سيندروم بحيث إنى بحب الألم والعذاب وبستحمل البلاوى اللى بشوفها والوجع اللى بيشل كل خلية فيا للحظة وبيقتلنى مليون مرة , أنا مشاعرى مجموعة من الأحاسيس المختلطة والأفكار والحسابات ومجرد إستقرارها للحظة من اللحظات فدا يعتبر عيد , انا مبعرفش أبكى على أى حاجة مهما كانت بالرغم من إنى بكيت من كام يوم لنفس الزفت السبب الوحيد اليتيم اللى بيخلينى أبكى من ست سنين ومش ببكى لأى سبب تانى غيره , أنا لعبكة وشخبطة وزحمة وشعر ومليون حكاية قبل النوم وقصص غرامية ومشاعر مكبوتة وأفكار مجنونة وعتمة وضلمة وأسرار فى صفحة نفسها ربنا يكرمها وتبقى كتاب .

شاب فقرى