الجمعة، 2 أكتوبر 2015

إفحت فى القاع وإستمر


عارفة 
أنا مبدئيا كدا مبقتش حاسس إني عايش 
كل الحاجات اللى بحبها واللى بحسها واللى بتخلي فى ألوان لحياتي فقدتها بكل سهولة 
بطلت أتابع السينما وأتفرج وأتمتع بكل لحظة فى الفيلم وأركز مع المزيكا وأتخيل بجنان
بطلت أسمع مزيكا بتعبر عن اللى جوايا وبطلت أركز مع الآلات اللى بتعزف وأروح أسمع لها مقاطع سولو 
بطلت أسمع Skillet وبطلت أسمع أغاني المسلسلات اللى بحبها وأرقص عالمزيكا اللى بتطير الواحد من مكانه 
بطلت أتصور وأسجل اللحظات اللى عايز أفتكرها وبقيت بعدي كل حاجة بسرعة بدون ما أركز فيها عشان مش عايز أتوجع 
بطلت أقعد أتعرف علي ناس معرفهاش وأرغي معاهم وأحكي لهم وأسمع منهم 
فقدت الصحاب اللى بيصبروا عالطريق إبن الوسخة اللى ماشيين فيه سواء الصاحبة أو اللي بتسمع أو أي حد 
فقدت الصحاب اللى كانوا كل شوية يقعدوا يفضفضوا ويفتحوا قلبهم ويشاركوك لحظاتهم الحلوة والمرة 
فقدت الشغف تجاه الحياة 
تخيلي معايه بقى لما شخص مدمن للحياة يفقد الإحساس بيها فجأة, كل الشغف اللى كان موجود جوايا تجاه الحياة بكل أشكالها من الخروج والإختلاط بالناس والثقافات الغريبة والكلام والمناقشات والتجربة والمخاطرة والجنان والسهر والمشي فى الشوارع والحب والمكالمات الحلوة والشكوي والخناق والجنس حتي الجنس 
كل دا فقدت تجاه الشغف والإحساس 
بقيت عامل زي أرماند وهوا بيقول للويس هوا أنا هموت ؟؟ فلويس قاله إنت مش هتموت يا أرماند لأنك ميت بالفعل ومفيش حاجة هتطول فى عمرك تاني 
بطلت أفكر هعمل إيه يسعدني النهارده وهرمي همومي فين ووأشتكي لمين ؟ بطلت أفكر هترمي فى حضن مين يسمعني ويحتويني وأمنح بجنون زي زمان بطلت أفكر فى المنح مبقاش عندي حتي شغف المنح للآخرين 
بطلت أعيش 
عارفة 
كل الحاجات اللى بحلم بيها وعايش ليها والكورسات واللغات والجري والتنطيط ومراسلة الجامعات ومراقبة الطريق الجاي والتحضير للخوازيق , كتر الحياة العملية خلاني فجأة مش قادر أشع أي طاقة لأي حد ولا فى حد حواليا يشحني ويديني طاقة ويخليني أكمل 
كل الناس فجأة بقت بتفكر فى نفسها وكل الناس بتحكم وتتنطط 
فى ظل كل الكوارث اللى حواليا من أقرب الناس ليا لحد صحابي لحد القرف اللى بشوفه كل يوم كل دا خلاني فاقد للرغبة حتي فى الحياة بقيت شايف إن حتي الحياة العادية هيبقى فيها معاناة 
أنا يا عزيزتي بكره الإحتياج وبكره العناد وبكره الكبر وبكره تكرار الغلطات وبكره نفسي لما بزعل من الناس وبكره نفسي لما بتعصب وبكره نفسي لما بفكر ألبي إحتياجاتي وميشغلش بالي حاجة تانية 
بجد يا عزيزتي بقيت مقتنع إن مفيش حد مكمل معايه فى الطريق لأن أنا بكره نفسي إزاي هما هيحبوني ويستحملوا ؟؟
مش عارف 
بقي عندي حالة من التوهة مش عارف أولها من أخرها ولا عارف بدأت فيها إمتي ولا توهت فيها إمتي 
يمكن عشان إصطدمت بشكل غبي بالواقع ؟ يمكن عشان بحاول أغير كل لحظة فى يومي فبقيت بضيع كل لحظة فى يوم وأنا بقرب من الناس والناس بتخنقني أكتر ؟ مش عارف والله 
أنا بجد تعبت وزهقت وإتخنقت ... 
تفتكري لو سافرت قضيت يومين بعيد هرتاح ؟
تفتكري لو إنعزلت عنك وعن الناس هرتاح ؟؟
هل هعرف أصلا أنعزل فى ظل كل الحاجات المتربط بيها ؟ فى ظل الروتين اللى فى حياتي واللى مقدرش أتخلي عنه لنهم جزء مني وحتة مني ؟
هل هعرف أعيش لوحدي بعيد عن كل دا  ؟
مفيش حد بيعرف يقسم حياته بالشكل المثالي لأن فى لحظة معينة بتلاقى الدنيا كلها ساحت علي بعضها 
أنا محتاج أغضب وأحول طاقة غضبي دي لحاجة تدفعني لقدام حاجة تحفزني وتنقذني 
انا عمري ما وجعت حد ولا أذيت حد وعارف إن كل حد تعبني وظلمني هيندم علي دا 
عمري ما دايقت حد ولا كنت السبب فى الضرر لحد 
ميتين أم الإستطراد دا بكرهه بس لازم أعمله عشان ببساطة ءأكد علي كلامى 
برغم كل المحافظة اللى حافظتها عالناس بشوف منهم تصرفات أبسط ما يقال عنها بنت وسخة 
وبعد وهجر وقلة تقدير وقلة اهتمام وقلة إحترام وتصرفات غبية 
هوا المفروض أكون غبي وأتغابي عليكم بزيادة ؟ 
هل المفروض أكون قاسي وعديم الرحمة ؟
ولا المفروض أفكر بشكل عملي بزيادة ؟ 
أنا كتلة من المشاعر بنت التيت اللى بتتأثر بأي حاجة وكل حاجة وبتعافر كل يوم عشان تعيش 
يمكن اللى جرالى كان لأني ببساطة رميت كل المشاعر دي وبدأت أفكر بعملية وبقى فى إلتزامات وغباء من الآخرين 
مش عارف أبتدي لك منين 
بس كل لحظة فى يومي بمعنى الكلمة بقت فيها خنقة وتعب أعصاب 
الإكتئاب الحقيقي مش إنك تنعزل عن الناس وتقعد لوحدك لكن الإكتئاب هوا إنك تفقد شغفك للحياة وتفقد إحساسك بالحياة وتضحك وتتكلم وتكمل يومك عادي وأنت من جواك بتعد الثواني لحد ما اليوم يخلص 
الإكتئاب إن الحياة ميبقاش ليها طعم ولا لون 
يمكن دا اللى بمر بيه حاليا 

معنديش قدرة إني إسامح فى غلطات بتتكرر 
ولا مبقاش عندي قدرة إني أتعامل مع عناد وقسوة 
ولا بقى عندي قدرة أتعامل مع قلة إهتمام أو سفه أو إحباطات من الغير
كفاية همومي واللى أنا فيه واللى مكرهني فى العيشة مش هييجي اللى عايشينها يحطوا عليا 

دايما كنت ببقي واقف زي الملاك الحارس جنب الناس فى الاوقات اللي زي دي وأرجع لهم إحساسهم بالحياة وأسعدهم من تاني 
لكن ياتري مين اللى هيعمل كدا معايه وهيعيشني من تاني 
مين هيلبي النداء من الناس اللى حواليا وهيستوعب دا ؟
مين هيفهمني ويعرف يتعامل معايه ؟
أغلب الظن إني هبقى كعادتي غامض وبتكلم بسخافة وكاره نفسي وكاره العيشة ومش بصرح بأي حاجة 
الله أعلم مين هيمشي عشاني فى النار 
انا تعبت 
هقوم أكمل مذاكرة 
Auf wiedersehen 
شاب فقري

بغض النظر عن كل دا لولا اللى قلته دا مكانش حد هيعرف ولا هيستوعب ولا هيقدر اللى انا فيه لأني مستمر فى مكاني كملاك حارس وصديق وكل الأدوار الحلوة اللى فى حياتي مكملها وشايل همومي لوحدي 
ويمكن كل اللى قلته دا ولا حاجة 
اللى يقهر بجد إن مكانش فعلا والله حد هيفهم دا إلا لو كتبت