جلس وحيدا فى الصباح يتذكر كل ما مر به فى العام الماضى وكأنه يراجع فيلما سينمائيا رآه للمرة المليون ولكنه يشعر الآن بشعور مختلف وكأن كل شىء ينبض من حوله وكأن الحياة بدأت تعود له رويدا رويدا
يؤمن جيدا بأن لكل شىء فى الحياة سبب حتى سقوط قطرات المطر على وجهه ذلك المساء لم يكن بدون سبب
ربما كانت المرة الأولى التى يعود له الإحساس حين كان معها
ربما كان هذا سبب لقاؤه بها منذ البداية
لم يكن يشعر بأى شىء حقا فى هذى الحياة بل كان يتوقع أنه سيظل هكذا حقا وبلا إحساس بأى شىء
حتى روائح أوراق الشجر التى طالما عشقها طفلا ... كان قد فقد إحساسه بها
إلى أن إلتقاها ... لم تكن ملاكا ولم تكن أميرة من أميرات الأساطير بل كانت فتاة عادية جدا
كان يشعر دوما بالبرد معها ... يشعر ..
ترى كيف كان يحيا قبلها وبعدها نادما حزينا
الآن
يرقد على سريره فى إسترخاء ويتامل شريط حياته يمر أمام عينيه
الآن فقط يشعر ببرودة الوسادة
يشعر بأن لكل شىء معنى وروح تسكنه وكأن كل ما حولك قلبا ينبض
لم تكن هى تلك المعجزة التى حدثت له
بل هوا مجرد فقدانه لها قد أعاد له الشعور بكل شىء
كاليوم الذى أمسك فيه يديها وداعبت يديه وجهها وقبلها
كل شىء ينبض من حوله الآن
ترى هل كانت هى السر فى الحياة ؟
ربما كان ذلك الإحساس الذي يشعر به الآن
هوا الآن حرا طليقا بدونها .. لم يعد مجبرا لتحمل ما لا يطيق منها ... لم يعد مجبرا لمداواتها وفتح أحضانه لها كل دقيقة ولم يعد مجبرا على تصحيح أخطائها ...الآن فقط يشعر بالحرية ويشعر بشىء فى صدره ينبض بالحياة
هوا الآن قد إستعاد إحساسه بالحياة دفعة واحدة وكأنها دواء يجرى فى عروقه
الآن ...يستطيع فقط أن يقولها
(( أنا حى..حر ... بقلب ينبض بالحياة من جديد ))
تمت ,,,
تمت ,,,
شاب فقرى