السبت، 30 أكتوبر 2010

مستشار إبليس الجزء التانى




جلسنا مساءا فى غرفتى المتواضعة نتجاذب أطراف الحديث ..كان صديقا قديما لى لكنى لا أتذكر جيدا متى تعارفنا أو كيف إلتقينا ...ربما فى إحدى عربات الترام أو فى المدرسة الثانوية أو على الطريق فى توصيلة سريعة بالسيارة أو حتى أحد زبائن مكتبى الذين لا أستطيع إحصاؤهم .. لا أدرى ولكننا كنا أصدقاء مقربون جدا ..جاءنى فى تلك الليلة مبتسما على غير العادة وبدأ الحديث
أنا : إيه مالك مبتسم أوى كدا ؟
صديقى : أبدا ...بس عرفت حاجات مكانش ممكن أعرفها
أنا : عن مين ؟
صديقى : عن قصة الحب الأخيرة واللى قبلها
أنا : طيب إحكى لى بقى يا صديقى ...أنا بحب الحاجات دى ...إحكى
صديقى : الموضوع بإختصار إنى تخلصت منهم الإتنين
إستغربت من رده الذى يغلق النقاش فجأة وكأننا لم نبدأه من الأساس أو كانه لم يلحظ سؤالى السابق فتمالكت أعصابى لمحاولته عدم كشف أسراره ولكنه بدأ الحديث فى إتجاه آخر فجأة
صديقى : تعرف يا صاحبى إن الناس كلهم فى كل واحد منهم مهما كان فى تلات حاجات مميزين
أنا : وإيه هما يا سبع البرمبة
صديقى ( يبتسم مستعد لإلقاء محاضرة متجاهلا سخريتى ) :العيب والميزة والحاجة
أنا : بمعنى ...؟
صديقى : العيب دا هوا جزء فى كل واحد منننا متخفى دايما أو ملحوظ على حسب قوة تحكم الشخص اللى بنتكلم عنه فى أفعاله وتصرفاته وقد يكون العيب دا عبارة عن عيب شخصية أو عيب فى التفكير أو عيب فى التصرفات أو فى الطباع أو حتى فى الشكل زى عيوب الصناعة كدا
أنا : طيب والباقى ؟؟؟
صديقى :الميزة بقى بيكون شىء غير طبيعى فى الشخص دا وبيكون مختلف فيه عن غيره وبرده بيكون فى الصفات أو الشكل أو حتى فى الطباع والشكل ومن غير ما تسأل إيه هى الحاجة فالحاجة هى شىء دايما الشخص دا محتاجه بوفرة ومستحيل يقدر يشبعه بسهولة ...يعنى إشباعه بيكون فى نطاق المستحيل لأنه عقده فى الأساس مش حاجة طبيعية زى الأكل أو الشرب أو حتى الجنس أو الأمان دا بيكون الأساس فيه خلل فى الشخصية ذات نفسها وهى قايمة على إيه وبتفكر إزاى و بتحاول ترضى نفسها غزاى وبتختلف من شخص للتانى
أنا : طيب وإيه علاقة العك دا كله باللى حكيت فيه عن آخر قصص الحب الخطيرة بتاعتك ؟
صديقى : له كل العلاقة يا صديقى ... إنته طبعا عارف إن نقطة إن القلب يدق وإنى أحب بنت دى مستحيلة حبتين ...والسبب مخفى ومقدرش أقولهولك لكن ... اللى أقدر أقولهولك إزاى إنته تحرك الناس من التلاتة دول ... العيب والميزة والحاجة هما اللى تقدر تحرك بيهم الناس زى عرايس الماريونت ... على فكرة مش انا اللى سيبتهم .. هما اللى سابونى (( وعلى صوت ضحكته فى المكان بشكل مقزز ))
أنا : وفرحان اوى ليه كدا إنهم سابوك ؟
صديقى : لأن ببساطة لو أنا اللى سيبت يبقى فى إحتمال إن الطرف التانى يتهمنى سواء قدام نفسه أو الناس بالظلم أو العجرفة أو التخلف أو أى صفة مثلا ...أو حتى يحاول أنه يشوهنى لمجرد إنى سيبته وطبعا عارف المثل الشهير اللى بيقول (( إذا أرادوا قتل كلب قالوا مسعور ))
أنا : يابنى ما هما اللى سابوك ...دى أنا فاهمها ...لكن عايز أفهم إنته فرحان ليه ؟
صديقى : لأن دى مش رغبتهم الأساسية بالطبع ...دى فكرتى أنا وأفكارى أنا وطريقتى أنا ...هما كانوا مجرد غنهم بيتحركوا عالمسرح قدام الكل لكن فى الحقيقة ...أنا اللى كنت بحركهم
أنا : طيب يا بن الحلال ...تحركهم ليه ضدك مادام تقدر تحركهم فى صفك ؟؟
صديقى : لأنى ببساطة محتاجهم ضدى
أنا : إشرح عشان أنا إتخنقت ...
صديقى : بص الموضوع ببساطة إنى مش راضى لا عن الشخصية الأولى ولا التانية لأنهم فى الأول وفى الآخر ملقتش فيهم أى نمط تفكير مختلف ولا حتى فى إحساس مختلف حسيته معاهم ... يعنى حتى اللى وصلت له من الأولى هوا اللى وصلت له من التانية هوا اللى وصلته للى قبل قبل قبل قبل قبلهم ...واللى قدرت أحصل عليه هنا أو هنا أو هنا او هناك .. فأنا قدرت أحركهم إنهم يقدموا كل حاجة بدون طلب أو تلميح أو إشارة منى حتى ... أنا صاحب المسرح يا صديقى
أنا : وبعدين ... مش شايف إنك خسرتهم أو خسرت حب حقيقى أو شخصية بتهتم بيك ؟
صديقى : بغض النظر عن الحب لأن آخر علاقة لم تستمر كتير لكن هنحاول نقول إن الأولى حبتنى بجد ... إزاى تبقى بتحب بجد وتقدر تفارق اللى بتحبه فى حين إن اللى بيحب بيشوف إنه حياته فى وجود الشريك ومماته هيكون فى حالة غياب الشريك ..ياترى لو قدامك الموت أو الحياة هتختار الموت بكل سهولة وتمشى ؟ ولا هتلغى الفكرة وتنسفها من أساسها ؟
أنا : أكيد هنسفها من أساسها
صديقى : يبقى إزاى بقى لو هى بتحب بجد تسيب نفسها لفكرة هى مش عارفة مصدرها بل وتتحرك على الأساس دا وتنفى عن نفسها صفة الملاك اللى المفروض الحب اللى قلبى (( المفروض فى قلبى يعنى )) بيمنحها ليها ؟ سيبك من دا كله بس فى كل الحالات أنا مبخسرش
أنا : إزاى يعنى ؟ لازم الدنيا كدا مكسب وخسارة يابنى ودى حقيقة الكل مدركها ومتقدرش تغيرها لأن ببساطة دوام الحال من المحال
صديقى : بس كلامك دا نسبى وبيعتمد على إيه هى الخسارة وإيه اللى خسرته وهتقدر تعوضه إزاى وهل يستاهل إنك تخسره ولا لاء وبعدين تعالى هنا هوا مش خسارة الخسارة بيعد مكسب ؟
صديقى : يعنى من الآخر هى من الأول للآخر صفقة خسرانه ولا تساوى شىء لأن فى مش واحدة بس زيها .. فى ملايين وفى اللى أحسن منها ميت مرة ومليون مرة بل وتقدر تحبك بجد ... ليه تربط نفسك بواحدة هى فى الأساس خسارة ؟ لما تخسرها فإنته أكيد الكسبان فى كل الحالات ... وبعدين الخسارة اللى بتتكلم عليها حب وإهتمام و.... و .... و ... كل دا أقدر أعوضه بسهولة جدا ... مش هتكون هى آخر بنت فى الدنيا ولا أعظم بنت فى التاريخ وحتى لو كانت ...فمش هتفرق معايه فى حاجة لأنى واثق إنها خسارة ... ومتنساش إن قصاد رغبتى فى إنى أحلل النفوس دى تستاهل أى تضحية إتقدمت ...يعنى إنك تشوف الحقيقة دا هوا أهم شىء وتكون واعى لحقيقة الشىء
أنا : طيب وإزاى بقى حصل إنك قدرت تتحكم فى الموضوع وتخليها تقرر تمشى وتسيب حضرتك ؟
صديقى : بص بإختصار شديد ...أنا لما أبقى مجروح هقدر أنعم عليها بالسماح فى أى وقت أحب فيه أرجعلها دا أولا ...دا غير إن القصص مش بنتنتهى غير لما بتبطل تفكر فيها وطالما هى فى بالى فالموضوع مش منتهى ...دا أولا
أنا : وثانيا ؟؟؟
صديقى : ثانيا إته عارف حبى الشديد للبحث فى نفوس الناس والتعمق فيها ومحاولة فهم العقل البشرى والنفس البشرية بأكبر شكل ممكن ودا من خلال طريقة تفكير معينه وأسلوب بتبعه بشكل معين ... ودا اللى حصل فى كل الحالات ...بس أقولك على سر؟؟
أنا : قول ...أسرارك كترت
صديقى : أنا كنت بقع فى حالة من الضحك الهيستيرى لما بوصل للمرحلة دى ...لما ببدأ فى فهم الشخصية وأفهم الفكر والأساس والطريقة اللى متبعاها فى الحياة وكمان من خلال أعمق أعمق أعمق احلام النفس البشرية وطريقة تفكيرها فى المستقبل ونظرتها للماضى والملموسات
أنا : وإيه السر فى كدا ؟
صديقى : إنى بضحك ( نيااهاهاهاهاهاهاها ...ضحكته رنت فى أرجاء الغرفة بشكل أرعبنى صراحة )
أنا : بتضحك على إيه ؟؟
صديقى : على إن كلمة عقل تضم مختلف أنواع العقول ...عقل فاضى مفيهوش أى أفكار وعقل ناضج ومفكر وعقل تانى تافه وعقل تالت مجنون وسبحان الله حتى الآن لم أجد نمط مختلف واحد أقدر أحس بمتعه وفرق لما بدرسه أو بقرب منه ...لأنى فى كل الحالات التانية مش عارف ليه بحس بالقرف يا أخى
أنا : قرف ؟؟؟
صديقى : طبعا ... فى حالة إن اللى قدامك مستهتر بيك أو شايفك بشكل معين ... تعرف الكارثة .. من فترة ركزت فى نقطة معينه وحاولت أوصلها للى بشوفهم وتواصلت مع خمس بنات أعرفهم وقابلت وإتكلمت مع كل شخصية على حدة وبدون ما واحدة تقابل التانية ...تعرف كان إيه الرأى الشامل الكامل بعد تفكير عميق أو بعد إحساس خاطف ؟؟؟
أنا : معقد ومجنون
صديقى : حتى إنته لما بتقولى كلمة معقد ومجنون دى فبتقولها بناء على اللى أنا وصلتهولك ... زى ما هما بالظبط حسوا إنى طفل برىء وطيب جدا فى حين إنك عارف أفعالى وتفكيرى وطريقتى المشهورة - صوت الرعد - فى الحياة وطريقتى فى التفكير والتصرف
أنا : طيب وبعدين ؟
صديقى : ببساطة يا صاحبى إنته بيوصلك اللى أنا عايز أوصلهولك بالظبط ... يعنى البنتين اللى بحكى عنهم فالأولى كان ليها رأى لما قررت تخلف وتسيبنى ... فى حين إن دا قرارى وأنا اللى خليتها تشوفنى بالشكل دا ووصلت بيها لدرجة إنها تبعد بجد .. على أسباب هى معتقدة إنها منطقية فى حين إنها هى اللى متنفعنيش لأنها ببساطة أرخص من إنى أكمل معاها
أنا : والتانية ؟
صديقى : التانية بقى كان الوضع مختلف حبتين ... تطبيق النظرية بتاعتى تقريبا كان حاد جدا ...
أنا : وضح ...
صديقى : يعنى طبقت النظرية بتاع أربع مرات وكل مرة بيكون فى تحريك من فوق المسرح ليها ..هى بتقرب وهى بتبعد ... وهى بتقرب ... وهى بتبعد..
أنا : مش عارف أقولك إيه ... بس بيتهيألى دى الحلقة الأضعف فى كل اللى إنته شفتهم أو عاملتهم
صديقى : كلهم الأضعف ومفيش أقوى ... لأنها ببساطة مزجت بين أكتر من حاجة ودا كان السبب فى إن التحكم أسهل بكتير
أنا : طيب واللى إنته حسيته وقربهم منك ؟؟؟ راح فين ؟
صديقى : بص بالنسبة للى حسيته فأنا عشان أحس بقصة حب محتاج زلزال أو بركان ودا مش موجود فى بنات الزمان دا .. وبالنسبة لقربهم منى أنا فدا مستحيل أولا : لأن فى صفح عندى مش بتتفتح أبدا ...ولذلك فهما لو عرفوا سر عنى فكلها أسرار قشرة .. وثانيا : متنساش إن ببساطة كل واحدة شافت اللى هى عايزاه ودا مش هوا الحقيقة وفى نفس الوقت حتى لو هوا جزء من شخصيتى بس مش هوا دا المضمون أو الجوهر أو الفكرة الأساسية اللى قايم عليها شخصى الكريم ... كنت دايما بقولهم متحاولوش تعرفونى ....أنا عارف نفسى كويس أوى ولكن إنتوا مش عارفين انا مين ولا هتعرفوا ...وكل ما تظن إنك عرفتنى كويس فإنته أكيد لسه معرفتنيش نهائى ...
أنا :طيب وهل أنا كمان أعرفك ؟
صديقى : إنته الوحيد اللى تعرفنى ....أنا إنته يا صاحبى
سرت قشعريرة باردة فى جسدى بالكامل لتفزعنى وتبعدنى فجأة عن المرآة ... وإزدادت عصبيتى عندما لمحت نفس الوجه يبتسم لى فى المرآه فأمسكت مطفأة السجائر وقلت : آن الأوان يا صديقى نكون شخص واحد
وألقيتها لتهشم مرآتى ملايين القطع الصغيرة
تمت
شاب فقرى
أى حاجة تتنشر فى المدونة تحت عنوان مستشار إبليس فهى حدثت بالفعل
أنا لسه راجع من إسكندرية ومسقط ومش شايف قدامى ...
عالعموم
فى مفآجأة البوست القادم
إنتظروا
فقرى