الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

جناحان صغيران


بسم الله الرحمن الرحيم
لم أعد أكتب القصص الفصيرة لأننى للأسف فاشلا فى إيجاد نهاية سعيدة لكل تلك القصص
ولكن أحيانا قد تعجبنى قصة
وأكتب لها النهاية
وهذا ما حدث
منذ مدة ليست بالكبيرة قرأت قصة بعنوان ( جناحان صغيران )
ل ponpona الدكتورة منى سلامة
(( إن شاء الله تتخرج على خير :) ))
إندمجت فى الرد وكتبت لها النهاية
كانت المرة الثانية التى أزور فيها تلك المدونة
حقا أعجبتنى فى وصف ما تكتب عالمها الصغير الذى لم أستطع أن أكون به يوما
واليوم أطرح لكم تلك القصة
أتمنى أن تروق لكم
الجزء الأول من القصة بقلم ponpona صاحبة مدونة ( شوية ورق )


***
(( جناحان صغيران ))
الجناحان الصغيران منذ فترة طويلة ينتظران بالداخل في ركن الدولاب ، المكان الذي لا يعرفه أحد حين كنت أختبئ هناك وتبحث عني أمي . لا أعرف كيف سيكون الحال عندما أطير بعد ان أثبتهما جيدا بحيث لا يتأثرا بأشعه الشمس لأني أنوي الارتفاع كثيرا ، ولا أعرف هل سيمكنني الوصول الي القمر ؟ لأنهم يقولون في الحكايات القديمة أن سيندريللا فقدت حذاءها الفضي ولازالت تبحث عنه ، ويقولون أن ياسمينا قد حبسها جني المصباح في مكان بعيد لا يصل اليه أحد ، هكذا أخبر علاء الدين كي يكف عن اطاعة أوامره حتي يعرف أين هي .
هؤلاء الحمقي البسطاء ... ألا يعرفون أين يمكن أن يجدوا أشياءهم الضائعة ، إنها هناك عند القمر حيث النهايات السعيدة دائما ، لهذا حين جاء الملاك الذي يقف كل صباح علي حافة نافذتي يبتسم ويخبرني أن اليوم سيكون سعيدا طلبت منه أن يصنع لي جناحين كي أصل إلي هناك ، أخبرته أن لدي الكثير من الأشياء الضائعة وأني أرغب في شئ مثل الذي يحدث ف الأفلام وأيضا لأن صديقي ليس بيتر بان .... لم يتحدث إلي لكن اتسعت ابتسامته ولم أره في اليوم التالي .
" ها أنا بحماقتي قد أضعته وأضفته بنفسي إلي قائمة أشيائي الضائعة والتي سأجدها يوما ما !! " . أنا لست من الأشخاص الذين بفقدون الأمل سريعا ، ولكن أيضا أنا لست من الأشخاص الذين يفترضوا أن كل مايريدون سيحدث ... فقط لأنهم أرادو .

النافذة لا تزال مفتوحة ، وقد مر اسبوع ... يبدو حقا أني أغضبته

هو اليوم العاشر ، لا أحد عند النافذه ، لا شئ يبدو مختلفا ، لكني أشعر بأن هناك شئ ما ، لا بد وأن شئا سيحدث ... ذهبت إلي المطبخ
كل يوم أصنع فنجان شاي ، فلماذا لا يكون اليوم فنجان قهوة ، أضفت إليه ثلاث قطع سكر رغم أني لا أحبها هكذا ... لكن اليوم مختلف قليلا
حملت الفنجان ، سأعود إلي غرفتي ،لكنه كان هناك ، يقف علي حافة النافذة ويبتسم .. ابتسامة أكبر من أي شئ آخر . كان يقف ويخبئ شئا ما خلف ظهره ولم أصدق ، لكن هذا ماحدث فعلا ... كان قد صنعهما .. ولأجلي . جناحان صغيران يلمعان بهدوء رغم أن الإضاءة هنا ليست جيدة بما يكفي . ناولني الجناحين وأخذ مني فنجان القهوة ، وفي حين كنت أري انعكاس صورتي في المرآة كان هناك صوت ارتشاف وهمهمة استمتاع . حينها أدركت لماذا اليوم كان مختلفا ، ولماذا أضفت ثلاث قطع سكر لفنجان القهوة الذي أفضله بقطعة سكر واحدة .


*****
الجزء الثانى
و النهاية كما رأيتها بقلمى .....

*****
أخذ فنجان القهوة ولم أشعر بذاتى إلا وأنا أضم الجناحين بين أحضانى ولا أريد لهما أن يضيعا منى مثلما ضاعت كثير من الأشياء
طمأنت نفسى بأننى حالا سوف أستعيد ما ضاع منى منذ طفولتى
عروستى الجميلة و كوب الشوكولا وعلبة الثقاب و أبى

حتما لابد أن أجد أبى هناك
فكما قالت أمى لابد أنه ((فوق )) ومازال ينتظر أن أصل إليه
نظرت نحو النافذة وسألت ملاكى الجميل عن متى سأطير إلى القمر
رد على فى صوت يملؤه المتعه بكوب القهوة و بهمهمه لم أسمع منها شيئا
فكررت سؤالى فى خجل
فرد قائلا وكأننى أقلقته وأخرجته من دنيا جميلة :
(( بعد ثلاثة أيام فى تمام منتصف الليل عندما يكون القمر مكتملا ولكن تذكرى أن تكتبى كل ما ضاع منك
حتى لا تطلبى الذهاب إلى هناك مرة أخرى))
وتركنى وترك الكوب وإختفى كعادته
وجلست أحتضن الجناحان وأبتسم فى سعادة
وأمسكت قلمى فى هدوء
وأمسك دفتر أوراقى
وظللت أتذكر وأكتب
قائمة طويلة
يغالبنى النعاس والنوم
ولكنى لن أنام
فقريبا جدا أحصل على كل ما أريد
قمت فصنعت كوبا جديدا من القهوة
وظللت أكتب كل ما ضاع منى
أبى
كل عرائسى التى أحببتها
تنورتى البيضاء التى كنت أرتديها فى العيد دوما
وشاحى الصوفى وهدية أبى فى عيد ميلادى السادس
قائمة طويلة جدا
ولكنى لم أكتفى ظللت أكتب وأكتب
مر يوم
ويوم آخر
ويوم أخر
وجاءت العاشرة مسااء
ولم أكن نمت بعد
شوقى يمنعنى من النوم
لم أعد أصدق
فى خلال دقائق معدودات سأستعيد كل ما ضاع منى فى حياتى
سأطير نحو القمر
حقا سأرى ياسمينا ؟
هل سأجد مصباح علاء الدين ؟؟
ربما أقابل أيضا السندريلا والأقزام السبعة
وهنا إبتسمت ونظرت للساعة
وجدتها مازالت العاشرة
ترى لما يمر الوقت ببطء
حسنا سأعد فى هدوء حتى أتأكد من مرور الوقت
وبدأت أعد الدقائق الباقية 120 دقيقة كاملة
بدأت فى العد مائة وعشرون
مائةوتسعة عشرة
ما هذا لما يغلبنى النعاس ؟
مائة وثمانية عشرة
مائة وسبعة عشرة
مائة و....

((إبنتى الحبيبة إستيقظى ))
هل هذا صوت أمى ؟؟؟
ما هذا هل طلع النهار ؟؟؟
هل طلعت الشمس
أين أنا وأين الجناحان
لم لم أطير
غلبنى النعاس :((
وطار الجناحان إلى القمر
وإنضما إلى كل ما ضاع منى فى الحياة :((
أغلقت النافذة وجلست حزينة أرتشف كوبى وأدعو الله أن أجد ما ضاع منى ويصبرنى على فقدانه .

تمت
بقلم شاب فقرى و ponpona