الأربعاء، 27 يناير 2010

برد وموت


جلس مساءا وحيدا

جسده يرتعش من البرد القارص

لم يعد يشعر بآالام البرد وهى تنخر فى عظامه

لم يدرى كيف إقتنع السابقون بأنه يمكن للإنسان أن يموت من البرد

هل حقا ألام الصقيع تبدد الحياة

تقهر سر الحياة فى الجسد ؟

لما يشعر الآن بأنه فى كونه الطبيعى

وبأن هذا هوا ما ينبغى أن يشعر به دوما ؟

نظر إلى كوب الشاى بجواره وأخذ ينفس دخانا من السيجارة بيده

لما يحتاج هذا الكوب ؟

هل يمنحه شيئا ؟

هل يذكره حقا بأن هذا الجسد إعتاد الراحة والدفء فى أحضان إحداهن ؟

هل يدفعه هذا إليها مرة أخرى ؟

هل يشتاق لدفء أحضانها الآن بعد الهجر والفراق ؟

لا يدرى

لقد تركته كما تخيل دوما

وكما كان إحساسه بها

بأنها إحساس الحب الأول فى حياته

بأنها اليوم والأمس والغد وكل يوم

بأنها حياة ... لا يمكن أن يحيا سواها

وبأنها شمسا و لا يمكن أن يدور فى فلك آخر سواها

لم يفتقد إحساسه معها بالأمان

ألا يكفيه الصقيع ؟

ألا تكفى تلك النسمات الباردة لإعادة قلبه إلى حالته الطبيعية وأن يكون ميتا كما إعتاد أن يكون ؟

الموت للقلوب دوما أرحم من العذاب

أخيرا غيرت البرودة والوحدة أفكاره

أعادتها إلى طبيعتها

هل يمكن أن يحدث لأفكاره حادثة أخرى

تقنعه بأن الألم هوا رحمة وأنه أفضل من الموت

وأن قلبه حيا يعيش فى عذاب خير من الموت

أخذ يتطلع للسماء وينفث دخان سيجارته

وتبقى سؤالا واحدا بداخله...

هل حقا الحب مثل دخان هذه السيجارة يتلاشى مع الأيام ؟؟

فدخانها لا يبقى فى صدره إلى الأبد

بل يبقى منه أمراضا لا حصر لها

متى ياترى يجد إجابة لكل هذا؟

كيف يوقف النار فى قلبه؟

كيف يوقف هذا الألم المستمر ؟

قاربت السيجارة بيده على الإنتهاء

سحب النفس الأخير منها

وجحظت عيناه فى السماء

و...

توقفت أنفاسه

...
تمت ,,,
قصة قصيرة
أحلام ضائعة
شاب فقرى