الجمعة، 14 سبتمبر 2012

وداعاً

كم من مرة قلت أني سأعتزل التدوين والكتابة وكم من مرة قررت إعتزال كل شىء والرحيل بعيدا , لا أدري حقا ولكن فى كل مرة كنت أبدو كالأحمق فى عودتي ولست أنوي أن أبدو كالأحمق هذي المرة , فى كل مرة كنت أتأكد بأن لا شىء يستحق وبأنني يجب أن أعود فالتدوين هوا كما يعلم الكثيرين هوا كل شىء بالنسبة إلي , هوا الفرحة والحزن واليأس والبكاء بلا دموع والأمل والوجع والألم وكلماتي كما تعلمون أيضا هي رسائلي لأحبتي ولمن فقدتهم فى بحر الحياة ومن ضاعوا فيه وموجهة لكل الغرقي الذين رحلوا بلا عودة إلي العالم الآخر ,لا داعي لشرح معني التدوين بالنسبة لي فهوا كل شىء يجعلني مبتسما قادرا على تقبل الواقع الذي أحياه وخاصة حين تشتد الظلمة ويزيد الوجع ولا يصبح لي مفر إلا هنا مدونتي الحبيبة ( يوميات شاب فقري ) , لا داعي لكل تلك المقدمة الرائعة المذهلة التي أثنيت على نفسي كثيرا حين توقفت منذ لحظات وأعدت قراءتها وقررت أنها كافية ولكن لابد طبعاً من بعض التشويق أو الحكي أو أو أو شىء ما يجعل لمقال الختام فى مدونتي معني ويجعل لمدونتي الرائعة صفحة أخيرة تختتم بها بعد الإبحار فيها , ها هنا أتذكر إحساسي كلما قرأت لكاتبي المفضل فى نهاية كل قصة وفى ختام كل كتاب كنت أشعر بذلك الشعور الرائع بين خلايا مخي وأشعر بالدمع يترقرق في عيوني ولكن لا أبكي أبدا وأخذ عبرة لا يمكن أن اجدها فى أى مكان آخر , حقا أفتقد تلك الكتب التي بعثرتها الأيام بعيداً عني وفارقت مكتبتي كما فارق حياتي الكثيرون
والآن قبل أن أرحل هنالك ثلاثة أشياء وجب قولها :
أولا : وجب الأسف للكثير من الأشخاص لن أذكر أحدا ولكني سأقول لم أتأسف
آسف لأني لست مثلكم
آسف لأني شخص عادي ( من غير أبداتس )
آسف لأني بحاول بحاول بحاول وبرده بفشل
آسف لأني برغم عشقي لمنير وفيروز والكثيرين لا أقدر على سماع أغانيهم ولا تنهيداتهم ولا كلماتهم التي تعصف بي وإيماني بأن : كثرة فعل الشىء قد تفقده معناه
آسف لأني لست من عشاق سيلين ديون
آسف لأني أسكن هنا
آسف لأني لم أكن رائعا بما يكفي
آسف لأني حاربت طواحين الهواء
آسف لأني لا أقرأ كثيرا مثل أشخاص معينون لأن الكتب رفاهية لا أستطيع توفيرها لذاتي
آسف لأني أكتب ما أشعر به وأفعل ما أشعر به وأتمسك بما أري بانه يستحق التمسك به
آسف لأني كنت أحمقاً كبيراً جدا
آسف لأني لست إجتماعياً ولا أشارك فى الملايين من المشاريع والمجلات والإجتماعيات التي أري نفسي فيها مجرد شخص وحيد عاجز من التواصل مع الآخرين
آسف لأني مجرد بطل والبطل دوماً ما يموت فى النهاية وهذى نهايتي
آسف لأني لم آت بالشمس من المغرب ولم أحرك الجبال ولم أشكل الكون لرضاؤكم , ربما كان علي فعل المزيد لكني لحماقتي وعجزي لم أستطع
آسف لأني لم أستطع تغيير قدري ولم أقدر علي تغيير واقعي
آسف لأني إنتظرت حتي جاءني الموت يطلبني
آسف لأني مجرد أنا
وثانيا : مجرد شكر
شكرا على كل شىء رائع
شكرا علي كل شىء قبيح
شكرا على كل وجع
شكرا على الكتاب والورقة والكلمات والقيد والعطر
شكرا علي الدرس الرائع
شكرا علي الوجع والألم والقسوة
شكرا على الرحيل والفرقة وال كل شىء آخر
شكرا لأنكم أنتم
وثالثا : مجرد أمل وأماني
أتمني الخير للجميع .
آمل الفرحة للدنيا كلها .
آمل أن أكون بخير يوماً ما .
آمل ألا أكون أحمقا وأعود لكم مرة أخري وأعود للكتابة والتدوين والتصوير والمسرح والسينما و كل الأمور التي نعشقها بلا حساب
آمل أن أكون مصيباً في فعلي هذا .
آمل ألا أراكم مرة أخري جميعاً أبدا .

وختاماً
لن أفتقد أحداًفي بلاد الصقيع والثلج والجفاف والموت
 فلا تفتقدوني ...
 
شاب فقري