الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

خطوات وتخطى


لم أتخيل يوما أن أتخذ فى حياتى منهجا لتخطى محنة ما
لأننى كنت على يقين أن الله حين خلق الإنسان

وأفسد الإنسان فى الأرض وفى نفسه

فالطريق الوحيد لإصلاح كل ما فسد
هوا بالعودة إلى الله

***
من كثرة التفكير وتكرار ألام الصداع لا نجد سوى سؤالا واحدا يلح على أذهاننا
متى نكف عن التفكير ومتى تتوقف خلايا عقولنا عن طرح الكثير من الأسئلة عن الماضى
متى نكف عن تخيل وتذكر ما حدث وما سيحدث وما كان يمكن أن يكون لو أن كان حدث ما تمنينا
دوائر مغلقة لا تنتهى تلقى بنا فى محيطات الألآم لنشرب منها حتى الثمالة ونغرق فى أعماقها باحثين بأفكارنا عن المزيد والمزيد من الألم
لا ندرك شيئا إسمه النصيب ولا نؤمن بما يمكن أن يخبئه لنا ونناقش حقيقة القضاء والقدر وأن الإنسان خلق مخيرا ليس مسيرا
وأن ما يجمعنا ويفرقنا ليس إلا بضعة قرارت وإختيارات وخطوات نأخذها فى حياتنا
ولا يكف ذلك الصوت الهادىءالرخيم عن الشدو بداخل جدران عقولنا (( لو كنت أعلم النهاية ما كنت بدأت ...ياعينى ياليلى ))
وكأن قراراتنا التى بدأت بها كل تلك الحكايات كانت ستمنعنا عنها إدراك العواقب

نحن لا نخشى من العواقب لأننا دوما نظن أنها لن تطالنا وأننا لم نخلق لنفشل وأن نستطيع أن نفعل ما نريد

وأن قصة الفتاة التى آمنت وصدقت بالذئب وقتلها .. ليست لنا وأننا تربينا بشكل مختلف وأن عاداتنا وطباعنا مختلفة جدا عن تلك الفتاة الغرة الساذجة ... بل أننا نتخيل أن كل نصح الدنيا فى هذا الأمر نحن على علم به وأن مهما كانت تلك العواقب فنحن بالقوة الكافية لنمر بها ونتخطاها بل ونتخطى الأمر كله بكل سلاسة وهدوء الدنيا كغمضة عين
بل أسهل من هذا بكثير

ربما هى أعذارنا التى آمنا بها يوما
وربما هى مجرد تمويه لتخفى حقيقة أننا نتمنى الشىء أو نتمنى ما سينجم عن القرار من متع
كمتعة الحب .. فكلنا فى بداية أى علاقة نؤمن بأننا لن نخسر أى شىء وبأننا أقوى مما يمكن أن يكون وبأننا لن ننكسر مثل ما حدث من قبل
بل ونتحدث عما علمته لنا الليالى والوحدة تحت دفء القمر
نقول الأكاذيب ونقنع أنفسنا بها ونحاول أن نخفى دوما أهم الحقائق
حقيقة أننا مجرد بشر ضعفاء فانون
تتحكم بنا المشاعر والأهواء وأننا نخاطر بقرار مثل هذا وأن العقبات لن نحتملها بل ونقول كل أكاذيب الدنيا لنمنع أنفسنا من أننا حقا إشتقنا إلى لحظة من الحب الصافى .. إلى كلمة رقيقة من بين شفتاه الحبيب نحاول تكذيب أن للحب متعة وأننا إشتقنا لها إشتقنا إلى أحضان نبكى فيها ونسمع دقات قلب من نحب وهى تواسينا وتمسح دموعنا فى هدوء
دعك من كل هذا ...
فقرار البدء أسهل مما يمكن
لأنه لن يترتب عليه أى شىء يسىء إلينا
بالعكس كل ما يترتب عليه هوا فيضان من المشاعر الإنسانية المرهفة يفيض منا وإلينا
مرة نكون نحن المنبع ومرة نكون المصب

ولا يمكن ان نرتوى فنكف عن القيام بأى من الدورين
فللعطاء متعة مثل تلك التى يحصل عليها الممنوح له فهناك متعة لمن يعطى ...
متعة فى العطاء والحب والإهتمام والرعاية بالغير

متعة فى أن قلوبنا وأقدارنا قد تشابكت مع الحبيب وبأن الحياة لشخص ما يعتمد علينا ونعشقه ..
فهوا شىء يجعلنا نستمر بالحياة مهما كانت الصعوبات التى نواجهها بل وهوا أكثر المتع التى يمكن أن تعطينا دفعات للمواصلة بأن هنالك من يتنفس عشقنا وبأن للحياة معنى

قرار البدء فى الحب هوا أسهل القرارات التى ممكن أن تتخذها فى حياتك
فهناك الكثير لتعطيه
وهناك الأكثر لتحصل عليه
هناك من سيشاركك أكثر أوقاتك خصوصية وأكثرها دفئا
وكأن العذراء ذات العشرين ربيعا تستعد لإستقبال طفلها التى طالما حلمت به

وكأن الشاب الهادىء الرزين يستعد لأن يجد قلبا حانيا عليه أكثر مما تخيل فى أحلامه بل أحن من قلب أمه
أترى ..؟
هل تستطيع المقاومة للبدء فى قصة حبك لتصير بطلا وفارسا لا يشق له غبار ؟؟

هل تستطيعىن مقاومة الإحساس بأنك أجمل نساء الدنيا وبأنك أجمل من خلق الله بين بنات حواء ؟؟ الأنثى الوحيدة على ظهر الكوكب ؟؟

ربما كنت معقدا قليلا وملىء بمشكلات لا يمكن حصرها ... بل ربما أنت فعلا معقد ولكن لا تقلق فبعد دقائق قليلة
ستؤمن بأن لروحك توأما وبأن لعقدك حلولا لا يدركها إلا مخلوقا واحدا خلقه الله من أجلك وهوا الحبيب ...

وتمر الأيام وأنت تثمل من بين شفتى الحبيب ما تمنيت من خمر الدنيا ومن عسل لم تجده فى أى حياة أخرى
إلى أن ياتى الفراق
وتفرقك الأقدار والنصيب عمن تحب ...

وتبدأ فى التفكير كما ذكرت فى بداية حديثى ولا تكف عنه
بل تتخيل أنك لا تكف عن التفكير حتى نائما ..
حتى النوم لم يعد لك بالمفر ولا بالملاذ الآمن من كل ما يجرحك
تحاول نسيان ما يجرى لك وأن تخرج من سيطرة من تحب وأن تقتنع بأن الحياة نصيب وبأنك أسأت الإختيار وتذكر نفسك بآدميتك وبأنك إنسان وأن الله يحبك كثيرا ويحب أن تطرق بابه دوما وأن طرقك على الباب لن يطول وتحاول كثيرا أن تخلص نواياك لله
وتنطلق إلى أكثر الأماكن قربا إلى قلبك
ربما تسير على البحر أو تخرج إلى كورنيش النيل أو إذا كنت مثلى ربما تتجه إلى القبور حيث دفن بعض الأحبه وتحاول أن تتذكر من أنت وأين قوتك وما تحلم به وتلقى عن نفسك كل الهموم وربما تتجه إلى ترام قديم وصدىء وتركب على متنه حتى نهاية الخط ..ذاهبا وعائدا وغير عابىء بما يمر من حولك فقط تكتفى بالدفع وتتناسى نظرات محصل النقود وتطيل نظرك بالناس مقتنعا أن هناك دوما الكثير مما لا تعرفه وبأن كارثتك ليست إلا شيئا بسيطا وتحاول أن تجد تعزيه لنفسك فى بعض المرضى أو من فقدوا عقولهم وساروا على قارعة الطريق على غير هدى ...
تحاول أن تلتمس فى الحياة شيئا ولا تدرك ما هوا ولا تدرك أصلا مما تشكو....فأنت لم تخطىء ..أنت فقط عشقت
تظل هكذا حتى يصيبك الملل من كل شىء ويصبح الحياة بلا معنى لك
وتفكر فى أنها ليست لك

وتسأل نفسك بكل ملل وغضب الدنيا : (( أنا عايش كدا إزاى ؟؟؟ أنا روحت فين ؟؟ وفين نفسى ؟؟؟ ))

هنا فقط تتذكر قرار الحب ...

قرار وخطوة البدء
وتعود الأغنيه بذات الصوت الرخيم لتشدو فى ثنايا عقلك (( لو كنت أعلم النهاية ما كنت بدأت ...ياعينى ياليلى ))

***
قرار حياة
التخطى ليس بقرار سهل أبدا
لأنه يتبعه المزيد والمزيد والمزيد من المعاناة
التى لا تنتهى إلا بعد أن تقطع تلك الصفحة من كتاب حياتك
وتؤمن بأن الله قادرا على أن يخلق لك من يحقق لك أحلامك وينتزعك من خوفك ووحدتك
وتوقن تمام اليقين أن الله لن يتركك فى حالتك تلك تعانى بلا هدف
وأن لكل ما خلق الله فى الحياة حكمة دوما لا تراها عيناك إلا بعد مرور المواقف الصعبه

و تذكر دوما أن قرار التخطى وأخذ خطوة جديدة والإنتقال من الحال هوا قرار حياة
فمن لا يتحرك يموت وما لا ينمو ...فهو مريض بالموت
و أنك لم تخلق لتعذب فى الحياة
وبأن دورك فى عمارة الأرض لن يتم بحياتك المليئة بالتعاسة والشقاء

ولا تنسى أبدا مهما حدث : أن اللحظات الأكثر ظلمة ... هى التى تسبق الفجر

شاب فقرى

سرطان

جملة واحدة قلتها لها : (( ياريت أعرف أنساكى ... إنتى سرطان فى حياتى وفى قلبى ... مش خارجة منى غير بموتى ))
فى البداية نتعلق بأناس ندرك جيدا أنهم لا يصلحون لنا ولا ينتمون لعالمنا المعقد الذى نرى فيه دوما كل شىء ( متلخبط )
أمانينا تائهة وقوانا خائرة ونبحث عن أشياء لا ندرى معناها
إلى أن نلتقى بالنصف الآخر
فى البداية ندرك أنه النقيض لنا
إختلاف تام أو ربما إنسجام تام
كلاهما يجذبنا ... كل شىء يدفعنا فى طريق الحب
فجاة تصبح قوانا بلا حدود وأمانينا تتلون أحلاما ويتضح لنا منها عالما كنا نبحث عنه منذ لحظة الميلاد
تدمجنا قوى الحب مع الحبيب فنصبح كيانا واحدا وقلبا واحد ينبض بالحب لنا سويا
تجرى بين أوردتنا نيران الشوق واللهفة والغيرة ونفتقد اللقاء أثناء اللقاء
ونبوح بأشياء لم نعتقد يوما أن هناك مخلوق قد يشاركنا فيها
نعترف بكل شىء وكأننا نطهر نفسنا ونعترف أمام قديس هبط من السماء لمحو الذنوب وحل الأزمات والمشكلات النفسية فينا
نلقى من على كواهلنا جبالا من الذنب والندم على ما فعلناه فى يوم من الأيام
نندم على كل لحظات عمرنا التى مرت بدون الحبيب وبدون لقاؤه
نشعر فجأة بأننا أصبحنا للكون مركزا يدور حولنا كل شىء من شدة الحب ممن أحببنا
إلى أن تبدأ الحياة تضربنا بعواصفها ورياحها وصخبها وإزعاجها وأزماتها
نحتمل .... ولكن لا ندرك أن للطرف الآخر إحتمال مثلنا
ولا نشعر بأنه ينساب من بين أيدينا كماء البحر فى إيدى البحارة
إلى أن تشتد الأزمات
وتبدأ الظروف فى فصل الأحبه
فى تقطيع كيانا واحدا
فى حدة مشرط الجراح وفى طيش طفل صغير يلعب بعصاه فى الرمال
تشطرنا شطرا وتقطع قلبا واحدا وتقسم حياتنا إلى حياتين
ويبدأ الألم والمعاناة
قلوبنا ترفض الإستستلام وتأبى الإنهزام
ربما نقنع أنفسنا بأنها عزة نفس أن لا نسمح للآخرين بإبعادنا بسبب بضع كلمات تافهة (( ملناش نصيب ))
نسأل نفسنا مرارا
هل أنزل الله كتابا وأمرا يحتم علينا الفراق ؟؟
هل كنا بالضعف الكافى لتفرقنا ظروف الحياة ؟
ألا تتحدد مصائرنا بما نختار ؟؟
وهنا
يبدأ موتنا ...
نشعر بأن عشقنا تحول لسرطانا سكن كل خلايانا
كل خليه ترفض الحياة
تستسلم للإنهزام
بعض الأشياء إذا تعودنا عليها يستحيل العيش بدونها
يستحيل العيش لنا بدون حب
يصبح حبنا وعواطفنا سرطانا يدمر فينا
مهما حاولنا النسيان ...
هنالك دوما ما يذكرنا
عاشقين على الطريق ..ربما فتاة تبتسم فى هدوء وهى تمسك بالهاتف فى المحال التجارية ... ربما طفل صغير حلمنا به مع من أحببنا
ملايين الأشياء تطاردنا
ملايين الذكريات تهوى إيلامنا ليس إلا
الكثير والكثير والكثير
ليس إلا سرطانا يقتل فينا كل لحظة
ولا نملك سوى الإشتياق ... والصلاة إلى الله بعودة من نحب يوما ما

شاب فقرى