الأحد، 10 مارس 2013

إذا لم

 إذا لم أحبك يوما , تري ما كان سيحدث بداخل كل هذا العبث والكون الثائر بداخلي ؟ هل كنت سألتقي بأخري لأقص عليها كل ليلة قصة الغزالة والأسد و حوريات البحر و أخبرها بعد أن تغفو عينيها أني أحبها حد الجنون وربما أكثر من الحياة ذاتها ؟؟؟
لا أدري ولكني حتما كنت سأتألم , من أين تأتي حتمية الألم  ؟ سؤال لا أملك له جواباُ ولا أعرف له ردا , كل ما أعرفه أنه سيكون هنالك ألماً آخر غيرك , ليس بالضرورة أنثي تفجر براكين الشوق بداخلي و تعصف بقلبي كأعاصير الجنون وتثور علي روحي كتسونامي فى ليلة لا نجوم فيها ولا قمر , ليس بالضرورة أن تكون أنثي بالرغم ياعزيزتي أن مصدر كل الأوجاع والحروب والموت والجنون والآلام فى الكون إناث , ربما سيكون ذلك الكائن المجنون بداخلي أو الوحش كما أحب تسميته ( The Monster ) ذلك المجنون الذي سيحيا بلا عشق ولا حب سيخترع مئات الإختراعات ويؤلف آلاف الكتب ويشرح ألف فلسفة للحياة بدون عشق وبدونك , لا أدري متي سيخرج ليطردك من داخلي ويجعلني أحيا فى فراغ عاطفي وينفي قلبي للعدم , كل ما أعلمه هوا أني أحببتك ولذلك فالفرضية السابقة لا نتيجة لها لأنها لا حقيقة فيها ولا واقع بني منها فلا نتاج ولا فائدة منها ولا من التفكير فيها .
****
 إذا لم أقبل الدموع الهاربة من عيناك تري ماذا كان سيحدث ؟ ماذا كان سيحدث لو أني قلت لك : إرحلي فلقد سئمتك ولقد مللت روحك و لم أنتشي بجسدك كما كنت أحلم ولم أشعر تجاهك بأي شىء ؟ ماذا لو أنني كذبت للمرة الأولي فى تاريخي علي فتاة وكانت هذه الفتاة هي أنت ؟؟ ماذا لو لم أخبرك بالحقيقة ولو أنني تمسكت بالماضي وأفلتت يداك أمام البحر لأجعله شاهدا علي خذلاناً وخيبة إختيارية ستحطمك ولن يتبقى منك شيئا بعدها ؟ إذا لم أكن قديساً وعطوفا ورقيقا وعاشقا ومحبا لك تري ماذا كان سيحدث ؟ ماذا سيكون رد فعلك لو أنني منذ ليلة فراقنا الأولي وقبل أن يأتي السفر وقبل أن نسهر كل ليلة أمام القمر أخبرتك بأني لا أريدك فى حياتي ليلة واحدة كل أسبوع وأني أريدك كل ليلة ؟ ماذا لو أنني عاندتك وتكبرت عليك و غرتني نساء العالمين ليجعلني أتركك فى تلك الليلة ؟ ماذا لو أني أخبرتك بأني لا أطيق الإنتظار وبأني سألعن اللحظة التى وقعت عيناي فيها عليك لو أنك جعلتيني أنتظر فى شوق ؟ هل كان سيختلف أي شىء ؟ إذا لم أكن مفتقدا لك فى غيابك وتحضرني ذكراك كل لحظة فتأكدي بأنه لا روح فى كلماتي ولا روح في, وبأني ميت .

***
 إذا لم ينكسر الكمان فهل سيشيخ معي ؟؟ هل سيظل يبكيني ويجذب الآخرين إلي ؟؟ هل سأظل حياُ لمجرد أنني إستطعت ذلك ؟؟ أيهم أقسي وأكثر رعباً : ضياع ما يجعلك أنت أم الحياة لمجرد أنك إستطعت ذلك ؟؟؟ لا أجوبة تأتي ولا شىء يتغير ولا يأتيني ملاك أو رؤيا تخبرني بأني علي حق فيما أفكر فيه , مازالت روح العبث بداخلي تنمو وتكبر لتسيطر علي ملايين الأشياء البسيطة وبعض الأشياء العظيمة ومازال الصوت صداه يتردد بداخلي : 
أي رجل أنت ؟
لماذا تحيا يا عزيزي ؟ 
ما سر روعتك وما سر بشاعتك ؟ 
أيها الحالم أفق .
ليس فى هذا الكون الأحمق مكانا للحالمين
أيها المراهق إنضج 
ليس فى هذا الوجود شوق أو حنين 
أيها الحي الميت 
ستحترق فى نار أعدت للعالمين
أصرخ فى جنون وعناد :
لست عزيزاً لأحد
وأرحل فى عناد طفل إحترقت يداه لكنه لا يرضي إلا بإخفائها لعلها تشفي وحدها دون تدخل الحمقي من الأهل والأطباء و يزداد النزيف ويستمر الألم ويستمر العزف وأشيخ والكمان لا يشيخ أبدا , ربما يرسم عليه الزمن ملامحه ويحاول بألاعيبه الملتوية أن يقطع أوتاره أو يؤلم جوانبه ولكن الكمان صامد حتي النهاية ربما لأنه إختار صحبتي حتي أشيخ وحيداً ليواسيني حينها فقط وللمرة الأولي كما علمته فى سنين عمري وعلمته ألحاني كيف يواسي الآخرين .

***

ماذا لو لم أسألها فى أيامنا الأخيرة ( نفسك فى إيه ) ؟ إذا لم يحدث هذا لكانت أندفعت بشوق وعنف إلي دون سؤال , إذا لم أكن لها وطناً فلا معني للوطن فى كل الأزمنة واللغات , وحدتنا تعرفنا وتقول من نحن , وبلا سبب نظل فيها إلي أن نشتاق لأوجاعنا , نهرب إلي الوجع لعله يحمل فى طياته تعريفاً لنا ولجنوننا ولشوقنا , نهرب ممن نحب لنبقى هكذا معلقين فى اللاشىء بلا حس ولا روح وبلا مستقبل . رأيت فى حياتي الكثير من الأوجاع لكن لا وجع منهم كان لي شوق له إلا وجع ملاقاتك ومخاطبتك ووجودي معك .

 ***


 هي الضلع المنزوع من جانبي الأيسر , هي حواء , هي الروح التي خلقت مني , لا مفر من لقيانا ولا مفر من عشقنا وتكاملنا معاً فى ضمة واحدة , هي الترس الناقص في عالمي والعطر المقدس لروحي والخنجر الهارب من مكانه فى قلبي , كيف لقلبي أن يصنع فجوة بداخله لخنجراً يأبي إلا أن يطعنه كلما واتته الفرصة وكلما أتاحت له الظروف وكلما ذهب قلبي إليها .
هي ... كلمة تحمل عالما 
لا تختصرها القصيدة 
ولا توفيها أوصاف أميرات الأساطير حقها 
هي التلج
والنور 
والنار 
والجزء الذي هرب مني مع بدء الخليقة 
والثائرة التي تمردت علي لأسرق تفاحة 
لنحيا فى الشقاء أبدية .
هي ....
بعيدة .
****



أنت الطفلة بروح المرأة العجوز , تري متي نحيا إذا كانت كل أيامك عجز و بكاء وفراق و موت ونظرة سوداوية للحياة , متي نحيا ؟؟؟ متي نفرح ؟؟؟ ولأنك بعقل وعناد طفلة ستضيع أيامنا ويضيع شبابنا وأروع وأجمل أيام عمرنا فى إقناعك , وسأموت ناسيا كل شىء ولن أستطع حتي أن أجعلك تتذكري أي شىء رائعا لأني نسيت وإذا لم أنسي فالوجع يا عزيزتي فى شبابنا هذا وفى بداية حكايتنا وعشقنا ليس بالروعة التي تتخيلين .

****

دي مش البداية ولا النهاية 
دي مجرد مشهد 
ومن وسط الحكاية 
مجرد سطرين 
حتة مني 
ولقطة من الحدوتة 
أنا فى لحظة ما
مهم أوي إختيارك هتعيش إيه ...
يمكن هوا دا اللى واقف عليه كل حاجة 

****
 إذا مكانش الناس حواليك 
الصفحة بيضا 
مفيش فكرة بتندهلك 
ولا حتي حد بينطق إسمك بليل وبيشكي للقمر 
ولا حتي فى أي شىء حواليك غير العتمة 
العتمة برد ومفيهاش دفا 
مع صوت دقات الساعة والصفحة لسه بيضا 
وأنت عاجز 
متكتف 
مبتتحركش 
نوبة من النوبات بتوع زمان 
بتحسس فى الضلمة حواليك 
وتلم كل الكراكيب 
وتحدفها بعييييييد
وتحاول ترسم 
الكراكيب بتحسسك إنك مش لوحدك 
الكراكيب وهم كبير بيخليك تفتكر إن الماضي له قيمة وله لزمة 
الكراكيب حكايات مبتنتهيش وبتستمر عشان خاطر متتوجعش من الفراق 
الكراكيب ورق وكتب وألحان وصور وأشخاص 
معناهم الوحيد 
هوا إنهم ميستاهلوش 
زي أى كراكيب تانية 
ولو مكانش الناس حواليك 
صحي وجعك وإرسم شوية وبعدين إطفي النور وإطفي الوجع والذكري وعيش مبسوط كما تعودت 
****


 أنا بعمل اللي عليا ....
الدور والباقى علي اللى بيحبوني ..
***

إذ لم يكُن الله موجود فكُل شئ مُباح!
أو هكذا قالها دوستويفسكي 


شاب فقري