الأحد، 9 سبتمبر 2012

في وجع + تحديث

فى كل الأفلام هنالك دوماً بطلا ما يجري فى الفيلم ليصل لشىء ما , يستمر فى الجري بجنون وكان حياته قد تعلقت بهذا الشىء أو كأنه يهرب من الموت ذاته , أتمني لو جريت بتلك السرعة المطلقة ولا أتوقف أبدا , أتمني لو إستمريت بالجري إلى أن ألقاك فقط ألقاك ولا أتمني شيئا آخر , نظرة وحيدة منك , تأملي فى عيونك للحظة واحدة قبل أن أتوقف ليمسكني الموت , لا أريد شيئا آخر وغير مستعد وغير راض عن أي شىء آخر , أجد الحياة تافهة بكل المقاييس , الهاتف يرن كثيرا ولا أرد وكثيرات يفعلن الكثير ولا أهتم وأخريات يلعنني فى صمت ولا أبالي وصديق يأتيني بوظيفة الأحلام التي ظللت أحلم بها عامين من عمري ويرسل معها رقم هاتف المسؤل عن التشغيل وأنا غير عابيء أو مهتم بما يفعل , لم أحاول حتي حفظ رقم الهاتف ولم أحاول الإتصال , أشعر وكأنني بحاجة للجري ولكني بي عيب يمنعني من الجري , ليس طبعا هوايتي المفضلة فى التدخين ولكن هوا شىء ولدت به ولا أستطيع الجري وقت طويل , كيف أتمني شيئا فى تلك اللحظة ويكن ذلك الشىء مستحيلا مثلك حلمت به طوال عمري , طوال عمري تمنيت لو إستطعت العدو ( الجري ) بسرعة خرافية , تمنيت لو كان بإستطاعتي أن أجري بدلا من أن أسير هائما على وجهى فى الطرقات كما فعلت اليوم , يا إلهي ... اليوم ... لن أخبرك عن اليوم لأن خلاصته الآن جزء كبير من الوجع بداخلي وأجزاء أخري من الغضب والأعظم هوا اليأس والندم والأسف ولكن لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب فلن أستمر بذكل كل تلك الأشياء المخيبة للآمال .
اليوم عدت طفلا صغيرا وتخيلت أحدهم ينهرني وأنا أدخن أمام المبني العملاق المكتوب علي بوابته ( تأسست فى عام 1905 ) لا أدري ما أخذني إلي هناك ولا أدري سببا لسيري إلي هناك ولا لإنتظاري بالساعات هناك قبل أن أذهب لأبحث عن كتاب وهدية لنفسي بمناسبة ختام كل شىء , إنتظرت كثيرا إلي أن يأتي ذلك الشخص الذى ينهرني لأني طفل مدخن , اليوم فقط رأيت بداخلي أشياء لم أراها ولم أطلع عليها من قبل وآلاما لم أتخيل أنها موجودة بكل هذا الوضوح وأنني لطالما غضضت الطرف عنها , اليوم تمنيتك لتضمدي جراحي ولتعيديني كاملا من جديد , لنكتمل معا وسوياً , إنتظرت اليوم أن أخبرك كم أحبك وإنتظرت أن أخبرك كم إشتقت لك ولكن ... لا فائدة طالما أنا أنادي من لا يسمع ولا يقرأ ولا يهتم , لكم هذا مؤلم هذا التجاهل وهذا الوقت الذي يمر على قلبي وكأنه مشرط الجراح بيد طفل عابث صغير , كل لحظة إنتظرتها اليوم بكيت فيها ألف ألف ألف دمعة , كل دقيقة كانت كالجبال على قلبي , لا لن أخبرك عن حروقي ولا عن أوجاعي ولا عن أمراضي , دعي الصورة الرائعة لي بداخلك كما هي لا يمسها شائبة , أتمني لو إستطعت أن اعيد ترميم ما تحطم بيننا وأن أبني المزيد والمزيد والمزيد بداخل كل منا , تمنيت لو كانت لي فرصة كما كانت لك مئات الفرص التي لم تلحظيها , تمنيت لو إستطعت أن نكون معا مرة أخري ... يا إلهي , لكم أحببتك أنا ؟ لا أدري كيف سمحت لنفسي بهذا ولا كيف حدث فالبدايات يا عزيزتي هي أوهام فى الحياة فلا يمكن أن نعتبر أن شيئا يعتبر بداية لأي شىء فالحبة التي سقطت من منقار عصفور ليخرج منها سنابل القمح لم يأت  بها العصفور بل هي أمور متداخلة بشكل لا نهائي تعود بنا إلى البدايات الأولي للوجود حينما قال الله لكل شىء ( كن ) فكان , لا يمكن أن ينفصل حدث عن الآخر ولا يمكن أن ينفصل جزأن يكملان بعضهما , هل تدركين كم أحتاجك الآن ؟؟؟
قال لي صديقي يوما ما بأن النهايات تكون نهايات حين يتخلي كل الأطراف عن القضية ويعتزلوا جميعا الدفاع والهجوم من أجل قضيتهم وبأن أى شىء آخر ما هوا إلا محض هراء , اليوم أراني أزور أماكننا معاً كالحاج يطوف بالأرض المقدسة لشدة شوقه لها يخاف علي قدسية المكان من وقع أقدامه , اليوم نعتوني جميعا بالجنون والحماقة ولم يدروا أن هذا شىء رائع من وجهة نظري فالحماقة عندي لها مفهوم مختلف وكذلك الجنون , إبتسمت وأكملت طريقي أطوف بأماكننا معا وإستمريت فى الغناء والبكاء والألم , ظللت أردد بأنني حتما سأراك وسالت نفسى فى شك وغضب كيف هي مرت بكل تلك الأماكن فى غيابي وتحملت غيابي , أحسست فى تلك اللحظة وكأن ملاك الموت قد أمسك بقلبي يعتصره لتفارق روحي جسدي ولكن يا ليت هذا كان نهاية الأمر , لقد إستمرت مئات الأسئلة إلا بأننى أقسمت على أن لا أسألك شيئا ولا أفعل شيئا وأتركك كما تشائين فكما كنت أقول دوما (( أنتي مثلي ولكنك ب تحديثات لم تكن متوفرة فى عهدي )) , لا أستطيع أن أصف لك فرحتي حين تذكرت أياما كانت لنا ولا وجعي حين تذكرت أيام إفترقنا فيها ولا أن أصف لك إحساسي حين لم أجدك بجواري ولا إحساسي حين إخترت الهدية ووجدتها ( حتي هديتي لنفسي ) متعلقة بك , كل شىء فى الوجود أصبح متعلق بك فقط ولا شىء آخر له قيمة , الآن فقط أبوح بإجابة السؤال الذين ظلوا يلحوا علي طوال اليوم للإجابة عليه : ماذا كنت تفعل وأين كنت سائرا وما متعتك فيما فعلت اليوم ؟ الأغبياء لم يعلموا للأسف بأن الحمقى مثلي من العشاق ( نعم انا أحمق وأعترف بتلك الصفة الرائعة لأنني عاشقا ) هم فقط من يجدوا لأفعالهم معني فاليوم مثلا إستمتعت بصحبتك ورؤيتك فى أوجه كل بنات حواء , كنت أري وجهك حين أطالع وجوه الفتيات الجالسات على جانبي الطريق وحين كنت أحاول الإنشغال بالطريق ( تقلان بقى ) كنت أري وجهك يبتسم فى فرحة على لافتات الطريق , وحين كنت حتي أنظر للشمس لتغيب عني نعمة البصر قليلا كنت أراك حتي حين أنظر للشمس كنت فى تلك اللحظة النور الذى أعماني عن القبح فى هذا الوجود ومازلتى كذلك , أنتظرك وأنا مؤمن بك وأنتى غير مؤمنة بذاتك , أضحي وأنا أعلم بأن ما بيننا يستحق , أحارب نفسي وأحاربهم وأحارب حديثهم وألعنهم لأنهم مجموعة من الأغبياء لا يفعلون شيئا سوي الحديث بالسوء عنك وأنتى بعيدة عن كل سوء , يخبرونني أن لا شىء يثبت ما أقول فأخبرهم إنتظروا وسترون فيبتسموا فى هدوء فى الإنتظار ويستعدوا لنظرة الشماتة التي سيرمقونني بها , تبا لك يا حمقاء وتبا لعنادك وتبا لكل ما يفرقنا , تبا للكون كله إذا ما وقف بيننا ومنعنا أن نكون معا .
اليوم عدت من الخارج متأخرا ولم أجد الكتاب الذي كنت أبحث عنه وعانيت كثيرا اليوم لدرجة أني قد أكون أفنيت جزءا من سنين عمري فى محاولة الحياة اليوم ,, حين عدت لمنزلى حاولت أن أنشغل بصوت الموسيقي عن إنتظارك ولكن حتي الموسيقى فى غيابك غابت روعتها , الآن لم تعد تستطيع أن تطير فى سقف الغرفة فأري الألحان المحببة لقلبي تتساقط كأوراق الخريف فى جوانب الغرفة , يا إلهي ... اليس لديك عقل لتميزي ما تفعلينه بي وبنا ؟؟؟ أليس لديك رحمة لتذكر أي شىء , أحببتك أكثر من الحياة ذاتها والآن ها أنا أبحث عن سبب بعد رحيلك يجعلني أتمسك فى الحياة فلا أجد , لاأعرف ما بي ولكني أظن بأني سأنهمك فى النوم هذا إن إستطعت , فالبعد عنك حبيبتي محال  , والعيش بدونك محالان , وإنتظارك هوا محالا بقدر لا قدر له , لا أدري ما أفعل ولا أدري كيف أفعله , الآن خاب رجائي في الدنيا كلها لكني مازلت مؤمنا بك ... مازلت ... مازلت ممسكا بضلفتي الباب ومحاولا أن أجعله مفتوحا على مصراعيه قدر إستطاعتي بالرغم من أن هذا ينهك قوتي ويستنزف ما تبقى مني في , الآن أحاول أن اكتب ولا أجد شيئا آخر قد يغير شيء سوي أنك تأتين بفعل يغير كل شىء , الآن والآن والآن والآن والآن أنتظر ...
لن يغمض لي جفن بدونك ...
أحبك حتى الوجع
فتحركي فإفعلي شيئاً ...
***
P.S :لست إبنة أي شخص آخر , أنتي طفتلي وإبنتي أنا وحدي , فلا تقولين إنك إبنة شخص آخر مرة أخري لأي إنسان رجاءاً رجاءاً رجاءاً ...
تحديث :
P.S : اليوم لم أنم , أغشي علي ولم أنم , اليوم إستنفذ بضع سنين من عمري , والآن لن أنام فعقلي لا يتوقف عن التفكير وقلبي لا يتوقف عن الشعور بكل الوجع والألم فى الحياة , أنتظر أن يغشي علي مرة أخري .