الخميس، 19 يناير 2012

هتسامحينى ؟؟؟


كان القمرفى تلك الليلة يلقى بآشعته الفضية على صفحة النيل ويضيف سحرا على سحرا للنيل ولروعة مساء القاهرة و ملأت الهواء تلك الرائحة المميزة للنيل فى الشتاء تسرى فى الأجواء لتشعرك بأنك قد وصلت إلى جنة الله فى أرضه وتجعلك حقا تتمنى لو أنك واقع فى العشق , ولكن لمَ يتمنى وهوا فعلا عاشق حتى النخاع فى إنتظار عشق عمره وحلم حياته ؟؟
جلس ينتظرها على طاولة بإحدى الكافتيريات على النيل فى المكان الذى حددته له و ظل يفكر فى سر إختيارها لهذا المكان , لمَ تخشى علي نفسها منه ومن ان تتكون بينهم ذكرى تربطهما معا للأبد , ألا تعلم بأن الذكرى هى خير راع للحب وخير من يطيب أنفسنا فى ساعات الشوق , أمسك هاتفه وحاول ان يتصل بها ولكنه تذكر طلبها منه بألا يتصل بها وأن ينتظر فى صمت , تمر الدقائق فى ثقل رهيب وكأن الزمان قد أصر على ألا يرحمه مثلما لم يرحمها هى من عشقه وتركها وذهب , ظل ينتظر فى شوق إليها ويتخيلها قادمة من ذلك الباب متجهة إلى حيث يجلس الآن , يتخيلها قادمة كالمرة الأخيرة فى الرداء الأسود والطرحة التى تحمل الورود وشوقها يسبقها , يتخيلها تغضب وتثور على ما فعل بها وعلى ما كسره بداخلها , دوما ما يفكر بالجانب المتشائم فهكذا علموه وعلى هذا تربى ولكن لا ... ليس الآن ستأتى بعد موعدها بقليل فلقد مر موعدها منذ دقائق وستغفر له وسيعودان معا , لا يستطع حتى أن يرى ما يتمنى ان يراه فى خياله , كبله وشدد وثاقه ذلك الجرح الذى جرحه لها فحتى خياله لا يستطع أن يراها راضية عنه أبدا .
يطيل نظرته بالنيل ويحاول التخيل ليجدها فجأة قد جاءت واقفة أمامه تلقى عليه السلام , تغيرت كثيرا ولكنها مازالت حبيبته ومازالت من تمناها من الدنيا , لم ترتدى الرداء الأسود الذى يشعره بأنها ملكة عرش قلبه , كانت هنالك ترتدى زيها المتفائل الذى يجعلها ( كائن مبسوط ) كما إعتاد أن يقول لها ,قام من جلسته ليسحب لها كرسيا لتجلس أمامه على الطاولة وتشكره ليعود لمكانه مرة أخرى .
جلست أمامه تفكر فيما سيقوله من مبررات ليعود لها وفيما سيخبره به من ظروف ومشكلات وأزمات مرت به جعلته يتركها فى المعاناة واليأس كل هذا الوقت , أطالت النظر فى عينيه ولم تخف هذى المرة فليس هنالك فى الدنيا ما يجرح اكثر من جرحه لها ولا يوجد ما هوا أقسى مما شعرت به حين تركها كطفلة صغيرة على قارعة الطريق تحاول الوصول إلى منزلها وتبحث عن الأمان فلا تجده , يكفى أنه تركها ,, ولكن الآن حين رأت عيناه علمت حقا ما يوجع النفس ويحرقها أكثر . .. أن تترك كل هذا الشوق ليحترق بداخلها وأن تمنع نفسها عن عيناه وأن تمنع نفسها من أن تغرق فى هاتين العينين مرة أخرى وأن تمنع نفسها من مسامحتهما , لم تكن تشعر بأى شىء فى الدنيا سوى عيناه اللتان إشتاقت لهما حد الجنون ولكنه قطع حبل أفكارها حين سألها فى حزن ويأس وبكلمات يقطر منها الأسى ورعشة فى الصوت تخبرك بمدى خوف صاحبه من الرد : هتسامحينى ؟؟؟ لسه عايزانى ؟؟؟ لسه بتحبينى ؟؟؟
لم تكن تعلم بأنه حقا بكل هذا الحمق , كيف له أن يسألها أتسامحه أم لا وأتريده أم لا ؟؟؟ ألا يعلم أنهما خلقا لبعضهما ؟؟ ألا يعلم ما شعرت به بغيابه ؟؟ألا يعلم بأنها أدركت بأنها لا تنتمى سوى إليه ؟؟؟ لم تعبأ نفسها بالرد وإكتفت بإبتسامة واسعة تسللت إلى ضى عيونها ليشعر بأمانا لا مثيل له وتدمع عيناه قبل أن تنهمر الدموع من عينيها دون أن تشعر بها ولا تعرف لها سبب ؟؟؟ أهى دموع الفرحة أم دموع مداواة كل تلك الجروح ام دموع الخوف من الألم القادم إذا تركها , كل هذا لا يهم حقا , كل ما يهم الآن انه هنا ويعدها بالبقاء بعينيه الدامعتين وبقلبه الدامى من الألم , تشعر به الآن يندم على ما فعله بها ولا تحتاج إلى كل هذا لتسامحه حقا , لقد سامحته من قبل أن يخطىء , سامحته منذ المرة الأولى التى منح لها الحياة فيها بكلمه ( بحبك ) وحين وعدت يداه يداها بالدفء الأبدى حتى قبل أن تمسهما وحين وعدتها أحلامه بلحظة أبدية من السعادة تستمر بلا نهاية , لمَ يحتاج أصلا أن يسألها , مرت كل تلك الأفكار بخاطرها لثوان قليلة قبل أن تترك يداها بدون شعور بالعودة إلى أحضان يديه من جديد وتتسع إبتسامة الضى والفرحة فى عينيها لتقول فى فرحة ( وحشتنى ) .

تمت ,,,,

شاب فقرى


**** الصورة اللى فوق إهداء من صديقة البرنامج قصدى المدونة بمناسبة عيد ميلادى يوم أربعة وعشرين بقى وبمناسبة زنقة الإمتحانات وطبعا أنا شخص بوفى ديونى ووعدت بدفع تمنها وعمرى ما أخدت حاجة ومدفعتش تمنها وبناء على كلامها إنها أول مرة ترسم أشخاص والورق مكلف جدا ( دا الميت ورقة A4 بخمسة جنيه :D ) ولذلك قررت أدفع التمن بنفس الشكل بقصة مناسبة لصاحبة الصورة :)
طبعا مش هجيبلك العصير اللى بتحبيه فى القصة لأن ببساطة البطل منوفى :D :D :D
إحمدى ربنا أصلا إنه عزمك عالنيل :P :P :P
خالص الشكر والتحية وكل سنة وإنتى طيبة وشكرا بجد للمرة الثانية والتالتة والرابعة والخامسة على الصورة وعلى بقيت الحاجات :D :P

مستشار إبليس الجزء الثالث : البعث والعودة




عاد ليخاطر ويغامر من جديد وليتعطر بمتع الحياة وأسرارها وليستنشق عبير الحرية من بعد سجن طويل , عاد ليحيا
****
لم يفق إلا مع لمسة يدها الأولى ليعود حسه فجأة إلى الواقع ويستشعر برد الشتاء على وجهه ولسعات البرد على أطرافه , لقد عاد ,,, هل حقا عاد من جديد ؟؟؟ هل كان بعثه بمثل هذى السهولة ولمَ لم يسلم صاحب هذا الجسد الزمام له من قبل ولمَ كسر كل الأقفال والأختام التى حبسته بعيدا فى سجن وقفص لا يعرف إلى الحرية سبيلا , إلتقط أنفاسه لأول مرة منذ عدة أشهر و كأنه يحتضنه ويحتضن حريته من جديد .
وجدها أمامه كما ذكرت كل الكتب السماوية عن جمال عذراوات الجنة وجدها أنثى كما حلم بها فى سجنه , وجدها مستحيلا لا يمكن أن تخطئه عينه , وجدها بين يديه وملك يمينه ,كانت أنفاسها هادئة وشفتيها ناعمة وكانها لم يمسها إنس من قبل ولا جان ويديها باردتين حد التجمد قبل أن يمتع عيناه بها أمسك يديها وإحتضنهما بشدة فهاهوا عاد إلى الحياة من جديد مع حلم جديد
لم يسألها هذى المرة بماذا تتمنى وبماذا تحلم ولم يشغل باله بأى شىء , كان على علم تام بكل أمانيها وأحلامها لقد عاد عقله من جديد ليرى كل شىء ويمسك بكل شىء ويتسلم زمام كل الأمور وفجأة لم يعد يشعر بأى شىء ينغص عليه حياته فلا حلما ولا قيود ولا أى شىء ,. الآن فقط يشعر بالدنيا أسفل قدميه ويشعر بأنه مسيطرا , يرى عيناها تدمع وتتأمل ملامحه فى هدوء لتخبره قائلة : شعرك طويل
ليرد فى هدوء : عشان كدا بلبس كاب أكيد .
كانت تنظر إلى عينيه وعيناها تحمل تلك اللمعة التى تخبرك بأن أحدهم سيعشقك حتى النخاع و كان يشعر بها بيدها الباردة ترتجف بين يديه وكأنها ورقة شجر ترتجف من رياح الخريف كأنها تهرب من شىء لا يعلمه أحدا فى الدنيا سواها وبرغم هذا واتتها الشجاعة أن تقف أمامه وأمام عيناه لترتجف كحملاً عشق أسد , اخبرها كم تبهره عيناها وكم تحمل له من وعود وكل تلك الأشياء التى يراها فيها والتى لا تحمل سوى المعنى الحقيقى للفتاة المستحيلة , الهدوء المجنون الذى يسيطر على عيونها وتلك اللمعة ورعشة يداها وإرتجافها بين يديه , تزيد الرياح من رعشة جسدها و البرد يلتهم جسدها ويزيد جسده دفئا فلا تجد مكاناً لتختبىء به سوى احضانه , تختبىء فيها من الدنيا ومن غموضه ومما تهرب منه فى المستقبل ولا تعرف ما هوا , هنا ستسكن وهنا ستجد راحتها اللحظية التى ستحياها إلى الأبد وستغير مسار حياتها .
ضمها فى شوق للحياة وفى شوق لأنوثتها ورعشة يداها وجسدها الذى لا تصفه الكلمات يختبىء بين أحضانه لتهمس فى شوق : خبينى ...
ليزيد من ضمته لتشعر بالأمان وتغمض عيناها وتسلم روحها إليه ...
يتبع ...
نستكمل بقيت حكايات المستشار لاحقا ...
الله أعلم متى نستكمل ونأتى بحلقات جديدة ...
تحياتى
شاب فقرى