الخميس، 14 أكتوبر 2010

نبض دون حياة



كانت نائمة كالملائكة على ظهر منزلها تراقب السماء كما تعودت كل مساء وكما تعود أن يراقبها بالساعات يوميا ولم يكن يدرى ما الذى كان يشغل بالها وما الذى يبهرها فى السماء هكذا .. وكان كل ما يهمه فى يومه هوا مشاهدتها تتأمل السماء من هذا المكان فمن هذا المكان السرى تبدو كأميرة من أميرات الأساطير ترقد على سريرها العاجى تتأمل مملكتها ..وكيف لا تكون السماء مملكة لها وهى فى عيناه أعظم من النجوم فى السماء وأجمل من القمر وأكثر بعدا من كل المجرات فى الكون ..لم يكن يستطع من مكانه هذا أن يرى عيناها فى الظلام وهى تحدق فى السماء لايدرى هل كانت تبكى أم تبتسم أم تغمض عينيها وتشعر بلمسات الهواء على خديها وتلك النسمات تداعب شعرها فى هدوء وتمس شغاف قلبه فى صمت ..كان يجلس كل يوم على يوم على هذا الحال يتأملها مساءا ولم يكن بقيت اليوم يعنى له شىء .. فأعظم النجاحات فى حياته حين تحدث فى يومه وتغيب هى فى المساء فلا يعنى له هذا النجاح أى شىء ولا يعنى له مرافقة الصديقات والحبيبات ولا حتى الأصدقاء شيئا ..هى فقط التى تعطيه برقودها هذا الدنيا كلها تعطيه بصمتها وسكونها وأحيانا غنائها ..آه لو تغنى الليلة وهى تتأمل السماء ..ربما لو إكتمل القمر وربما لو مر شهاب ولمحته بعينيها من يدرى حقا ؟؟؟
ربما يسمع صوتها الليلة يعصر قلبه عصرا ويحرك كل ما مات فيه .. فقط صوت غنائها يشعره بأن بداخله قلبا يمكن أن يشعر ويحب ويمكن أن يحس بأن لتلك الدنيا التافهة معنى ..ربما كانت هى القلب الذى يسكنه ويضخ الدم إليه ويمنحه الحياة والإحساس ... وفجاة بدأت فى الغناء .. وشعر بأنه إمتلك الدنيا كلها بها بغنائها ...ولكن مهلا .. هل هوا موهوم ؟ هل هى حقا هنالك تغنى ؟ هل عادت من الموت ؟ أفاق من أوهامه فجأة وقام من ذلك المكان السرى الذى إعتاد فيه الجلوس كل يوم ولم يجدها هنالك وإتخذ طريقه إلى حيث ترقد حقا ...
إلى اللحد الذى تسكنه فى آخر القرية ..
تمت ,,,
شاب فقرى

على حافة الشباك 2