الجمعة، 24 سبتمبر 2010

ترمادول



فجأة يشعر وكأن كل حواسه قد إستيقظت فجأة , الآن صار يرى فى الظلام تلك البقع الصغيرة على سقف الغرفة التى لم يحسن ذلك العامل تلوينها جيدا
يتامل ويتمعن فيها كثيرا
يدرك أن المشكلة قد تكون نقصا فى المعجون أو أنها الجاذبية أو زيادة نسبة الألوان فى البوية
لا يدرى ولكنه مقتنع بأنه يستطيع حلها
لا يدرى مصدر هذا الصوت من أين يأتى
ربما هوا صوت المياه فى المطبخ
ذلك الصنبور لدى سعيد جاره لا يصلحه أبدا
يغمض عينيه ويتذكر دراسته فى أسوان فى السد العالى وكيف إنبهر بحجم السد وكل تلك المياه
وكيف أن سعيد يهدرها بلا داعى
يفتح عينيه فى بطء
يراها قادمة من باب الغرفة عارية
تتحسس جسدها فى بطء وترتعش أطرافها فى شهوة مجنونة
يتأمل تفاصيل جسدها الذى لم يره من قبل ولكنه يشعر بأنها كانت فى أحضانه منذ ثوان
بدا وكمن يقبل كل قطعة فى جسدها بعينيه
هى جميلة كقطعة البنبون وتلك العينين البنيتين الذى يشعر الآن وكأنهما بحور لا تنتهى وهوا تائه فيها
يحرك يده ليلمس جسدها فى عشق وتسأله فى رقة وشفتيها ترتعش فى جنون ( رايح فين ؟ ) لا يتوقف ليرد على سؤالها بل يقبلها فى هدوء ومازالت يده تتحرك فى جنون تتحسس جسدها ...
يشعر بإرتعاشها
الآن هى معه وبين أحضانه
يالذلك الصوت المزعج للمياه فى شقة سعيد
يتمنى لو قام من مكانه وتركها وذهب ليقتل سعيد ولكن أى احمق فى هذى الحياة يستطيع أن يترك فتاة مثلها وهى بين أحضانه
تلك البقعه فى الحائط تجذب عينيه مرة أخرى
يالها من بقعة مزعجة
يلتفت لها ليعتذر فلا يجدها بجواره ... ولا يشغل باله بالسؤال أين ذهبت ؟
ينظر إلى الطاولة فيجد أنه قد ترك الزجاجة غير محكمة الإغلاق لتتساقط منها نقطا من المياه على الأرضية
تمتد يده للزجاجة ولشريط من الدواء بلون أخضر
يبتسم لشريط الدواء وكأنه صديق قديم
يتناول قرصا آخر ويلقى بالزجاجة على الأرض دون أن يغلقها
يعود لتأملاته
تمت
شاب فقرى