السبت، 25 يونيو 2011

الغصب المشروع الجزء الثانى ( التحول )

[مقدمة لابد منها ]
إن كل ما نحلم به دوما يتصف بالجمال والرقة والعذوبة أو بالمجد والمكانة الرفيعة والسمو , ولكن هنا بين سطور تلك القصة ستجد المبدأ الأهم فى الحياة الذى علمته لى الحياة ومواقف الأيام وستجد أيضا حوارا دقيقا مع النفس حاولت أن أصيغه بشكل لا يؤذى عيون القارىء ولا يقلل من قيمة ما كتبت , لن أكذب عليكم فأقول أن تلك القصة لم تحدث ولن أكذب أيضا لأقول أنها حدثت ولن أكذب لأقول عنها إنها أعجوبة فريدة من نوعها وفكرة نادرا ما تخطر على بال الكثيرين ولكن تلك القصة بسطورها وبتفاصيلها الدقيقة قد حدثت للكثيرين وهى على وشك الحدوث ( لعل الله يكتب غير ذلك ) , لا يمكننى أن أملى على الله القدر ( معاذ الله ) ولا يمكننى أن أغير ما قد كتب لنا بالفعل ولكن أبسط ما يمكننى هوا أن أنقل صورة حية لما حدث أو ربما سيحدث لعل من يقرأها يتخذها عظة له فى حياته أو في أحلامه , ولا أدعو فى الختام إلا بدعوة من صميم قلبى بألا يعلق ذلك القلب بما ليس له ,,,
والله ولى التوفيق لى ولكم
خالص التحية
شاب فقرى
الغصب المشروع ( الجزء الثانى ) تحت عنوان : التحول
طالما سمعت بين صديقاتها عن تلك المتع التى تحصل عليها الفتاة بعد الزواج فى الشهر الأول , كان هنالك دوما الكثير والكثير من الحديث الذى لا ينضب أبدا بينهن , ودوما ما كان هذا الحديث بينهن على حين غفلة من الأهل وبقيت الأصدقاء أصحاب الأنوف الطويلة والآذان التى لا ترتوى إلا بالأسرار , ولكن منذ عرفت ( حبيبى ) كما كانت تطلق عليه دوما بين صديقاتها لم يعد الأمر كما كان دوما , فلم تعد تستمع إلى تلك الأحاديث الهادئة التى يقال فيها دوما ما لم تراه عيناه من قبل من ذلك العالم الوردى المسمى بالزواج , كانت تلك الفتيات كأنهن فى عالم آخر لا ينتمى للواقع بصلة , فكيف هن فى ذلك الواقع وبين أهلهن وعلى مرأى ومسمع من كل تلك الخلافات ويرسمن تلك الصورة الوردية للزواج وذلك العالم المثالى ؟؟؟ , لم تعد مستمعة حريصة على سماع كل الكلمات كما كانت دوما بل تبدل حالها , صارت هى المتحدثة الأولى ولا تلقى بالا لأى حديث آخر يمكن أن تبدأ إحدى صديقاتها , لا يمكن أن يكون السبب سوى ( حبيبى ) , لمَ تطلق عليه دوما ذلك الإسم فقط ؟؟؟ حقا هى لا تدرى ,, ربما من غيرتها الشديدة من أن تسمع إحدى صديقاتها بذلك الإسم فتنعم بقليلا من العشق مما يمنحه لها ؟؟؟ لمَ تشعر دوما بأن له الكثير والكثير من القدسية على الرغم مما تسمعه يقوله دوما ويتحدث فيه من أمور تحب سماعها ولكن تتظاهر دوما بأنها ( أمور قبيحة وكدا ميصحش ) حتى لا يظن بها السوء ,, فبالرغم من أمانيها بأن تحيا ذلك العالم المثالى كما تصفه صديقاتها ولكن ... كيف يحدث ذلك ؟؟؟
دارت كل تلك الأفكار فى رأسها فى صباحية العرس , لم تنتبه أنها لم تنم حتى الصباح .... لم يخطر فى بالها أنها لم تنم ... هى كانت فى حالة غريبة بين النوم واليقظة ... عالم يسكنه ( حبيبى ) فقط وتحيا فيه معه تستمع فيها إلى تلك الكلمات التى تحركها وتقلب كيانها وتحرك مشاعرها ويمر الليل والنهار وهى تفكر فيها ... تتذكر تلك التنهيدات وصوته ينطق حروف الحب ( بحبك ) ,,, لمَ تشعر الآن وكأنها لم تسمعها فى حياتها من أى إنسان سوى منه ؟؟ لمَ تفكر الآن فيه وفيه فقط ؟؟؟ لمَ لم تحتضن زوجها فى حنان وتنام ؟؟؟ لمَ لم تشعر بذلك الزوج وكأنه طفلها الذى طالما حلمت به كما كانت تشعر مع حبيبى ... الآن تشعر به يهز كتفها فى رفق وكانه يداعب لعبة أطفال غالية الثمن كلفته ثمن منزل العرائس الذى وضعها فيه هذا ... الآن هوا ميعاد الإستيقاظ ... تقوم من مكانها منكمشة على نفسها وتتجنب النظر إليه أو حتى الرد على تلك الكلمات الرقيقة التى تسمعها منه لتتجه مباشرة إلى الحمام , دخلت مسرعة فى ظل تلك الإنكماشة على روحها العذبة المعذبة لم تحاول أن تدارى ثوبها ؟؟؟ لمَ تشعر بأنها لم تتزوج وبأنها الآن تخون زوجاً لم يكن زوجها فى أحد الأيام ؟؟؟ لم تشعر وكأنها ( زانية ) أو لعلها ( عاهرة ) قد قضت للتو ليلة مع أحد زبائنها الجدد ,, إنكمشت على جسدها أكثر فأكثر وجلست فى حوض الإستحمام ,, حاولت أن تجمع شتات نفسها وتغسل آثار تلك الليلة من على جسدها المنهك القوى , حركت مقبض المياه فى الحوض لتددفق المياه على ثوبها وعلى جسدها وتنساب كالشلال على وجهها لتحمل معها الكثير والكثير من الدموع التى لا تدرى سببا لها ... لمَ تمر لكل هذا ؟؟؟
قامت من مكانها وأمسكت بسائل الإستحمام ,, لا تدرى من أين تأتى كل الرائحة ,, رائحة ذلك المخلوق أو ذلك الزوج كما ستناديه بعد قليل ,,, تشعر وكأن كل مسام جلدها قد حُملت بتلك الرائحة حتى صار من المستحيل الإفلات منها , تفرغ الكثير والكثير من الصابون على جسدها وثوبها التى بدأت يديها فى تمزيقه ,, لا تريد له أن يكون ثوبا لها بعد اليوم ولا تريد أن تذكر تلك الليلة فى أى وقت من أوقات حياتها , هذه الليلة لم تبدأ فيها حياتها كما تمنت او كما حلمت مع ( حبيبى ) ,,, هذه الليلة كانت ليلة عذاب لها ,,, مزقت ثوبها الشفاف وألقته أرضا ولم تلق حتى نظرى على تلك البقعة الصغيرة عليه , حاولت أن تنظر إلى شىء آخر وتترك ذلك الثوب بعيدا , حاولت أن تجمع شتات تفكيرها وأشلاء أحلامها وتركز فى ( حبيبى ) ,, ولكن حتى ( حبيبى ) لم يستطع ان يجذب أفكارها بعيدا عن الثوب الممزق الذى يحمل رائحة ذلك الإغتصاب وتلك البقعة الصغيرة التى نزفها جسدها تلك الليلة , لا تريد أن تنظر ولكنها فجأة تشعر وكأن الثوب معلق فى كل جوانب الحمام وفى كل مكان فى عقلها ... حتى على السقف ترى تلك الليلة بكل تفاصيلها وتشتم رائحة دخان علبة السجائر الحمراء ( المارلبورو) ورائحة ذلك الرجل على كل شىء ...أستفاقت من كل تلك الأفكار على صوت الزغاريد تملأ الشقة ,, لابد ان تخرج من الحمام فى الحال لترتدى ملابسها ... لابد أن تقابلهم بتلك الإبتسامة العريضة التى حملها شريط الفيديو فى العرس بالأمس ... لابد ولابد ولابد ... لمَ تشعر وكأن كل شىء صار لزاما عليها أن تفعله حتى تلك الإبتسامة التى تعبر عما بداخلها ؟؟؟ لمَ لا تترك لدموعها العنان لترتوى بها طرحة أمها كما تعودت دوما منذ الطفولة ... كانت دوما ( ماما ) هنالك تساندها حين يختفى الجميع وتقف بجوارها فى أحلك المواقف وتعدها دوما لتكون أقوى لتكون ( إبنتها ) التى حلمت بها دوما ,,, لمَ لا تشعر بها تساندها من قبل أن تلقاها ؟؟؟ لطالما كانت تعود إلى المنزل وهى طفلة وهى فى تمام الإدراك بأن امها تجلس فى الشرفة أو على الأريكة فى غرفة الجلوس تنتظرها لتبكى لها وتشكى لها عما فعلته صديقاتها بشعرها وبضفيرتها الجميلة وكيف يغارن من ضفائرها ,,, لمَ لا تشعر بكل هذا الآن ؟؟
خرجت من حوض الإستحمام لترتدى ملابس جديدة مازالت تحمل طابع الثمن وعلامة الشراء ,, ولكنها مازالت تشعر بتلك الرائحة تطاردها حتى فى ملابسها الجديدة التى خرجت للتو من الحقيبة ... لم تدرى ما تفعل حقا ,,, خرجت فى هدوء وعلى شفتيها إبتسامة مصطنعة لتقابل أمها وأباها وأخيها وأختها الصغرى ,,, إحتضنت أمها كما لو أنها لم ترها منذ عامين ولكنها لم تشعر بالدفء الذى إنتظرته ,, أيحدث كل هذا حقا لأنها تشعر وكان أمها قد شاركت فى جريمة إغتصابها التى تمت بالأمس ؟؟؟
جلست فى وسط أهلها وتبادلت النكات والضحكات كأى فتاة قد تزوجت حديثا وتشعر بالسعادة لدرجة أنها شعرت أنها أمها تغبطها على تلك السعادة التى تراها فى الشهر الأول واليوم الأول من حياتها الزوجية و عيون أمها تتفحص جسدها فى لؤم وكأنها تحاول أن تطمئن على إبنتها التى تزوجت حديثا وتعلم هل ترك ذلك ( الغشيم ) أثار قوة أو أجبرها على ليلة الأمس ... لم يترك مجالا لأمها لتسألها فبعد دقائق قليلة وصلت أم زوجها أو كما تعودت ان تناديها أيام الخطبة ( خالتى ) وإبنتها الصغرى ,,, رحبت بالجميع وتبادلت الإبتسامات الرقيقة مع الجميع لكنها كانت تشعر وكأن تلك الإبتسامة الزجاجية لن تصمد كثيرا أمامهم وستتكسر إلى فتات أمام أنهار الدموع التى منعتها سدود الصبر من العبور إلى عيناها ... كانت تبكى من الداخل كما تعودت أن تصف أمها لحظات الشجار مع والدها , كانت تنوح زوجا فقدته قبل الزواج وتنعى حياة لم تنعم بها
قامت من مكانها لأحضار المشروبات للعائلتين وبعض الحلوى ... لابد أن تجذب إنتباههم عنها بأى شكل كان ... وقد كان ,,, أحضرت طبقا كبيرا ملىء بالحلوى و صينية أخرى تحمل أكواب المشروبات للعائلتين على عربة الشاى المذهبة التى أصرت أمها أن تكن فى محتويات أثاثها المنزلى بحجة أنها ليست أقل من إبنة عمها الأكبر وكأن هذا سيعوضها حقا وسيحدث فارقا فيما تشعر به الآن بأنها أقل فتيات الدنيا حظا ,,, دخلت الى الغرفة وأمامها عربة الشاى لتشتم تلك الرائحة التى حملتها ليلتها الأولى فى الزفاف ,, رائحة دخان السجائر الحمراء ( المارلبورو ) ورائحة عطر زوجها يغمر المكان ,, بمجرد ما إن إشتمت الرائحة سقطت مغشيا عليها ,,, لم تدرى ما حدث ولكنها إستفاقت على صوت الطبيب وهوا يسحب إبرة المحقن من يدها ويقول ( متخافوش دا دلع بنات ) فتحت عينيها رويدا رويدا لتجد زوجها بجوارها على نفس السرير ونفس الملاءة ونفس المكان وذراعه تحاوط رقبتها ,,, حاولت أن تستفيق وتترك رائحته وذراعه التى تلامس رقبتها وكل شىء خلفها وتحاول أن تقوم من مكانها ولكن الطبيب نظر إليها قائلا : ( مش دلوقتى يا عروسة ... حاولى ترتاحى شوية )
دلف أباها إلى الغرفة وبقيت العائلتين ليطمئنوا عليها وإحتضنها الجميع وكأنه لزاما عليهم ذلك وكأن ذلك سيمنحها الأمان أو منحها بالفعل حاولت أن تبتسم ,,, حاولت أمها أن تقنع أباها بأن تبيت معها تلك الليلة ولكن أباها نهرها قائلا ( مينفعش ) وطلب من الجميع الرحيل ليتركوا العروسين بمفردهما ... تركها زوجها وقام بإيصالهم حتى باب الشقة بإبتسامة عذبة وعاد إليها ليقول لها ( ألف سلامة يا حبيبتى )
لم تجد ما ترد عليه به سوى ( الله يسلمك )
الآن بدأت تتضح كل المعالم أمام عينيها , الآن تدرك ما فعلوه بها وما سلموها إليه وتشعر بمرارة الفقد ومرارة العيش مع من لا نرغب فيه , الآن أدركت معنى كلمات ( حبيبى ) التى قالها لها حين قررت أن توافق على ذلك العريس قائلا ( بكره تعرفى قيمة كل لحظة ضيعتيها فى حياتك ومكنتش أنا فيها ) , الآن تشعر وكأن ( حبيبى ) قد خانها وكأنه حين تركها لعقلها لتتخذ القرار المناسب فقد تخلى عنها ,,, لمَ ترك القرار بيدها فى ذلك اليوم ؟؟؟ لمَ أصبحت تكره ملابسها الجديدة وشقتها ورائحة السجائر التى طالما إشتمتها من ( حبيبى ) ولمَ تكره أن يحتضنها زوجها وكان هذا أكثر ما تعشقه من ( حبيبى ) ,, لمَ تكره كل كلمات الغرام المعسولة التى ينطقها زوجها ؟؟؟ لمَ كل هذا التحول ؟؟ لمَ كل هذا الشعور بالفقد ؟
حاولت أن تقوم من مكانها وأمسكت هاتفها الجوال لتطلب رقم صديقتها ( أميرة )
هى : آلو
أميرة :إزيك يا بنتى ؟؟؟ عاملة إيه فى الجواز ؟؟
هى : أميرة ,,, عايزة منك طلب بس محرجة
أميرة : مالك يا حبيبتى ؟ إطلبى وأنا هنفذ على طول
هى : فاكرة الشنطة السودا اللى كانت فى وسط شنط الهدوم القديمة بتاعتى اللى إديتهالك قبل الجواز بأسبوع وقلت لك مش تفتحيها غير لما أقولك ؟؟؟
أميرة : أيوة يا حبيبتى هى فى الدولاب أهيه
هى : طيب هاتيهالى دلوقتى حالا لو سمحتى ولما تيجى هفهمك
أميرة : طيب حالا حالا
أغلقت مع صديقتها المقربة الهاتف وإنتظرت شنطة ملابسها ,, كل تلك الملابس التى كانت تلتقى بها مع ( حبيبى ) ,,, كل تلك الملابس التى كان يحب دوما أن يراها فيها ,,, دق جرس الباب فقامت من مكانها وفتحت الباب لتلتقى بأميرة .... لم يشغل بالها كل الأسئلة أو التهنئة التى لاقتها بها أميرة ولكنها حاولت أن تنهى كل شىء وبدون تفسير وبسرعة أنهت المقابلة بعدما حصلت على حقيبتها السوداء
هنا يقبع كل ما أحبه فيها وكل ما تبقى لها منه ( البادى البنى - الطقم ال pink - الفستان الأبيض أبو ورد pink - والبادى البرتقالى - حتى ملابسها الخاصة التى كانت ترتديها من أجله - والليجند الأسود - ومناديل العطر ) ... هنا فى تلك الحقيبة الصغيرة يسكن ( حبيبى ) ,, أخذت الحقيبة مسرعة وهرعت إلى الحمام لتفتحها وتجذب مناديل العطر لتتذكر كلماته حين أعطاها المنديل الأول للمرة الأولى حين أرادت أن تهجره ولكنه حاول أن يجعلها تتمسك به أكثر فأعطاها منديلا يحمل عطره أو كما كان يقول ( حته منى ) ويردد لها دوما ( العطر عنده وفا أكتر من أصحابه ) ...إحتضنت تلك المناديل أمام المرآة ولم تدرى ما حدث لاحقا ولكنها كانت فى أحضان ( حبيبى ) كما كانت فى أحد الأيام لدقيقتين ... لم تفعل هذا من قبل فى حياتها ولم تتخيل أنها ستفعل هذا الفعل المقزز كما إعتادت أن تسميه ولكنها لم تتمالك نفسها من شوقها إليه ولم تستطع أن تكتم ذلك الحنين أكثر مما كتمته,,, لم تحاول أن تستحم أو تشعر حتى بالذنب ؟؟؟ ولم تشعر بالذنب وهى مع زوجها الحقيقى حتى وإن كان فى خيالها ؟؟؟ لمَ تحاول أن تخفى ما فعلت وهذا هوا المشروع والصحيح والحق المكتسب لها بعد ما حدث ,,, لم تحاول ان تغسل رائحة أنفاسها من عطره ولا حتى ان تقوم بتغيير ملابسها ... لملمت المناديل والملابس فى الحقيبة من جديد وخرجت لتخبئها فى دولابها بعيدا عن كل الملابس الجديدة ,,, هنالك على الرف يقطن حبيبى ,,, أغلقت الدولاب وعادت إلى سرير الزوجية فى تثاقل لتنعم بليلة من النوم بعد أحضان خيالية وليلة زواج خاصة فى خيالها وأغمضت عينيها لتحلم به بعيدا عن الدنيا كلها ... تحلم ب ( حبيبى )

إلى اللقاء مع الجزء الثالث ...
خالص التحية
ويستمر الإهداء ... إلى الملهمة وإلى بطلة القصة ,,,
شاب فقرى

الاثنين، 13 يونيو 2011

( الغصب المشروع ) قصة قصيرة




بدا كل شىء طبيعيا بالنسبة لها كما تمنته دوما, أقنعت نفسها أن كل شىء يبدو طبيعيا على الرغم من أن لا شىء كذلك ,فذلك المقعد هنالك فى أحلامها لم يكن يجلس عليه هذا الشخص , لم يكن من تمنته أن يكون ... كان شخصا آخر , دخلت إلى الغرفة تحمل ( الشربات ) كما يجب أن يحدث ويقدم فى تلك المناسبات ولكن ... لما تشعر بأن هذا أحد الأفلام العربى المملة التى تراها دوما ؟؟؟ لما تشعر بأن بعد قليل ستعود إلى غرفتها وتلتقط هاتفها لتتصل بحبيبها وتخبره بكل ما حدث ؟؟؟ لم تشعر بأن الحاضرين لم يأتوا إلا لتأبينها بالرغم من تلك الضحكات وجو الفرحة الذى يسود المكان والعيون المتطلعة فى سعادة إليها ؟؟ لما تشعر بأنها ليست هى اليوم ؟ لم تخالجها كل تلك المشاعر المختلفة ...؟؟؟
أيكون السبب أن خطيب المستقبل وحلم السنين ليس من تمنته وأن من تحلم به يدلس الآن فى غرفته دامى القلب مدمع العينين يتحسر عليها وعلى تلك الأيام الماضية ؟؟؟ ترى هل يشعر بالحزن من أجلها حقا ؟؟؟ هل يشعر كما تشعر الآن بأن جزءا من كيانه قد إنفصل عنه وبأنه يقطع إربا ...أفاقتها من إعصار الأفكار هذا صوت زغرودة عالية لأمها من فرحتها بإتمام الخطبة , لما لم يهتم أحد برأيها ؟؟ لما لم يسمح لها أباها بان تقول ما تتمنى وأن تحكى له كما تحكى لأقرب صديقاتها , الآن فقط تشعر أن سنين الفرقة بينها وبينه ستنال ما تستحقه لأجلها , ستعانى اليوم بسبب تلك السنين التى عاشت فيها بعيدة عنه قلبا وقالبا , ما هذا الظلم من الحياة ؟؟ لما نلتقى مع أناس لا نعرفهم لنعشقهم ويكونوا جزءا منا ثم ينفصلوا عنا ويبتعدوا عنا وكأن أجسادنا تتقطع فى الرحيل ؟؟؟ لما أصلا نعشق ؟؟؟
لم تجد أية أجوبة لكل تلك الأسئلة , ولم تعد تعرف أصلا ما تتمناه فى تلك الحياة , لما تقسو الحياة عليها بهذا الشكل ؟ فكل ما تمنته هى يوما لم يكن قصرا عظيما ولا مالا وفيرا ولا أى شىء سوى ذلك الشخص , سوى ذلك الحبيب , تمنت أن تحيا معه فى أى مكان ... فقط تحيا معه وتبنى معه حياتا لطالما تمنتها وكانت هى الأمنية الوحيدة لها فى تلك الحياة ...
كانت تشعر بداخلها بكل تلك الأوجاع وبما هوا أكثر ... وكانت المفاجأة الكبرى فى مرور الوقت وإقتراب موعد الزفاف , لما يمر الوقت بكل تلك السرعة حين نتنظر شيئا نمقته ؟؟؟ لما لم يفكروا فى ماذا تتمنى من تلك الحياة ؟؟ لما لم يلتقوا مع حبيبها ولو مرة واحدة ؟
تمر الأيام والموعد يقترب وأفكارها تصرخ فى غضب ويأس وحزن وكان تلك الخلطة المؤلمة من المشاعر قد تستطيع أن تجعلها أقوى للحظة واحدة فى تلك الحياة بدون حبيبها ...تبكى كل ليلة ممسكة هاتفها وتحاول ألا تتصل به لتطمئن عليه أو لتخبره بأنها تتزوج فيدعو لها بالبركة ويبشرها بأن القادم أجمل ... ولكنها حقا لا تقوى على الإتصال به , كيف يمكن ان تخبره بأنها لم تعد له وبأن كل شىء قد إنتهى ؟؟؟
جاء يوم الزفاف وكانت كما حلمت به دوما , فالفستان الأبيض يبدو رائعا عليها كما قال لها حبيبها وذلك الشعر الأسود المنسدل على الفستان وكأنه ليل دامس يعانق نور الصباح وهوا يقبل شفتيها ووجنتيها الرقيقتين ... ما هذا ؟؟؟ لما تذكره الآن ؟؟ هل تتمنى التعاسة فى أسعد أيام حياتها ؟؟؟ إن هذا اليوم لن يتكرر فلتحاول أن تعيش فيه السعادة كما لم تعشها من قبل تسمع صوت الزغاريد والموسيقى لتخبرها أمها فى فرحة بأنها قد تم عقد قرانها منذ ثوان وأنها الآن زوجة ... تصدمها الكلمات ... فلم تكن تعلم أن كلمة ( زوجة ) من الممكن ان تكوون محملة بكل تلك المسؤلية والهموم والتعاسة ... كيف يمكن لغيابه من حياتها وغياب دوره كحبيب وخطيب وزوج ان يؤثر على معانى كل تلك الأشياء ؟؟؟
جلست بجوار زوجها بين المعازيم على كرسيين متلاصقين وكانت ( الكوشة ) كما حلمت بها دوما تزينها تلك الورود الحمراء التى إعتاد حبيبها أن يحضرها لها دوما والأرض مغطاة بأوراق الورد الأبيض ( البلدى ) الذى أخبرها عنه فى يوم الأيام أنه يؤمن بأن هذا الورد لم يخلق إلا لكى يزين شعرها الأسود اللامع ... لطالما كان يعشق خصلات شعرها ويضع بها دوما وردة بيضاء بعد ان يقبلها
لم يعد هذا هوا الوقت المناسب للحزن على ما مضى ....
فالوقت يمر وينتهى الفرح وتتجه مع زوجها الآن إلى عش الزوجية السعيد ...فى هذا الشارع طالما كانا يسيران ويتشاجران كثيرا كثيرا وهنا على تلك المقاعد المطلة على النيل كانت لهما جلسة سويا ... تسير السيارة مسرعة لتتوقف أمام منزلها وتتعالى أصوات الفرحة والسعادة وتتجه أنظار الشارع كله وسكانه إليها لتنظر إليها فى سعادة ... لما تشعر بذلك الشعور البغيض ؟؟؟ لما لا تشعر بالفرحة ؟ لما تشعر بالخجل لأنها تسير مع رجل غريب ؟؟ أليس هذا هوا زوجها ...؟؟
تتقدم معه إلى بوابة المنزل ليحاول الإقتراب منها ليحملها صاعدا إلى شقتهما فى الدور الثالث ...تحاول الإبتعاد تحاول أن تمنعه ... ولكن بلا فائدة ... ثم يلتفت بها نحو أصدقاؤه وأهلها ليصيح البعض ويصفق البعض الآخر وتتعالى الزغاريد ثم يلتف ليدلف بها من باب المنزل ويحملها إلى شقتهما ويدخل بها ليغلق الباب خلفه ...
تشعر وكان صوت الباب هوا صوت ألف بوابة تغلق على ماضيها وذكرياتها الجميلة وأحلامها بالسعادة والفرحة مع من تحب ,, تدلف إلى غرفة النوم وهى تسمع منه الكثير والكثير من الكلام المعسول ولكنه لا يحرك فيها شىء وكأنها أصبحت فجأة قطعة من الحجر التى لا تحمل إحساسا ولا قلبا بداخلها ... تجلس على سرير غرفة النوم المذهب وتلك اللحظة السحرية التى حلمت بها منذ أيام المراهقة ... يقترب مها زوجها محاولا أن يلمس يدهل لتبعد يدها عنه فى فزع وخوف ليقول لها مهدئا : متخافيش يا حبيبتى
ويحاول مرة أخرى أن يمسك بيدها ... ولكن ليس كما تعودت وليس كما أحب وليس كما كان يمسكها حبيبها ويشابك أصابعهما ...تحاول أن تطرد كل تلك الأفكار من بين عقلها , فلتركز على شىء واحد , وهوا أن تجعله يحصل على أقصى ما يتمنى منها لعله يتركها فى حالها كما تتمنى ويجلب لنفسه السعادة ولأهلها السعادة التى حلموا بها لها بأن تعيش فى بيت جميل مع شخص هم من يختارونه وليس هى ... يحاول أن يقترب من شفتيها بقبلة لتغمض عينيها وتذكر تلك المرة الأخيرة لها مع حبيبها ... كيف كانت بين يديه وكيف كان يلامس شعرها وأنفاسه تقترب من جسدها ليقبل شفتيها ... الآن فقط أدركت بأن كل ما كانت تصفه بأنه (وحش وغلط) بينهما ما كان إلا شيئا خياليا لا يمكن الحصول عليه بسهولة فى تلك الحياة ... ليتها لم تفارقه لحظة ولم تغلق معه الهاتف غاضبة ولم تضيع منها كل تلك الساعات التى تركته فيها وذهبت لتنام أو لتهاتف إحدى صديقاتها ... الآن حقا هى تحتاجه وتحتاجه هنا فقط , إن إقتراب زوجها أو ذلك الرجل أيا كان ما يصفه ذلك المجتمع فهوا كسكين نارى يلامس جسدها ويقطع فيها إربا إربا ... تشعر بلمساته على جسدها وكأنها الجحيم ذاته ... تدعو الله من قلبها بأن يحصل على ما يشاء من جسدها ليتركها تنام فى حالها ... تدعو الله ألا تصرخ ولكن بلا فائدة تتعالى صوت صراخها وآهات الألم ... تحاول ان تكتم صوتها قدر الإمكان لأنها تشعر وكأن الدنيا كلها تنصت إليها فى تلك اللحظة وحبيبها يجلس هنالك وهى لا تريده أن يعلم بان إنسانا آخر قد دنس جسدها ... لم يزد زوجها هذا الصراخ والآهات سوى قوة فى فعله بجسدها ومتعة أكثر له تشعر بالإشمئزاز مما يحدث لجسدها فى تلك اللحظة وتتمنى لو ماتت ألف مرة قبل أن تحيا تلك اللحظة المهينة ... يحتضنها زوجها ثم يتركها على جانب الفراش ويخرج إلى الشرفة نصف عارى ليدخن إحدى سجائره ... لما تكره الآن رائحة التبغ المحترق وهى لطالما عشقتها من حبيبها وقد كان مدخنا شرها ؟؟؟ لما لا تحاول أن تقوم من مكانها لتتناول كوبا من الماء أو تصفف شعرها أو حتى لتغتسل ... لا تدرى ولكنها تغمض عينيها فى هدوء وتضع يدها أسفل خدها وتضم ما تبقى حيا من جسدها فيما يشبه وضع الجنين وتحاول أن تنام والعديد من الأسئلة والألم تطرق باب عقلها وقلبها كيف لذلك الرجل أن يحصل عليها وعلى ما لا تمنحه هى له بإرادتها ؟؟؟ ...... ولو كان بإرادتها فلن تمنحه شيئا ولا حتى نظرة من عينيها .... إنها لا تنتمى له بالمرة بل تنتمى إلى شخصا آخر ... شخصا فارقته ويدعى ( حبيبى ) ...
تم الجزء الأول ,,
إهداء إلى كل من تسول له نفسه أن يقرأها ,,,
وإلى الملهمة وإلى بطلة القصة ...
شاب فقرى

السبت، 4 يونيو 2011

عاصفة السعادة ل २३ ثانية



دايما عشان أفتكر موقف بالتفصيل بأخد صورة ... ليا أو للمكان او لشخصية مؤثرة فيا وفى الموقف , لازم يبقى فى حاجة جنب ذاكرتى الفولاذية ودقة ملاحظتى تفكرنى باليوم أو الموقف ... غريب إنى أصور فيديو بدون قصد , مبتحصلش لأنى بصراحة بكره الفيديوهات الشخصية لأنها بتبقى مليانة تفاصيل لكل الناس , أى حد ممكن يمسك الفيديو ممكن يلاقى تفاصيل من كل حاجة سواء الصوت أو شكل اللى فى الفيديو أو حتى الدوشة وتأثير الهوا واللبس والجو المحيط ... كل دى تفاصيل بتتخزن جوانا كبشر كل يوم فى كل المواقف اللى بنمر بيها ... بتتسجل جوانا وبتتحفر ومش بتتنسى حتى لو قررنا ننسى ...يمكن فى تفاصيل كتير فى حياتك مش ملم بيها ولكن ...تحت تأثير عوامل معينة تقدر تستعيد لحظات كتير جدا من حياتك ... وفى حالة رغبتك فى الإحتفاظ بذكريات معينة فدا سهل جدا لأن كل التفاصيل اللى بتمر عليك بتبقى عامل زى واحد عمال يلم ورق ويرميه فى أوده ضلمة ومش عارف كل حاجة بتاعت إيه وخاصة بإيه ... لكن مع ترتيب الأجداث وتصنيفها جوا دماغك بشكل سليم تقدر تفتكر كل حاجة مهما كانت بسيطة أو ملهاش لزمة او حتى مهما كان كم المعلومات دا
***
الفيديو ممكن ينقلك إحساس حقيقى من خلال صوت شخصية معينة أو من خلال أغنية كانت شغاله عالبحر أو منظر النيل أو البحر فى اللحظة اللى إتصور فيها وكمان الوقت والمناسبة , ناهيك طبعا عن صوت الطرف التانى أو الحدث أو الموقف اللى بيذكرك فيه الفيديو وهل هوا بيعبر عن فرحة شديدة ولا قلق ودا كله غير شكلك فى الفيديو دا ... ممكن تحس إن اللى كان فى الفيديو( إنته يعنى ) ومبتسم دا هوا حلم حياتك كشخص إنك تعيش سعيد وتبقى زيه ... بتتمنى لو إتحبست جوا اللحظة دى مدى الحياة ... سعادة أبدية ومش مهم مبدأ الإستمرارية عذاب ( سنة الحياة هى التغيير وهوا اللى بيمنح لحياتنا معنى والإستمرارية ومعايشة نفس الشىء أو الإحساس للأبد فهى قتل لكل ما هوا جميل لانه بيصبح مجرد شىء روتينى وعادى وبيفقد قيمته إذا لم تشعر بكل لحظة فيه وبسمو الغاية اللى بتسعى ليها) وبتتمنى لو تعيش الموقف تانى وتسمع الصوت للهوا والكلام وكل حاجة ... والإبتسامة وعاصفة السعادة اللى بتمر عليك وبتعيش فيها ومن خلالها حلم لا يمكن يتكرر أبدا
***
كل شوية يشتغل الفيديو وقلبك وحياتك تتحرك من جديد
فيديو تلاتة وعشرين ثانية من الزمن
عاصفة من السعادة والحب والعطاء والفرحة
عمر تانى
تصوير الفيديو نفسه كان غلطة
ولكنى
فرحان بالغلطة دى جدا جدا جدا
تحياتى
شاب فقرى