السبت، 1 مايو 2010

بيت اللعب (( الحلقة الأولى ))

لم يعرف فى حياته معنى حقيقى لكلمة الأراجوز ولا يعرف مصدرها ولا معناها ولا حتى أنعم الله عليه فى صباه أن يشاهد الأراجوز مثل بقيت الصبية فى الأرياف ,كل ما كان بشغل باله وهوا طفل كيف يمكن لرجل أن يقلد صوت الأراجوز ويقلد أصواتنا أخرى كثيرة مثل صوت الغازية أو صوت ام السعد الغسالة او صوت الغفير الذى يعكنن صفو عيشة الأراجوز دوما
لم يدرى وهوا طفلا أن حياته ستكون مثل قصة حياة الأراجوز ولا حتى حلم يوم بأن يكون مثله
فلقد كانت نظرته لصانع الأراجوز وطريقة تقليده انها فكاهيه دوما و عندما يشاهده ( هيموت من الضحك ) وأنه يجب ان يتوفر له (( تلاتة تعريفة )) يعطيها للأراجوز لكى يسمح له بالمشاهدة والضحك
كان كل ما يهمه فى الحياة هوا الضحك والنوم والجرى فى (( الغيط )) بين سنايل القمح التى تدوما لا تلسع إلا فى القفا ولا يدرى لما لم يصيبه مثل بقيت الصبية شوكا منها فى عينيه بل كان كل ما يهمه هوا كيف يغطى تلك المساحة الكامنه خلف رأسه المسماه ب (( القفا ))
لم يهتم بالتعليم ولكنهم كانوا يلقبونه بالعفريت لأنه الأذكى والأكثر تفوقا بين زملاؤه
كانت دوما طوابير أقرانه تقف أمامه طالبين منه (( حلللى الواجب يا سماعين )) لأنهم يدرون جيدا أن خرزانة الأستاذ عبد الباسط ستنطلق فيهم بعد قليل مدا و (( عبطا )) على مرأى ومسمع من كل من بالمدرسة , حتى (( سماعين )) نفسه إستيقظ ثلثى الليل تحت عمود النور فى الطريق الزراعى لينهى الواجب الذى لا ينتهى أبدا وتحمل ضرب أباه على عودته متأخرا ولكن هيهات هناك فرق بين ضرب الأب و خرزانة الأستاذ عبد الباسط
كان دوما يشعر بأن له هيبة مخفية مهما ضربه كل المدرسين من أجل الواجب ومهما لسعته سنايل القمح على (( قفاه )) كان يشعر دوما بأن كل هذا لا يمكن أن ينال منه ولا يقترب من كرامته قيد أنمله
ربما لم يدرك جيدا معنى الكرامة للرجل فى ذلك الوقت
فكان يظن ان الكرامه هى أن أن يكون أفندى محترم يسكن بالبندر ويزور العائلة كل شهر وان الوظيفة الحكومية هى كل ما يمكن أن يوفر له الكرامة والمال والأسرة والزوجة بل و (( حتة أرض )) يقيم بها منزلا كمنزل المهندس الزراعى فى قريتهم
كان يظن أن فقدان الكرامة فقط يكون بالضرب على مرأى ومسمع من أقرانه فى المدرسة , أو ربما يكون فى الفشل فى المدرسة وأن يعمل كالأراجوز يسلى الأطفال ويلقى النكات
وكبر سماعين وكبرت أحلامه معه ولم يملك المال الكافى ليلتحق بالجامعة ولم يكن يطمح فى أكثر من هذا من (( علام )) كان فقط يريد الوظيفة الحكومية والبيت والأسرة ولهذا فقد قبل أول وظيفة جاءت إليه كحاجب فى المحكمة فهى وظيفة تحمل الكثيروالكثير من الكرامة كلمة واحدة منه وتقف القاعة كلها على أثرها
كان يشعر فى لفظ كلمة (( محكمااااااااااااة )) أنه الآمر الناهى فى حياة هؤلاء العباد ولكن كل هذا كان يزول بمجرد دخول القاضى وجلوسهم مرة أخرى ,كان يشعر بأن كرامته ناقصه شيئا ما
بأن هناك شىء يفتقده فى حياته لا يمكن له أن يجده فى أى مكان آخر ...

إنتهت الحلقة الأولى
شاب فقرى