الثلاثاء، 31 يناير 2012

قوس قزح : المحطة الثانية

دع العالم من حولك
ولا تفكر فى شئ
ولا تشغل بالك بالدنيا
ولا تعبأ بما قد يحمله لك الغد من آلام
فقط دع كل هذا وتعالى معى فى طائرة الأماني
لا تفكر كثيرا أرجوك ...
دع الدنيا تقبع أسفل أقدامك وتعالى معى
قاطعت كل أفكاره وكل كلماته الحزينة لتسأله فى شوق
: تتمنى إيه ؟؟؟
باغتته بالسؤال فلطالما سأله للكثيرات ولم تسأله إحداهن أبداً أو تفكر وتعبأ بما يتمنى ,,,
ليرد عليها فى دهشة وحب
: حقا ,, عايزة تعرفي أتمنى إيه ,,, شوفى بنفسك
ونظر في عينيها و تشابكت أيديهما فى شوق ~
لتبدأ حكاياته التى لا تنتهى ,,,
***
هوا : إذا تمنيتى سأمنحك أبدية من السعادة فى ليلة واحدة .
هى ( بإستغراب ) : كيف تكن أبدية و فى ليلة واحدة ؟؟؟
هوا : لأنها ستكون فى عقلك ومخيلتك للأبد كجزءا منى , قدراً من السعادة يختبىء بين ثنايا عقلك و تحميه جدران قلبك , جزءاً منك لن تسلبه منك الأيام أبدا .
إكتفت بإبتسامة هادئة خجولة وبإيماءة برأسها عن قبولها وتمنيها لتلك الأبدية فى ليلة واحدة .
***
المحطة الثانية :
كانت آشعة الشمس فى ذلك اليوم خابية قليلا يحجبها بعضا من السحاب وكانه قد علم بأنهم سيسرون من هذا الطريق وكانت تنعكس على زجاج السيارات ونوافذ البيوت الملونة فى تلك المدينة العتيقة التى تحمل الكثير مع العراقة و معانى أبدية الحب فى شوارعها , حيث تشابكت أيديهما وتعلقت هى بكتفه من شوقها إليه فيحسبها الناظر إليهما تخاف عليه من فراقها ولكنها فى الحقيقة تدرك جيدا بأنه سيقضى عمره بجوارها ولن يتركها ليلة واحدة مهما كانت الظروف والأسباب , سيغضب بين أحضانها , سيفارقها ويظل ممسكا بيديها , سيمحو إسمها من دفتريومياته ليكتبه على كل لحظات عمره , سيغترب عنها وهى معه , تعرف حق المعرفة كيف يحبها وكيف ملكت قلبه , اما إذا نظرت إليه هوا أثناء سيره معها سيخيل إليك أنه مجرد عاشق عادى مثل كل العشاق فى كل الروايات ولكن إذا نظرت إلى لمعة عينيه و كيف تشابكت يده بيدها داخل جيب معطفه وإذا نظرت إليه وهوا يحادثها ستعرف حقا كيف يكون الحب وكيف تكون عاشقاً حقاً , لا أحد يمكن أن يلوموها على كل هذا العشق فلقد تشابها فى الكثير , وكأنهما جزئين من شىء واحد إسمه الحب , مقدر لهما أن يجتمعا مرة أخري مهما فرقت بينهم الأيام والحياة , إستمرا فى سيرهما فى تلك الشوارع العتيقة حتى وصلا إلى ميدان تلك المدينة تتوسطه نافورة كبيرة عليها تمثال لزيوس إله السماء يحمل فى إحدى يديه صاعقة وعلى حافة النافورة تماثيل مصغرة لإلهة الجمال أفروديت وإله البحر بوسايدون وإله الحب كيوبيد وقد إجتمعوا كل فى طرف , وهنالك بجوار تلك النافورة وقفت فتاة صغيرة تحمل الورود , فما كان منها إلا أن جذبته من يده وسارا معا إلى تلك الفتاة
هوا ( يسألها فى مرح ) : ما رأيك فى تلك الوردة البيضاء ؟
هى ( فى دلال وتردد ) : جميلة ولكنى .. أريد تلك الوردة الحمراء ..
هوا :أتعلمين أن الورود البيضاء تعنى الولاء والوفاء وحب أبدي
هى ( تحاول إثناؤه عن رأيه ) : أتعلم أنت أن الورود الحمراء تعنى شوق وعشق وفرحة
الفتاة الصغيرة تسحب وردتين من أمامها إحداهما بيضاء والأخرى حمراء وتعطيهما له قائلة ) : خذ وردتين لهذى الجميلة ف وردة وراحدة لا تكفي لمثل كل هذا الجمال
يأخذ الوردتين ويدفع للصغيرة ويربت على رأسها ويلتفت لحبيبته وعلى شفتيه إبتسامة حانية ليضع لها الوردة الحمراء فى شعرها ويقبل الوردة الأخرى ثم يمنحها إياها لتبتسم فى خجل وتربت عليه فى حنان وحب ليكملا سيرهما معا إلى مطعم هادىء فى أحد أركان الميدان ليدلفا معاً إلى الداخل ويصعد معها إلى الطابق الثانى حيث تخترق آشعة الشمس النوافذ لتصنع جوا ساحرا مع موسيقى راقصة تسبح فى سقف المكان , يخلع عنها معطفها فى هدوء و يسحب لها كرسيا ويجلسها ليحدق فى عينيها ويتأمل وجهها الرقيق والوردة بين خصلات شعرها وعينيها التى تسحره وتشعره بأنها نوافذ على أعماق روحها وهوا الوحيد الذى يستطيع أن يطلل منها وينشر منها البهجة والفرحة والسرور بداخلها لأنه هوا الوحيد الذى طرق باب قلبها برفق ومنحها ما تتمناه من الدنيا كلها , تحاول أن تهرب من عينيه فلا تستطيع فتعودد إلى عينيه مرة أخرى بلا أمل فى الهرب إلى أى مكان فى الدنيا , يعلو صوت الموسيقى فى المكان لتبدأ أغنيه راقصة هادئة فى المكان فيقوم هوا من جلسته ويمسك يدها ويجذبها لكى ترقص معه لتتمنع فى البداية قليلا ثم تقوم معه ليمسك يدها اليمنى بيده اليسرى ويحيط خصرها بإحدى ذاعيه فتخبره أنها لا تستطيع الرقص ليقول لها فى هدوء ( هعلمك ) ثم يرفعها قليلا عن الأرض ويخبرها أن تصعد بطرف حذائها على حذائه لتفعل ما قال ويبدأ فى الرقص معها و تريح رأسها على كتفه وتهيم مع الموسيقى يبدأ حديثه معها ويخبرها كلمات ليست كالكلمات لتنسى الدنيا كلها , إلى أن تسمع صوت قطرات المطر على النافذة لتفتح عينيها وتجذبه من يده مسرعة ليهبطا معا فى الطريق بين قطرات المطر وتتقافز فى المطر كطفلة صغيرة فرحة ويبتسم ليضمها ويرقصان معا , لتصرخ فى فرحة وبصوت عالى : ( بحبك ) ليبتسم هوا فى فرحة ويحملها من خصرها ويرفعها فى الهواء ويقربها منه لتصبح وجهها أمامه ليقبل شفتيها ويهمس فى هدوء : وأنا أعشقك ,,

إنتهت المحطة الثانية ...
شاب فقرى
إليها : ...
ملحوظة ليومياتى الغالية : ضرسى إنكسر وأنا أكتب هذا البوست

ليست هناك تعليقات: