الخميس، 14 مايو 2020

عزيزي سالم ٢

صديقي العزيز ،
بعد التحية..،
وصلني خطابك اليوم وآلمني كثيرا ما طالعته بين السطور من لعنات وسباب ، من الواضح ياصديقي أنك نسيت الكثير عني ، ربما لأننا إفترقنا وربنا لأنه ما عاد بي طاقة للمنازلة معك في ساحات الكلمات او في أرض الواقع ، تري ما الذي وجب علي فعله حين جاءتني طعنات قاتلة ممن حولي ؟ ، أرجوك ألا تبارزني بالكلمات في نوبة غضب وألا تدعو نفسك الإله الغاضب مرة أخري ، فياصديقي العزيز سنظل رفيقين وحتي وإن رحلت ( مثلما فعلت منذ زمن بعيد ) ، وحتي وإن غسلت دمائي أسفلت المدينة ، أنت تعلم دونا عن الجميع أنني لست ملاكا لكني أسعي لكمال لا أظنني سألقاه يوما ، ذلك الشعور بأنك صرت أروع ما يمكن من ذاتك ولكني مثلما أخبرتك وأخبرت كل أصدقائنا مريض بالكمال فحتي لو صرت مثاليا فلن ترحمني نفسي وسترجمني مثاليتي في ساحة المدينة لأنه حتما هنالك شيئا ينقصني ، طالعت كلماتك بشغف بعد طول غياب يا صديقي لكني تهت وظللت حائرا ، كيف تنسي ليلة الموت التي شارفت علي الموت فيها ؟ كيف تنسي اليوم التالي ودمائي تملأ الغرفة ؟ ستخبرني أنني أحمق وكان لابد لمثاليتي أن تنقذني من خذلان الناس وظلم الأقربون ، حتي ياعزيز وإن لم يظلمني أحد ، مازال رد فعلي مرهون بإختياري وإختياري فقط ، تري من يرحم نفسي المكسسورة ؟ إن لم أكن بها رحيما فلا فائدة ترجي من الدنيا ومن كل ما نعيشه فلو لم ينصر كل منا نفسه فقل علي الدنيا السلام ، أطلب منك فقط أن تمنحني هذا الحق الذي منحته لنفسك ، إذا أردت يوما أن تنعتي بأفظع الصفات فلا تنسي ما فعلت لك من خير ولا تنسي كل تلك السنون التي بقيت فيها أصارع خلف دفة السفينة بينما ظللت أنت نائما وكن علي يقين أن دفاعي عن ذاتي أمامك لا داعي له ، فلا أنتظر منك شفقة ولا رحمة ولكن ياصديقي أرجوك رجاءا واحدا ، أن تدعني أرقد بسلام   فما كنت لك سوي نعم الرفيق ،بين سطور خطابي هذا تجد أسباب عزلتي وأيضا أسباب تركي لمنصبي كباحث عن الكمال ، الكمال وهم ياصديقي ورعونة مثاليتي لم تجلب لي سوي الألم ، تمني لي ليلة سعيدة وأحلام لا صراع فيها فما بي وبنفسي يكفي يا عزيزي وأدعو الله لي فأنا لا أملك صديقا سواك 
تحياتي ومحبتي 
صديقك سالم 

ليست هناك تعليقات: