الخميس، 9 فبراير 2012

مواجهة ( إنت متعرفش )

برا الموضوع
(
أما إنتى جميلة
***
الآن عرفت الفرحة
***
قال لها : سنموت عشقا
ردت عليه وعيونها دامعة : سنموت , سنموت .
وكررتها حتى ماتا
***
نظر لها وهوا يبكى منهارا والدماء تنزف منه :
هوا ليه يا حياة كل ما بشوفك عيونى بتتملى دم ؟
ومات
***
البطل دايما بيموت ...
)


بداية المشهد :

( غرفة مظلمة لا يوجد بها أى أثاث سوى كرسيين من النوع المحبب للبطل لاداعى لوصفهما والكرسيان متواجهان وبينهما طاولة صغيرة تحمل مطفأة سجائر بها سجارة مشتعلة من النوع المعتاد لبطل المشهد الأول وكوب قهوة يحمل خمس ملاعق سكر يخص نفس البطل الأول و على الجانب الآخر يوجد كوب يحمل خليطا من الفودكا والويسكى الأحمر يخص البطل الثانى و بالمطفأة أيضا سيجار من النوع الفاخر الذى يحبه البطل الثاني ... يجلس الأول فى حزن الدنيا كلها يمسك بالسيجارة وكوب القهوة والثانى يجلس أمامه وعلي شفتيه إبتسامة شامته و يرتشف بضع رشفات من كوب الخمر الذى أمسكه فى يده اليسرى وفى اليد اليمنى السيجار ثم يبدأ الحديث بينهما لتنطفىء كل الأنوار على المشهد ولا يتبقى سوى دائرتين من الضوء حول كل كرسي من الكراسى الجالسين عليها ليزفر الثانى زفرة شماته ويرفع حاجبه وهوا ينظر للأول فيلتفت الأول إليه ويترك فنجان القهوة ويمسك سيجارته ويبدو على ملامحه كأنها عاصفة من الغضب والحزن سويا تظهر فى كل تفصيله من تفاصيله ليشعر الثانى وكأن الأول سيشتعل نارا من الغضب والحزن إلا أنه يحاول الحديث ليرفع الأول يده المليئة بعلامات الحروق فى وجهه ويبدأ الحوار ...)

الأول : مش من حقك تشمت فيا لأنك متعرفش حاجة , أو مش هتفهم حاجة , أو مش هيغير موقفك اللى هقوله بس هقوله على كل حال

إنت متعرفش معنى إنك تتعب وتتعب وتحاول وتتعب وتحاول تحاول تحاول تحاول وفى الآخر متاخدش حاجة وتلاقى نفسك لوحدك

إنت متعرفش إحساس إنك تكسر نفسك وتيجى على نفسك عشان حد

إنت متعرفش إحساس إنك تطلع كل الخير والحلو اللى جواك عشان اللى قدامك يشوفك حلو ويحبك وفى الآخر يسيبك ويرفض يحارب عشانك أو يهتم بنفسه بدل ما يهتم بيك إنته

إنت متعرفش معنى إنك تفضل ماشى ليل ويا نهار وفى الاخر متوصلش لاى حاجة لان الطريق اللى مشيت فيه مكانش فيه غير الوجع

إنت متعرفش معنى إن حد يقسى عليك لدرجة إنه يفضل صورته قدام نفسه أكتر ما يفضل إنك تبقى كويس او بخير

إنت متعرفش معنى إنك تروح ترسم لحد خط وتقوله لو عديته هتكسر نفسك عشان خاطرى وتبقى عامل دا عشان نفسك فى مرة بجد ييجى على نفسه عشان خاطرك وفى الاخر ميعبركش ويهتم بنفسه ويقف ورا الخط ويقولك آسف مقدرش اعديه ويسيبك تتألم لوحدك

إنت متعرفش معنى إنك تبقى بكل الضعف اللى فى الدنيا وفى نفس الوقت تتشاف بكل القوة اللى فى الدنيا لمجرد إنك بتحب حد أو بتختار إختيار صح يحمى حد بجد

إنت متعرفش معنى إنك تحكى حكاية قبل النوم تجيب معاها أمان الدنيا و دايما على طول بتقضى الليل لوحدك ولا تعرف إحساس الأب وبنته ولا تعرف إحساس الوجع اللى بيعيشه لما متبقاش هنا وهوا فى عز كبره وغروره إنه مستحيل يناديها لأنه أكبر من كل دا وبيبقى كأنه بيحرق نفسه بالحرف , تعرف أصلا النار ؟؟

إنت متعرفش إزاى بجيب الأمان ولا بجيبه منين ولا الذكرى اللى بتمنحه وفى نفس الوقت بالرغم من صعوبة الأمر الناس بتدنس الذكرى وتضيع إحساسك وتقتله أحيانا لما تسيبك لوحدك

إنت متعرفش قد إيه إحساس أو طاقة بتطلع منك لما تقول بحبك

إنت متعرفش متعرفش قد إيه النار بتلسع

إنت متعرفش معنى إنك تبقى مع إنسانة بتحبها وتمنع نفسك وتكبت نفسك وتحرق نفسك عشان تحميها وفى الاخر تبص لكل اللى بتقوله على إنه كلام فكسان

إنت متعرفش فبالتالى سيبنى أنسى عشان أنا كمان لا عايز أفتكر ولا عايز أعرف ولا عايز حاجة ...

(( يقوم الثانى من مكانه ويحمل فى يده السيجار وكوب الخمر ليتقترب من الأول حتى يشم الأول رائحة الخمر فى أنفاس الثانى ليحاول الإبتعاد ولكن الثانى يستمر فى إستفزازه ليجذبه من كتفيه ويصرخ فيه قائلا ))

الثانى : يمكن مكونش عارف دا كله , لكن من الواضح إن دى النهاية لإن مفيش نهايات سعيدة ... نسيت كل كلامى اللى قلتهولك عن إن النهايات السعيدة هى نهايات القصص التى لم تنتهى بعد ونسيت إن محدش بياخد كتير أوى كدا إلا وبيبخل أوى كدا وبيتحول لطفل صغير بيحاول يمسك الدنيا كلها فى إيده وبيلعب بكل حاجة هوا فاهمها ومش فاهمها لحد ما فى لحظة بيكسر كل اللعب من كتر ما زهق منها , ويمكن فى الأصل اللعبة المفضلة له مكانتش مفضلة ومكانش بيجمعه بيها حب أصلا , فوق يا صديقى

(( الأول يدفعه بعيدا عنه لينسكب بعضا من الخمر على ملابس الثانى ليقذف الثانى كوبه على الحائط قائلا فى غضب .))

الثانى: برده بتعاندنى يبقى لازم تدفع التمن فى كل مرة تعاندنى فيها وأنا على فكرة مش عايز أعرف كل دا .
( يترك الثانى الأول ليجلس فى الغرفة وحيدا ليعود الأول إلى كرسيه ليتناول فنجان القهوة الملىء بقطع السكر ويمسك سيجارته التى شارفت على الإنتهاء ليدخنها ويشعر بلهيبها على أصابعها وبنارها بداخل صدره ليزفر زفرة قوية منها فى عز البرد ويصرخ قائلا : آآآآآآآآآآآه )

إنتهى المشهد الأول
أو
ربما الحكاية كلها

شاب فقرى

هناك تعليق واحد:

Sally Ahmed يقول...

مفيش كلام يتقال
تحفه