هدايا

 في ناس مش فاهمه انا ازاي قدرت اتقدم ، بالرغم اني عايش في نفس المكان وبعمل نفس الحاجات وباكل في نفس الاطباق وازاي بتحب حاليا وسعيد مع حبيبتك ودا سالني فيه اكتر من حد من القريبين مني ازاي قدرت اتقلب ازاي قدرت اتحرك 

كان بصراحة اعظم حاجة خليتني اقدر اتحرك هوا بعدي عن مجتمع الفلاحين وناقلين الاخبار 

عرفت بلاوي كتير ودا خلاني لازم افوق من وهم القصة الكبيره والسنين والمش عارف ايه 

من كتر القسوة والجحود حتي اللي لقيتهم من اقرب الناس ليا حتي صحابي ، فجاة انعزلت وبقيت لوحدي ، في الاول الوضع كان مستحيل وكل يوم بانيك اتاك وكل يوم تعب وكل يوم عياط وقهر ، مع الوقت دموعي نشفت ومتبقاش غير القلق الشديد وبعدها اتبقي البانيك اتاك وبعدها اتبقي قلق خفيف وبعدها كل حاجة فجاة اختفت

انا بقيت مش مهتم غير بالناس اللي بتحبني بجد ، صحاب قليلين جدا ، تركيز عالي عالشغل وضع اهداف حياتيه مهمة زي التعليم وسداد الديون وبناء حياة مستقره نقاشات كتير بالساعات مع اسراء وناس تانية ساعدوني اقف علي رجلي 

ساعدوني اني اعرف افرق بين الوهم والحقيقة زي ما قلت ، استخدمت تقنيات كتير في التفكير وتقنيات تانيه عشان اقر افوق عقلي وقت ما يقع واعمل حاجة غلط زي مكالمة او لف في الشوارع وربنا ساعدني بانه بعد عني مصادر القلق والاخبار وانا قاطعتهم ، صحاب كانوا ساكنين جنبي ومشيوا ومتبقاش غيري ، معارف وقطعت صلتي بيهم والاعظم من كل دا الشلة المزيفة المقربة قطعت معاهم كلهم 

بقيت وحدي 

ومن هنا لما كل حاجة اتهدت ابتديت ابني ، ابتديت اهتم بحياتي وجسمي وصحتي واكلي وشربي ونومي وساعات المذاكره والفسح والشغل وكمان مبقتش مهتم افكر في الوهم بقيت عايش اللحظة علي حقيقتها 

زمان كنت بمشي في الشارع اقول يارب اعرف اعيش زي الناس الطبيعيين بدون قلق وبانيك اتاك وكنت بقول هي الناس دي عايشه ازاي ، ايه احساس انك تعيش متطمن 

دلوقتي عرفته 

بقالي كذا شهر عايش في دا 

ويمكن من اعظم الهدايا اللي منحهالي الناس انهم منعوا التواصل ، الناس دي لو بتكرهني فعليا مش هتعمل كدا ، لان ببساطة منع التواصل خلاني مش مشتني حاجة مش قاعد جنب الموبايل مش قاعد بتابع اي اخبار او اي حاجة ، خلاني عارف ان الواقع مش هيتغير وان مفيش غير طريق واحد بس هوا القبول ، خلاني عارف ان مفيش مكالمة او صوت او ذكري هتفكرني باي حاجة ، دا خلاني اقوي مع الوقت ، خلاني حرفيا نسيت سنين بالكامل ، حتي الشوق والحنين اختفي ، حتي الذكريات الحلوة بقيت بعدي في نفس الاماكن واكل واشرب واعيش وعادي مش بفتكر حاجة غير لو حبيت افتكر ، الناس دي فعليا لما قطعوا التواصل دا بناني ، بقالي فتره تحديدا ويمكن سنة ونص ، كل ما حد يراهن علي موتي ربنا بيكرمني واعيش وبيرزقني وبقف علي رجلي وبيحفظني وبيخلي اي خطوه تتعمل هدفها اذيتي اني ابقي احسن بيها زي موضوع التواصل دا ، لو كان في ولو حتي شباك صغير كان هياذيني  فشخ ويدمرني ويمكن دا اعظم هدية خدتها من اقرب صحابي ومن شلتي المزيفة ومن معارفي ، انهم كلهم اختفوا ، القرب بيعلق ولو حتي شباك صغير وبيديلك امل انما البعد والقسوة والجفاء بينسي وبيخليك اقوي مع الوقت ، انا صحيح مشيت الطريق الطويل عشان اشوف الحقيقة لكن كل لحظة كانت ممتعة عشان دلوقتي مالك زمام نفسي وامري بشكل تام ، مش تابع لحد ولا تحت رحمة حد 

النهارده سالت نفسي سؤال حلو ، هوا لو كنت لوحدي كانت العلاقات دي اتطورت بالشكل دا السنتين تلاته اللي فاتوا ؟ 

لقيت ان محدش كان هيسال فيك ، انت دمك مش خفيف ومش بتقدم لهم كتير ، هما كانوا عايزين القعدة الحلوه واخر اليوم كل واحد يقفل علي نفسه بابه ويعيش كويس  وانت مش مهم 

اللمة كانت عشان القعده الحلوه ، ربنا خلاني قاعد علي الجنب التاني من الترابيزه لسبب وعرفني علي اسراء وشفاني ولسبب ، وضحلي كل غلطاتي لسبب ، وراني الوهم من الحقيقة لسبب برده ودا اهم من اي حاجة تانية ، زي كل شركة دخلتها ومشيت منها وكنت بعدها باخد مرتب احسن وبعلي فالوظيفة وببقي احسن واحسن واحسن ، كل دا بركة ونعمه من ربنا وانا شاكر فضله عليه جدا جدا جدا 

والحمد لله اني وصلت للنقطة دي وخسرت كل الناس دي عالاقل دلوقتي بختار مين يدخل حياتي وبابي مش مفتوح لكل من هب ودب مش مفتوح لكل تريند ولكل موجة في جروب واتس او فيس ولا لناس متعرفش حاجة 

الحمد لله اللي سترني وعرفني بلاوي كتير ونور بصيرتي وفوقني من الوهم وخاني دلوقتي قادر اعيش زي الناس الطبيعيين 

النهارده كنت رايق وانا قاعد وسط صحابي وانا بلعب معاهم وانا مسيطر علي نفسي وعايش عادي رايق وانا رايحلهم بكل حب وانا قاعد اكل معاهم وبعملهم اكل وبنهزر ونضحك ، الحمد لله اللي حفظني وسترني 

اينعم عندي غلطات ومعترف بيها بس ستر ربنا كان اكبر من غلطاتي يمكن عشان كدا سترني وقدرني اسدد كل ديوني واقف علي رجليا في شغل واقامه وصحاب وحب واسره حلوة 

وان شاء الله مكمل 

الف حمد وشكر لك يارب