الثلاثاء، 27 مارس 2012

إلى أميرة سابقة

طاب مساؤك سيدتى
بعد التبجيل لجمالك وبعد الثناء عليك وبعد الشوق ( الذى لم يعد ذا معني ) إلي صحبتك , أكتب بضع كلمات لم تستطع أن تتواري بين خلجات نفسى , و بعد التحية العطرة
وأما بعد كل تلك الأشياء
,,,

قبل أن تبدأ الكلمات فى التراص على أسطري خالجنى الكثير من المشاعر التى لا أدري سببا لها ولا منبعا لها جعلتنى محتارا فى الكتابة , وجعلتنى أعيد التفكير فيما سأكتب , ماذا سأكتب حقا إلى أنثى مثلك , أنثى هى أنت , بضياء هالتك المضيئة كل فجر .. بروعة إحساسك التى لاتصفها السطور و عزتك التى لا تضاهيها الكلمات و غرورك الذى لم يحطه علم بشر بعد ولا يعلم نهايته فى التدمير إلا خالقك , ما الذى يمكن أن تصفه كلماتي إليك ؟؟ بعض الشوق الخالى من المعاني ؟ جزءا من حنين إلى شىء لم يكن ؟ جزءا من أمل إلى شىء تمنيته أن يكون ؟ ربما القليل من الحزن لفراقك أو لعله بعض من أسي الوحدة وال ( لولنة ) كما إعتدت ان أقول لك ؟ لا أدري حقا ما الذى يمكن أن يكتبه رجلاً مثلى ( و إن كان يائساً معظم الوقت إلا أنه رجلاً لم يتخلي عن كرامته من أجل الوصول إليك ) إلى أنثى مثلك ( لم تتحلي بقليل من الوفاء لشىء لا أدري له إسماً فلا هوا عشق ولا هوا شوق ولا هوا برعم زهرة الحب ) إلا أننى سأحاول فى طيات خطابى أن أصف عويل الرياح فى طرقات مدينة بين جنباتى تفتقر إلى سكنك فيها وكأنها أمهات ثكلى تنوح على أبنائها وتنتظرهم بلا قلة فى الأمل و بلا إنقطاع فى الرجاء .
إسمحي لى أن أتأسف قبل أن ألقى بثقل كل تلك المشاعر على أوراقي فلن أناديك اليوم كما تعودت ب ( سيدتى ) لن أمنحك ذلك السمو الذى إعتدتيه منى ووعداً أننى لن أسلبك أيضا إحترامك الذى طالما بهرنى و جعل حروفي تتشكل فى مدح كماله في كل الأوقات , فلم يحدث أبداً أن قابلت إمرأة يعلو إحترامها لذاتها ولغيرها على كل شىء فيها حتى على غضبها , لا داعي لأن أصفك بالكلمات فأنتي ( مثلى تماما فى هذى النقطة ) تعرفين نفسك جيداً وكأنك خالقك , وهذا لا يجعل لشأنك أكثر علواً ولا يمنحك حصانة ضد النقد ولكنه يجعلك بقليل من الأسئلة الواضحة والصريحة صافية وكأنك السماء فى ليلة صيفية وقد خلت من النجوم وبدا روعتها للناظرين إلا أنها برغم ذلك مازالت مجرد هواءا والنجوم ( أسرارك ) مازالت وإن إستطعت رؤيتها لا تمتد لها يدا ولا تدركها كلها أعين الناظرين فالبعض منها مازال بعيدا جدا ولا يمكن الحديث عنه بأى شكل من الأشكال والبعض الآخر ظاهرا لليعان ولكنه لا يمنح دفئا ولا يطيب خاطرا ولكن يمنح أملا يائسا للبحارة فى عرض بحر التعرف عليك , فإسمحى لى بالأسف لأنى اليوم خاصة لن أناديك كما تعودت ولن أعاملك كما تعودت ولن أراكي كما تعودت لأنى من أعظم الذنوب فى نظرى ( أعظم حتى من الكذب ) أن يخفي عني البعض أشياءاً قد تتحكم فى سير الأحداث والأمور وأنتي قد أخفيتي الكثير والكثير حتى أنى سألت نفسى فى غيابك يا هلترى قد عرفتك حقاً أم أن ما مررت به كان خيالاً فى خيال وهلاوس وأضغاث أحلام ؟؟ ولم أجد الإجابة حتى لحظة كتابة تلك السطور .
دائما ما يقولون عنى أننى أمنح الكثير ولكنى أستمر دوماً بذكر ما منحت حتى يمل السامع ويصبح حديثى نوعاً من المن والأذى ولكن أليس من حق من يمنح الكثير أن يذكر ما منحه ويذكر عطاياه للبعض لأنها قد تمثل له الكثير والكثير والكثير , فمن رأيى الشخصي بأن من يمنح بلا حساب هوا فقط من يستطع أن يعدد تلك المنح ويذكرها على سبيل التذكرة بالقصر لا الحصر و وأنا ممن يمنحون الكثير فهنالك بين أسطري منحتك أشياء قد يصعب على أى إمرىء أن يجدها فى الحياة كلها , إختصرت لك الأمان فى كلمات قليلة تدفئك ليلا وصغت لك الحنان فى بضع أحرف وشكلت لك الصحبة فى أسطر تؤنس ليلك أعطيت لك المساحة الكافية لتكوني أنتى وما كان منك إلا أن رددتى على هذا الصنيع منى بإزدراء الصنيع وصاحبه والرحيل بلا سبب ولا داعٍ وكأن من حقك أن تفعلي ما تريدين فى خلق الله وكأن كل ما أخذتيه مني وما منحته لم يكن شيئا يستحق الشكر أو حتى التقدير من جانبك , ها هنا أعاتبك على طريقة الرحيل لا أكثر ولا أقل قبل أن تخرج بقيت أفكاري للعلن ولكى لا أنسى أردت أن أذكرك بكل ما منحتك وكل ما وجدتى عندي وبين جنبات كلماتى وبين ألوان خيالاتى وأحلامى .
ربما أكتب كل تلك الأسطر لأعاتبك وربما أكتبها لأداعب ما تبقي لديك من إحساس يختبىء بين أفكار ومبادىء كالأعاصير لا يقف أمامها رجل إلا وينحنى إلا أنا , لم أتعلم يوماً الإنحناء , فلطالما وصفونى أيضاً بالجنون وأنا أصف نفسى دوما بالعزة والشدة والقوة والبأس والبؤس أيضا , فحتى ضيق الحال فى الرفقة وقضاء الساعات والشهور وحيداً شيئا أستطيع التعامل معه وخيراً لى أن أتعامل مع ما أستطع وأطيق ومع ما تعودت عليه وما لم أتعود عليه من ألم الوحدة عن أن أنحني , أكرر لك أسفي فلن أنحني ولن تنحني كلماتى لك ولا لغيرك , فرؤيتى لكل شىء فى الوجود دوما ما يطغي عليها نظرة المُلك التملك , هل رأيتى من قبل ملكاً ومالكاً يستجدي لشىء أو ينحني ؟؟؟ , لم أكن وثنيا من قبلك لأعبدك ولن أكن مشركاً من بعدك لأعبد ذكراك , سأدعها مجرد ذكرى تسكن إحدي صناديقي وتختفى عن الأنظار وأستدعيها فقط كلما أردت أن أتذكر أنثي مختلفة عن الأخريات .
لكٍ الشهادة مني بأنك مختلفة عن أى إمرأة أخري وبأن وجودك منح لأحرفي روحاً ومنح لكلماتي قلباً ينبض فور كتابتها ومنح لأسطري عبيراً لاحظه كل العاشقين والهائمين فى دنيا الحب إلا أنهم لم يعلموا بأن عشقى يأخذ أعواماً قبل أن يأتى إلى الحياة ويتنفس هواء الحرية ليصير مجنوناً يعيث فى الدنيا فساداً بنشر إحساسه على كل الناس ويؤلمهم بتذكيرهم كيف كانت قصص عشقهم و يقتل الكثيرات بغيظهن لأنه لا يوجد فى الوجود سوي شخصاً واحدا يعشق هكذا وهوا أنا وأنا فقط , لا تدعي أفكارك ترسم لك أنى عشقتك أو أني مغروراً فأنا لست هكذا ولست كذلك وأنتي خير من يدرك هذا جيداً.
دعيني أتحدث عما أعرفه جيداً فى هذي الحياة , فحين يأتي الحديث إلى أن أنثى مثلك مثلك يجب أن يتمسك المرء بما يعرف لكي لا تجرفه الأفكار بعيداً إلى محيطات غموضك فيفنى المرء عمره تائها يبحث عن شواطىء الحقيقة التى لا وجود لها فى محيطات لا آخر لها ولا أول , أكثر ما أعرفه عن أنثي مثلك : أن تقلب مزاجها وهذيانها و عشقها وكلماتها ودموعها و فرحتها و حزنها وإهتمامها مجرد صورة جميلة تبهر الناظرين ولكنها ( وللأسف ) لا تخدع قلباً كقلبي أردتيه يوماً أن يكون عبداً لهواكي وربما لصحبتك ولم يرض إلا بأن يكون ملكاً متوجاً فى غيابك , أعترف أنى بقليل مما شعرت به معك أنجزت الكثير والكثير والكثير , معك تذكرت كيف كل شىء يبدأ بقليل من الإرادة والإيمان , تذكرت كيف أركع لخالقي من جديد لأطلب منه شيئا , تذكرت كيف يكون معنى أن يكن لك شخص فى حياتك بعيداً عن كل الدنيا تفضى إليه بمكنونات روحك , تذكرت كيف كنت أعشق بطهر وبراءة ,تذكرت كيف يمكن لى أن أكون إنساناً من جديد , تذكرت كيف أعترف بذنبي لخالقى وأواجه الحقيقة لأعود نقيا من جديد ,ببساطة عادت إلى الكثير من الأفكار والعادات , فشكراً لك وإن كنتى حطمتى فى طريق هروبك الكثير من الأشياء التى لطالما إعتززت بها إلا أنه يكفينى ما تذكرت وما أنجزت وما أحسست به فى حضورك ولا يهمنى شيئا آخراً , سوي أن تتعلمي مثلما تعلمت وتتذكري مثلما تذكرت و تتقبلي شكري لك بصدر رحب وتفهميها كما تعودتى دوماً بأن تفهمى طلاسمي .
وختاماً فإلى اللالقاء يا سيدة لم تطق صبراً إلى أن تصير جميلة ,
مع تحيات : رجلاً لم يستطع أن يمنحك جمالاً لم تولدي به

بقلم : شاب فقرى