الأربعاء، 9 نوفمبر 2022

Time is now

السؤال اللي كان بيدور في مخيلتي طول الوقت ، هستني لحد امتي ؟ هل اليوم او الساعه بتفرق ؟ كان دايما لما حد يقولي انت جيت متاخر فالشغل او جيت متاخر فالحياة بعتبر ان الشخص دا بيهزر ، احنا ياجماعه حياتنا بسيطة جدا مش مستاهله كل الشد والجذب والقفش دا ، الحياة بسيطة ، زعلتني هقولك ، جرحتك هعتذر ، حبيتك هعترف ، تعبان هعاتبك ، العتاب مش كره دا محبة والسعي للتصليح قمة الحب زي ما بيقولوا ، بس اكتشفت بقي ان التوقيت فعلا مهم في حالات ، بس السؤال المهم لحد امتي ؟ وليه يمر الوقت دا كله بالشكل دا ، تدمير النفسية والحياة والمستقبل الكامل ليا مش حاجة حلوة ، مش شيء تبص له وتقول الله انا كدا علمته الادب او ربيته، هل ينفع تربي ابنك بانك تحرقه بالنار او بانك تقطعله دراعه او تشوهه ؟ 

اذكر فيما اذكر والدي بقسوته اللي عاهدت نفسي اني عمري ما هكون بالشكل دا في بيتي ومع اولادي والانسانة اللي هتعيش حياتها معايا ، فات العمر ومفيش حنية ، مفيش رحمة ، حتي الحنية اللي جت في الاخر كسرت اكتر ما صلحت ، ليه يا حاج ؟ ليه يابابا كدا ؟  ، القسوة الزايدة بالظبط عامله زي التحمل الزائد لشيء فوق طاقتك ، هتوصل لمرحلة في الاخر تجري وتهرب وتخاف علي نفسك من الشخص اللي أذاك ، القسوة المفرطة بتدمر اللي قدامك عشان كدا عمرها ما كانت اختيار بالنسبة لي ، كنت دايما مع اللي بحبهم بتقمص زي الاطفال وبسكت وبكشر ودا اكبر مستوي قسوة عندي ، لان مفيش اكتر من كدا ممكن يفهم اللي قدامك انك زعلان وانك فعلا واخد علي خاطرك ، لكن اي شيء زايد عن كدا بيبقي افترا علي قلب الشخص اللي قدامك ، دي طريقتي في الحياة وعارف انها مبتأكلش عيش وعرفت دلوقتي انها مبتعمرش بيت وان وان وان وان 

الفترة دي لما اتعملي رفد من الشغل  و لما اتلغت اقامتي ولما جالي الترحيل بقيت بسال نفسي هوا لحد امتي ؟ لحد امتي هفضل هنا ؟ لحد امتي هفضل احاول ابني حياة هنا ؟ ما يمكن دا مش مكاني ، يمكن المانيا مش بتاعتي ورزقي فيها خلص ، حتي وانا بحاول اصلح بيني وبين حد حبيته ، لحد امتي ، مش يمكن ربنا مش كاتب ؟ مش يمكن الطريق دا مش ليا ، مش يمكن الشخص دا ربنا مش عايز يجمعني بيه تاني ؟ مش يمكن فعليا الاختيار غلط واني مليش مكان ولا هي لها مكان في حياتي ، ما اصل لو في مكان في حياة بعض مكانش حصل دا كله ، بسمع عن حكايات لناس عاشت وافترقت ورجعوا برغم البلاوي والبدع اللي عملوها في بعض وكم الاذية والخسارة والخذلان والافترا وبقول لنفسي يمكن قصتي زيهم ، يمكن كل حاجة هترجع لكن…  امبارح خلاص اتاكدت اني شخص حالم ورومانسي وموهوم 

للاسف كان عندهم حق لما قالوا اني رومانسي وعايش بمشاعري ويمكن دا عيبي بس انا مش شايفه عيب حتي في عز اوقات المصايب زي دي مشاعري سيقاني ،سبحان الله ، انا مش شايف احلي من كدا ان انسان يبقي بيحس وبيعمل كل حاجة بمنتهي الصدق مفيش احلي من كدا .

مفيش عقاب اقوي من ان عقلك يوهمك بحاجات :

مثلا :  ان في حد بيحبك بس زعلان شوية ومكسور منك وهيهدي ويبقي كويس ويكلمك او تكلمه و يرد عليك 

طيب وكل اللي بيحصل من الم دا او وحدة او عزلة فايدته ايه؟ مفيش صفر ما الاسهل الناس تقعد عالترابيزه وتتناقش وتتكلم وتعبر عن مشاعرها بصدق وتحاول تفهم اللي قدامها ، لزمتها ايه القسوة المفرطة والعزلة دي ؟  

مثلا تاني : ان اللي بيحبك هيجري عليك وقت المصايب ينقذك زي نجدة ربنا من السماء ودا عشان بيحبك بس ومقدر الذكريات والحياة والايام الحلوه والعيشة والدنيا معاك ، مع العلم اني خبيت الرفد والترحيل عشان دا ميحصلش لاني مقتنع ان الشخص لازم يتحرك بناء علي قراره الداخلي ومشاعره حتي مش يتحرك عشان ينقذك 

طيب ولو مجريش عليك ولو مسألش فيك ولو معبركش ؟ ولو حتي مهتمش او مفرقش معاه تدمير مستقبلك وحياتك ؟ 

يبقي انت اكيد مختار غلط او ببساطة الشخص دا مش ليك و مبيحبكش او خلاص مش محتاج تأكيد اكتر من كدا انه مش عايزك او انه مش ليك او مش مكتوب ليك او مش في حساباته اساسا سواء خير او شر وفي الحالة دي لازم تصدق ان مفيش فايده متحاولش والموضوع مقفول زي كل المراسيل اللي قالتلك كدا  

مثلا تالت : توهم نفسك بان  في حاجات تتحدي الزمن وتتحدي الزعل وتتحدي الحياة زي الحب والذكريات الحلوه واللحظات الجميلةوالتضحيات من الطرفين والونس اللي بيملي الروح 

طيب لو دا حقيقي ، فين الشخص دا دلوقتي ؟ تعرف عنه حاجة ؟ تعرف عن مشاعره حاجة ؟ تعرف عنه اي فعل او رد فعل بيقول ان اساسا الحاجات دي باقية ؟ خلاص يبقي دا وهم 

انا مش زعلان عشان سايب البلد وسايب المكان اللي فرحت فيه لاول مره وبنيت فيه عش جميل وجنة صغيره ، ولا زعلان عشان هسيب المكان اللي كان ممكن صدفة فالشارع اقابل حد بحبه ونضحك لبعض ونتكلم عادي زي ما كنت متوهم ولا زعلان عشان حلمي الكبير بالدراسة واللي برده ضاع لاسباب كتير ولا زعلان عشان حلم الشغل والمرتب والمساعدات اللي كنت بتخيل اني هعملها لناس بحبها او حتي الخير اللي كان نفسي اقدمه علي طبق من دهب لاقرب الناس ليا ، انا مش زعلان خلاص ، ومش زعلان حتي عشان الخسارة والفراق ولا مصدوم منها ولا قاعد بفكر في حاجات ملهاش لزمة  اناخلاص عرفت اني كنت موهوم وان دا الوقت المناسب انك متبصش وراك وتتقدم لقدام وان العمر اللي فات سواء في المانيا او حتي في حب انسان غالي عليك وبتقدره راح في الهوا وان اللي جاي احسن

جه الوقت اللي لازم اسمع فيه كلام ناس كتير قالتلي حرفيا عيش حياتك او متبصش وراك  وكنت زي زمان بالظبط زي اول فراق عمال اقولهم لا انتوا مش فاهمين حاجة ، احنا الرابط ما بيننا قوي احنا واحنا واحنا  احنا ، بس الفرق بقي اني طلعت موهوم وان فعليا لازم تبص قامك وتنسي وتعدي وتعيش  

مفيش احساس اوحش في الحياة من انك تكون عايش في وهم وبالذات لو انت شخص حقيقي بتحس بصدق وبتقول اللي بتحسه وبتعمل اللي بتقوله ، الحمد لله علي كل حال 

بس خلاص كدا لازم ابتدي اصفي كل حاجة واتحرك لقدام واشوف لو في فرصه في الحياة في مكان تاني وابتدي اقتنع ان اكيد في حد عايش وبيتنفس ومناسب ليا وموجود ومنتظرني وان اللي فات مكانش ليا ، ان اللي فات خلص خلاص واني لازم ابطل اوهام ، حتي قلبي معادش بيتعصر وانا بفكر في الفكرة دي ، عشان خلاص بقي قدامي بما لا يدع مجالا للشك اني كنت موهوم وان الشخص اللي عدي علي حياتي مكانش مناسب وان اللي جاي كله في ايدين ربنا واني يمكن دا رحمة ربنا اني امشي واسيب البلد كلها وييجي لي قرار الترحيل عشان اقدر اخرج من السجن اللي عامله لنفسي ومتمسك بكل حاجة حواليا ، الحمد لله علي نعمة البصر والحمد لله مليون مرة علي نعمة البصيرة والرؤية الحقيقية اللي صدقها ووثقها افعال واني المرة دي مش موهوم

عزيزي كريم حياتك ممكن متكونش قصة مميزة عادي ، وقصة حبك وقصة ارتباطك ،ممكن تبقي العادي واقل من العادي كمان تقبل دا و دور علي المناسب ليك في مكان ما مازال مستنيك تدور وتلاقيه ، سواء رزق او عيشه او حب او حياة ، لك شيء في هذا العالم فقم .