الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

دروس السلام والعاطفة والعقل

 الدرس الأول عن السلام 

كلنا نخطيء ياعزيزي ، في كل لحظات اليوم ، حينما تفتح عيناك صباحا وتقول صباح الخير ، حتي تغمض عيناك مساءا علي وسادتك ولهذا نرجو رحمة الله دوما وندخل الجنة فضلا لا عدلا ، الحياة أبسط من أن نقسو فيها علي بعضنا البعض ، عزيزي كريم ، اليوم أخبرتني ببساطة أن (فكك) فلا شيء سيدوم ، ولذلك لا تحزن يا ولدي ، لا تشكو هما ، تعود أن تمنح السلام دوما للآخرين ، إهدأ وتحكم في كل تلك الإنفعالات ، سنين طويلة من سوء المعاملة من الأهل والدنيا والأصدقاء ومئات العلاقات المحطمة ، لا أرف شخصا قد مر بكل هذا او حتي بجزء منه ونجي ، عزيزي كريم لا داعي لتذكر نفسك بآلام الماضي دفعة واحدة ولا حتي علي أجزاء تذكر يا ولدي دوما أنك إن حتي محوت الماضي لن تكون أنت ، اليوم قد إعترفت بالمرض وتوسلت وفعلت الأفاعيل برغم يقينك التام بأشياء لا يعلمها أحد غيرك ، أتدري ياعزيزي أنا أعلم جيدا أنك أهل لكل معركة ، أنك تتوق دوما للحرب ولكن تذكر ما قالته ( اللي بيحارب دايما بيلوش ) تذكر أنك لست في حاجة لدخول الحرب مع العديد من الأشخاص والناس وليس حتي مع نفسك ، هناك أشياء يجب القبول بها وأشياء أخري مجرد محاولة تغييرها كمن سقط بحر من الطين كلما حاول التحرك غرق أكثر ، فلا تحاول التغيير في أشياء لن تتغير ولكن الأمور ستزداد سوءا فقط ، ، عزيزي كريم اليوم قد تعلمت أن السلام ينبع منك في أوقات وأوقات ولك صلواتك وتوسلاتك وسيكفيك الله شر كل ذو شر ، اليوم ياعزيزي نحتفل بوجهتك الجديدة بالسلام الذي حلمت به والذي رأيته لوهلة ، تذكر يا عزيزي أنك قادرا وأن عقلا واحدا خير من ألف قلب أعمي يعشق بلا تمييز ويكره دون رحمة ويقسو دون عناء التفكير في الرحمة ، عقلا واحدا فقط يفكر معك ويمد يده لينتشلك من مأساتك التي صنعتها لنفسك ، أنا مدرك جيدا ما تمر به ، اليوم نجد السلام وغدا نبحث عن أشياء أخري 

مفهوم السلام ياعزيزي ليس في الإبتعاد عن المشكلات ، تذكر دوما الأب لعشرة أبناء يحيا في سلام خير من شخص يعيش وحيدا ، ما الفرق ، هل الأطفال لا يصنعون مشكلة ما تسبب نهاية حالة السلام ؟ لا ولكن الفكرة في ايجاد السلام هو في التصالح التام مع اخطاءك واخطاء الاخرين وعيوبك وعيوبهم والتخلي عن كل تلك الاشياء التي تجعلك تكره نفسك وذاتك لمجرد المحاولة ، المحاولة ياعزيزي ليست شرا ولا حماقة ولكنها تنجيك من نفسك مستقبلا حتي وان كان ما تحاول معه لا يرتضيك ولا يراك ، السلام ياعزيزي كريم هو ان تتسامح مع نفسك وذلاتها ومتضيها ، ان تقبل تغير الكون وتقلب احواله ، كالاب ذو العشرة ابناء ، يقع في مئات المشكلات كل يوم لكنه قد رتب نفسه وحاله و بيته بالشكل الذي يجعل كل المشكلات يتم حلها دون ان يبقي شيء في عقله حين يريح رأسه علي الوسادة ليلا ، أتدري أنا مؤمن كثيرا بصدقك ومحبتك ولكني إيماني بعقلك لا ينتهي ، اليوم كان مميزا جدا فقد عرفت فيه السلام كما ترتضيه وتتمناه ، رأيت وجه الله في الأرض في ختام اليوم حين عدت الي بيتك ووسادتك .

اليوم كان يوما طويلا تهت كثيرا وتعبت اكثر من شدة الركض ، اليوم كان رائعا لانه منحني ذلك اليقين الذي لطالما تمنيته كثيرا ، أنني مازلت حيا لاحارب وأنني مازلت صادقا في رغبتي في الحياة ، اليوم منحني سلاما يهديء روحي ويسعدها ويروض عقلي المريض ويمحو كآبتي ، التصالح مع نفسي ومع الحياة وتقبل أخطائي والتمسك بالعقل الذي يسعي لنجدتي ، اليوم كان شيئا استثنائيا ، تواصلت فيه مع الله ورأيت وجهه وأجابني وأجاب إستخارتي ، في وقت حرج جدا من حياتي وقبل ساعة الصفر يمد الله لي يد العون ، اليوم رأيت مستقبلا تمنيته وعقلا هادئا ونفسا راضية بما آمنت به ، اليوم أسعد كثيرا بحالي لأنني كنت أنا وتطورت كثيرا لأصبح ما هو أكثر ، نضج بشكل ما ، هدوء بشكل ما ، أينعم لم يري أحد ذلك ، لكنني رأيته كما رأيت وجه الله وعونه ، بعد قليل من الوقت والأيام سأري ما هو أكثر من السلام والعقل أغلب ظني أنني سأري شيئا جميلا 

كريم ٢١.١١.٢٢ ،ختام اليوم