الأحد، 23 مايو 2010

برسم غصبن عنك

(( مفيش صورة ))

إزيكم
يارب تكونوا بخير
حاجة غريبة جدا إنى بحس دايما إن الناس بتعشق إنها ترسم حدود لنفسها
ترسم لنفسها حبل يربطها
وترسم لنفسها قيود تمنعها
وترسم لنفسها ألف حاجة تمنعها من عمل أى شىء
فى بعض الناس بيعشق القيود الدينية
وفى البعض الاخر بيعشق قيود المجتمع والاعراف والتقاليد
وفى البعض الآخر بيعشق قيود بقى بيحطها لنفسه وخلاص
طبعا لما بتكلم عن القيود الدينيه بتكلم عن قيود وقواعد إحنا بنحطها ملهاش علاقة بالدين وممكن يكون الدين بيسمح بيها وإحنا برده بنحاول نبقى متشددين ونزنق على نفسنا على قد ما نقدر عشان نقول بقى إننا خلاص مسلمين أو مسيحيين آخر حاجة
مع إن الدين مش بيدعو للتشدد
ولما بتكلم عن الأعراف والتقاليد بتكلم عن الغلط منها
وهكذا نيتى إتفهمت أظن
نكمل كلامى بقى
الغريب إن البعض بيرسم لنفسه حدود ملهاش معنى
يعنى مثلا يقول إنه مستحيل يقبل المخاطرة أو المغامرة وإنه هدفه فى الحياة إنه يمشى جمب الحيط وإنه هيعيش ويموت معفن وفقير وملوش فى الحياة لا جاه ولا مال ولا حتى كفن وناوى ياخد الكفن شحاته
وقيود كتير تانية
بس الناس مش عارف ليه بتعشق الصنف اللى ذكرته دا
العشق لإحساس إنك مظلوم
طبعا اللى أعرفه ومتأكد منه إن فى مصر ناس كتير جدا كانوا زبالة وكانوا حثالة المجتمع لكن مع التعب بقوا هما على قمة المجتمع واللى هيفكر هيلاقى أمثلة كتير بدون ذكر أسماء يا حبايبى لأن المدونة مش مرخصة ومش ناقصة مشاكل
وتلاقى اللى مؤمن بمبادىء الزهد مع انى مينفعش أسميها الزهد لأنها فى الحقيقة عشق للفقر لذات الفقر
عشق إننا نبقى الناس المستضعفين اللى بيمشوا جمب الحيط وبيصحوا الصبح يجروا عالشغل أو بيسافروا برا يقعدوا تلاتين سنة يحاربوا فيها مليون حاجة عشان لقمة العيش ويرجعوا بشوية فلوس ويبطلوا شغل وبرده يفضل حاسس غنه مجرد ترس تافه فى عجلة المجتمع الأهطل
الناس بتنسى إن العمر أقصر من إننا نقضيها بين حدود من مخاوفنا وأوهامنا وشعوذاتنا وتفاهاتنا
الناس بتنسى إن لازم فى العمر دا تعيش بنفسك لأن مينفعش تمشى بدماغ حد تانى لأنه مش هيتحاسب عنك
مش عارف ليه الناس بتعشق الحدود
أنا عن نفسى بكره الحدود
لأن اللحظة اللى هتمنع تفكيرك فيها عن تجاوز نقطة محدده فإنته بتبطل تستعمل نعمة ربنا وهى العقل
فى اللحظة اللى بتمنع نفسك عن الشغل والعمل تحت شعار إننا كلنا شحاتين ومجبرين ومضطهدين ساعتها بس بتبقى من المستضعفين فى الأرض
وهكذا
طبعا فى قيود كتير غير اللى قلتها دى
يعنى مثلا فى لاحظت إنى كل ما بتعرف على بنت وبكلمها
ألاقيها دايما بتقولى (( ولا يهمك يا كيمو أنا زى أختك ))
أنا مش معترض على علاقة الأخوة اللى ممكن تربطنى بأى شخص فى الدنيا سواء ولد أو بنت
ودى مش عقدة نفسية ولا شوية جنان ولسعان من دماغى ورغبة فى الإستحواذ على حاجة مش بتاعتى
دا مجرد كره للقيود
أنا مبحبش حد يرسم لى حدود
أنا برسم للآخرين حدود
برسم للغير حدود فى التعامل
برسم للغير كل أنواع الحدود
لكن مينفعش حد يحددنى جوا إطار معين
ولا ينفع حد يخلينى فى خانة معينه لأنى بإختصار بقرف من دا
بحس إن اللى قدامى بيحرجنى بالذوق لأنى لو مش حاسس إنى حر ساعتها بس بقوله بناقص معرفتك
إيه يجبرنى على الحياة أو التعامل مع فرد لا يحترم حريتى ولا يحترم جنونى وطيشى
لو الحدود اللى برسمها للآخر مش جايه على هواه يقدر ينطق ويقولى (( فكك منى ))
لكن ..
أنا حر
ينفع طبعا البعض يقول على دا هطل وإنته لو مش عاجبك الناس , بتكلم الناس ليه
أنا حر
وهفضل حر
هفضل أكتب و أرسم وأشخبط وأخاطر وأغامر متقبلا كل إحتمالات الخسارة ومتقبل كل الخسائر فى حالة حدوثها
لأننى قط لم أعتد على ان أكون مجرد ( ذيل أو ترس ) لكيان عملاق
لقد خلقت لأكون إنسان
أنا
نفسى
ذاتى
شاب فقرى
كان نفسى أتناقش فى موضوع
بس معلش هفكر وإن شاء الله مرة تانية

السبت، 1 مايو 2010

بيت اللعب (( الحلقة الأولى ))

لم يعرف فى حياته معنى حقيقى لكلمة الأراجوز ولا يعرف مصدرها ولا معناها ولا حتى أنعم الله عليه فى صباه أن يشاهد الأراجوز مثل بقيت الصبية فى الأرياف ,كل ما كان بشغل باله وهوا طفل كيف يمكن لرجل أن يقلد صوت الأراجوز ويقلد أصواتنا أخرى كثيرة مثل صوت الغازية أو صوت ام السعد الغسالة او صوت الغفير الذى يعكنن صفو عيشة الأراجوز دوما
لم يدرى وهوا طفلا أن حياته ستكون مثل قصة حياة الأراجوز ولا حتى حلم يوم بأن يكون مثله
فلقد كانت نظرته لصانع الأراجوز وطريقة تقليده انها فكاهيه دوما و عندما يشاهده ( هيموت من الضحك ) وأنه يجب ان يتوفر له (( تلاتة تعريفة )) يعطيها للأراجوز لكى يسمح له بالمشاهدة والضحك
كان كل ما يهمه فى الحياة هوا الضحك والنوم والجرى فى (( الغيط )) بين سنايل القمح التى تدوما لا تلسع إلا فى القفا ولا يدرى لما لم يصيبه مثل بقيت الصبية شوكا منها فى عينيه بل كان كل ما يهمه هوا كيف يغطى تلك المساحة الكامنه خلف رأسه المسماه ب (( القفا ))
لم يهتم بالتعليم ولكنهم كانوا يلقبونه بالعفريت لأنه الأذكى والأكثر تفوقا بين زملاؤه
كانت دوما طوابير أقرانه تقف أمامه طالبين منه (( حلللى الواجب يا سماعين )) لأنهم يدرون جيدا أن خرزانة الأستاذ عبد الباسط ستنطلق فيهم بعد قليل مدا و (( عبطا )) على مرأى ومسمع من كل من بالمدرسة , حتى (( سماعين )) نفسه إستيقظ ثلثى الليل تحت عمود النور فى الطريق الزراعى لينهى الواجب الذى لا ينتهى أبدا وتحمل ضرب أباه على عودته متأخرا ولكن هيهات هناك فرق بين ضرب الأب و خرزانة الأستاذ عبد الباسط
كان دوما يشعر بأن له هيبة مخفية مهما ضربه كل المدرسين من أجل الواجب ومهما لسعته سنايل القمح على (( قفاه )) كان يشعر دوما بأن كل هذا لا يمكن أن ينال منه ولا يقترب من كرامته قيد أنمله
ربما لم يدرك جيدا معنى الكرامة للرجل فى ذلك الوقت
فكان يظن ان الكرامه هى أن أن يكون أفندى محترم يسكن بالبندر ويزور العائلة كل شهر وان الوظيفة الحكومية هى كل ما يمكن أن يوفر له الكرامة والمال والأسرة والزوجة بل و (( حتة أرض )) يقيم بها منزلا كمنزل المهندس الزراعى فى قريتهم
كان يظن أن فقدان الكرامة فقط يكون بالضرب على مرأى ومسمع من أقرانه فى المدرسة , أو ربما يكون فى الفشل فى المدرسة وأن يعمل كالأراجوز يسلى الأطفال ويلقى النكات
وكبر سماعين وكبرت أحلامه معه ولم يملك المال الكافى ليلتحق بالجامعة ولم يكن يطمح فى أكثر من هذا من (( علام )) كان فقط يريد الوظيفة الحكومية والبيت والأسرة ولهذا فقد قبل أول وظيفة جاءت إليه كحاجب فى المحكمة فهى وظيفة تحمل الكثيروالكثير من الكرامة كلمة واحدة منه وتقف القاعة كلها على أثرها
كان يشعر فى لفظ كلمة (( محكمااااااااااااة )) أنه الآمر الناهى فى حياة هؤلاء العباد ولكن كل هذا كان يزول بمجرد دخول القاضى وجلوسهم مرة أخرى ,كان يشعر بأن كرامته ناقصه شيئا ما
بأن هناك شىء يفتقده فى حياته لا يمكن له أن يجده فى أى مكان آخر ...

إنتهت الحلقة الأولى
شاب فقرى