الأربعاء، 3 يناير 2024

احكي لي حدوتة

 - كريم 

* احكي لي حدوتة 

- ياه عيوني بس كدا

* بس مؤدبة مش قبيحة

- ماشي ينفع برده بس هتدفعي ؟

* لعينيك هدفع

- اذا كان كدا ماشي 

###

كان ياما كان وما يحلي الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ، كان في ملك بيحكم مملكة ، علي مد البصر ، وكان كل  يوم يخرج يفتح بلاد جديدة بسيفه وقوته وعزيمته بدون جيوش ، كان مشهور في الحرب والقتال وبيتضرب بيه المثل ما طبعا هوا قدر يوحد ممالك كتير بضربة سيفه  ورمحه وقدر يسافر لاقصي الغرب والشرق ويسيطر بدون معارضة علي بلاد كتير ومحدش اتظلم من سيفه او اتقتل غدر ، الملك كان بيحارب بشرف وكرامة و نزاهة ، لاعمره ظلم حد ولا عمره افتري ، كان بيدخل البلاد ويعلن نفسه حاكم ويسلم له اهل البلد الهدايا مقابل فرضه العدل والرحمة والحماية ، وكان عنده كنوز في كل مكان وكان بيشتهر بانه مبيخافش من إنس أو جان وبيحارب لحد آخر نفس ، قرب من الموت كتير ومتأسرش أبدا ولا عينه انكسرت أبدا 

- وبعدين 

وفي ليلة من الليالي بيخرج الملك علي حصانه بعد استلامه رسالة من بنت فقيرة وغلبانه  بتطلب منه ينقذها وتسترجي حكمته وعطفه ومحبته وقوته ولان الملك كان يتيم وبلا اولاد ومفيش في حياته حب او حنان ، سافر لاخر المملكة وعلي حدود ارض السحر اللي عمره ما حارب فيها وقابل البنت الفقيرة ، كانت جميلة لابسه فيتان اسود ولسه في بداية الشباب وسحر عينيها ياما وقع ممالك وخرب بلاد ولكنها بتركع قدامه وتطلب منه زي ما قلنا الحماية والحكمة والأمان ، بيرفعها من علي الارض ويحارب عشانها كل الاراضي المحاوطة لارض السحر ويمنحها من حكمته وقوته بدون حساب لكن بعد يوم واتنين وتلاته في ارض المعركة كانت البنت هي ملاذ المحبة والامان وبيحبها الملك وبيقع في غرامها وبيحلف لها بشرفه وسيفه ورمحه ان محدش يدخل قلبه غيرها وبيطلب ايدها وهي بتوافق ولكن بشرط تشرب من ايده  المجروحة شربة ميه مخلوطة بالدم وبيوافق الملك عشان كان قلبه اتعلق بيها وبيشرب من ايدها كمان وبيتعلق روحه بيها وبتسكن فيها ويتجوزها وتسافر معاه لاخر البلاد لقلب قلعته وقصره ومملكته وبيعملها ما اتعمل لحبيبة او عشيقة او زوجة قبل كدا من الانس او الجان ، بيسخر لها عبيد و ارض الشمس نورها بيطلع عليها في ايام وايام ويمنحها من كنوز الفترحات لكن الاميرة بعد اول شهر بتطلب منه طلب  غريب انه يسافر ويحارب وميبطلش فتوحات وبتحلف انها هتراعي المحبة وتصون القصر والبيت والمملكة ، بيكون الملك اصلا تعب من كتر السفريات لكن بيسافر وبيرجع لها منصور وفي المره دي بيجيبلها هدايا من الولي والياقوت ويركع قمها والدم مغرق ايديه وكل جسمه من المعارك والفتوحات وبيطلب منها وقت راحة وبتستجيب وتطلب تشرب من كفة ايده التانية نفس شربة الميه المخلوطة بالدم 

بيوافق الملك وتشرب الملكة من ايده ويعيش جنبها في تبات ونبات لكنها بيلاحظ قوتها بتزيد علي شعبه ومملكته ومش مهتمة بانها تجيبله وريث يحكم من بعده ولا مهتمه براحته ، بيزعل الملك ويتقهر ويفكر يطلع همه في الفتوحات لكن للاسف قوته بتكون خارت وصحته بتكون ضعفت بسبب وبدون سبب ومعادش قادر يحارب ، وبيخسر الملك مع الايام محبة الشعب وقال ايه بيتقدم للملكة فرسان وعرسان وهي لسه زوجته وهوا مقهور لانه اصبح صوره بدون كيان  وبتظل الملكة مسيطره علي الشعب والبلاد وبعدها بيخسر كل ملكه قدامها ويبقي مجرد صوره وبيطلب منها كل شيء وهي قاسية وجبارة عليه ودا بيحز في نفسيته ويقهره ، معقوله كل دا كان عشان الملك ؟ عشان العظمة والقوة والامتلاك ، بيقعد يبكي الملك لكنه بيصحي الصبح يقرر يهجر الملكة ويبعد عن المملكة ويرجع يعيش يتيم في الكهوف بدون شعب او صحاب او وزراء او حتي انسان ، بتبصله الملكة وتلعنه بلعنه الدم وتقوله عمرك ما هتنسي ولا تقدر ترتاح وهتعيش لوحدك في كهفك ومفيش من بعدي نجاح ولا فلاح وهتلعن اللحظة اللي ركبت فيها وسافرتلي وقابلتني وشربت من ايدي ، وفي لحظة اللعن بتههجره الملكة وبتامر الحرس يطردوه ويبينكسر سيف الملك وبياخد بقاياه ويروح يعيش في الكهف وفي ليلة اللعن بيلاقي الملك نفسه متكبل بحديد في كل ايد  وسيفه المكسور مرمي قدامه علي الارض وفي غريشة حديد في كل ايد تقيله ما يقدر يرفع الملك ايده ويتحرك بسببها 

بتضعف صحته وقوته وبيهجره الكون كله ، لحد ما ربنا بيبعتله طاقه نور متمثله في حكيم بيقوله ان الملكة ساحرة وان اتملكتها شهوة الامتلاك وانه عشان يشفيها لازم يرجع قوي زي الاول ويحارب ويفتح بلاد وان ضعفه مش من سحرها ولكن هي مريضة زيه بالظبط ولازم يتعالج ويحارب ويقدر ينقذها من المرض ولعنه الدم والقسوة هي كمان وان الفرسان حواليها سمموها وتعبوا صحتها وعقلها وصارت مجرد سيره علي كل لسان ومعادش فيها قوة لا تحكم ولا تبني بيت ولا ملك وان الدوا هيكون في ايده وقت ما يسترد قوته ، وبتختفي طاقة النور والحكيم

بيقعد الملك يفكر في كلام الحكيم وانه لازم ينقذ نفسه وملكته وانه خلاص معادش له غير نفسه وبعدها يمنحها من قوته ، وبالتالي بقي يتدرب الملك كل يوم ويخرج بقطعتين السيف يحارب وينهزم لحد ما ربنا كرمه ويقدر يلاقي حد يلحمله السيف ولكن بيطلب منه جزء من روحه وبيوافق الملك وبيدفع بقلب راضي ويكمل حربه ويكسب في كل معاركه ويعود لمملكته رافع الرايات بنفسه ويستقبله الفرسان يدبحهم علي خيانتهم وعلي جرحهم للملكة ويمشي لحد باب القصر ويكسره برجليه ويدخل علي الملكة اللي بتكون ضعفت ووهنت قوتها ويقولها انها وحشته وانها نوره وناره وجنته وانه هيساعدها تتشفي ، بتعاند الملكة ومبتصدقش انها مريضة لحد ما يمسك الملك ايدها ويبوسها ويصب عليها ميه ودم وساعتها بينور وش الملكة وترجع سنين في العمر وينور قلبها وروحها وتحضنه وتوعده ما تجرحه تاني ابدا ولا تبعده ولا تهجره ولا تزعله وبيوعدها الملك ان قلبه دايما ملكها وروحه ومملكته وعمره كله وبيعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات لاخر الزمان في سعادة وهنا 

خلصت الحدوته ، حلوة ولا ملتوته ؟

* والله انا بحبك 

- يارب ينور قلبك ويخليكي ليا

الطريق والهدف

 لا الطريق باين ولا الهدف واضح

الله أعلي وأعلم