الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022

ليلة الدوا

 من شوية واحد صاحبي جابلي الدوا لحد البيت والمفروض ابتدي بكره الصبح زي ما الدكتور قالي ، اللي اتقالي فالتشخيص ان مفيش خيار تاني غير الدوا واللي اتقالي من دكتور مصر نفس الكلام لازم عشان اقف علي رجليا اخد الدوا ، فاكر اخر مرة اخدت فيها ادوية في مصر ايام رفض السفاره فاكر حالتي اتغيرت ازاي وازاي تعبت في اول فتره وتعبت جدا بعد ما خدت الدوا ولما بطلته وتعبت في الفراق وتعبت فالسفر وتعبت ياما ، ، انا بييجي علي بالي اسئلة زي لو الدوا غيرني او هداني او كبت الاوفر ثينكنج او غير فيا حاجات هل دا هيبقي كويس هل هبقي مبسوط وانا عايش شخص تاني ؟

هل ينفع اصلا اعيش حياتي شخص تاني وليه ايه الداعي ؟ عشان محسش بالوحدة والوجع والالم الرهيب والاوفر ثينكنج واقدر اتعايش مع الواقع ؟ طيب طالما الواقع مش عاجبني هعيش ليه ؟ دا مش ضعف بس دا اختيار زي ما انا دخلت الحياة علي غير اختياري ازاي هكمل فيها وهي مش علي اختياري وانا قلبي متعلق بحد واعصابي وعقلي مريض ولازم انجد نفسي ، ومفيش نجدة 

النهارده كلمت صحابي بعتتلهم قلتلهم محتاجلكم وعايزكم تقفوا جنبي عشان العيش والملح عشان معادش ليا غيركم وكررت كلامي اكتر من مرة ، ولحد دلوقتي محدش عبرني من ساعتها ، هوا انا كنت موهوم ان الناس دي قريبة مني ولا هما اصلا مش صحابي ، تخيل كدا تقول لاقرب الناس ليك كلام زي دا وميهتمش حد يتصل بيك و يكلمك دقيقة يتطمن عليك وهوا عارف انك كنت في المستشفي ، ابراهيم ومحمد وحتي اسلام محدش فيهم وقف جنبي او حتي حاول يتصل يسمع مني جرالي ايه او يعرف عايش ازاي ، هي ليه الحياة كدا ؟ اينعم انت مشغول بس لو حد طلب مساعدتك وهوا مريض وكان مفروض يتحجز في مستشفي وخرج المفروض تطمن عليه من باب اي باب يا اخي ولو حتي باب العيش والملح بس للاسف محدش 

السبورت سيستم عندي صفر دلوقتي مفيش خالص صفر حرفيا ، للدرجة دي انا لوحدي ؟ النهارده كلمت مصطفي صاحبي وقعدنا نهزر ونهرج علي اللي حصل فالطياره واحنا نازلين مصر اخر مره لما شفته فالمطار صدفه وخدته من ايده لحد باب بيت اهله واتبهدلت معاه ، مصطفي فضل معايا نهزر ونتكلم ونبعت كوميكس مصطفي كويس ولكن مينفعش لوحده 

المفروض كنت انام من بدري ساعه تقريبا او ساعتين عشان اصحي بدري عشان ورايا حاجات كتير لكن خلاص لازم دلوقتي مجبر انام عشان ابتدي يوم جديد 

انا عندي حالة من الرعب من الدوا خايف جدا ، خايف حتي اخسر مشاعري اللي بحسها واللي عايشها واللي بحبه في نفسي ، انا مش ضعيف بس حساس وقلبي فعليا لما بيتعلق بحد بيبقي هوا طوق النجاة ، انا مش هقعد اكتب تعبان قد ايه بس النهارده عايش في رعب 

شفت لايف وبوست لواحد عالفيس بوك واترعبت اكون الشخص دا في يوم من الايام ومش عارف انا ممكن حالتي تسوء للدرجة دي ؟ بس انا مش بتعاطي اي حاجة ولا بعمل اي حاجة غلط ازاي هوصل للحالة دي ؟ معرفش بس اترعبت لاني برده لما قابلت نفس الشخص دا من فتره قالي انه مريض اكتئاب وبيتعالج 

النهارده انا خرجت من المستشفي وانا عندي امل في الناس اللي بحبهم انهم ميخذلونيش لكن للاسف هوا دا اللي حصل بالظبط ودا اللي جري ، انا مش ههرب من الحقيقة اني فعليا محتاج اعيش مع ناس تحبني وتقدرني ومش عارف هلاقي دا ازاي او اوصلهم ازاي 

النهارده قبل ما اخش سريري قعدت فالمطبخ شوية افكر ، هوا في ايه ذنب في الدنيا يستدعي كل القسوة دي من حد بنحبه علينا واحنا بنحبه وهوا بيحبنا بصدق ، في ايه ذنب لازم نكفر عنه لحد ما نتسامح ؟ حتي في اوقات الفقر وانا حرفيا ممعييش ولا مليم لاي حاجة ولا حتي العلاج والله ولا حتي للتامين ولا حتي لاي حاجة واوقات المرض وانا الاكتئاب بينهش فيا وفي جسمي وخسيت سبعتاشر كيلو ودخلت بدايه السبعينات من اوسع ابوابها ، في ايه تاني ؟ في ايه تاني عشان حد يعرف ان حياتنا متدمره واننا فعلا محتاجين سند ، هوا مش دي اللحظات اللي المفروض كل الناس ترمي مشاكلها علي جنب وتسال علينا وتراعينا وتسندنا وتبقي جنبنا ؟ ولا انا موهوم؟ انا مش عارف اعبر ولا اقول ايه بس مفيش ذنب في الدنيا يخلي انسان يقسي علي انسان ويشتد في خصومته كدا ، انا هحاول بكل طاقتي اقف علي رجليا وهاخد الدرا بس بتساءل ببساطة ، فين كل الايام الحلوة والذكريات والحب والحاجات دي ، مفيش مره كان فيها لحظة صدق تستدعي حنان ؟ 

انا النهارده قلبي وجسمي خسروا المعركة قدام عقلي ، قلبي خسر لما امن بمحبة الناس وخرج من المستشفي وفاكر اني هلاقي صحاب يسندوني وقلبي خسر لما اللي بحبها بصدق رفضت حتي تسمعني او تحل نعايا او تساعدني في اي ازمة ليا ومفرقش معاها ومقدرش الومها ، كل واحد بيبص من ناحيته وبيشوف الواقع بنضارته ، الله اعلم هي شايفه ايه او بتفكر في ايه ، وجسمي خسر المعركة كمان لما بقي بيرتعش من الساقعه فالطريق برغم كل الهدوم اللي لابسها وانا اللي كنت بشع نار طول الوقت في الشتا ، طلع جسمي بيشع نار وبينور بس لما بيكون في حب حقيقي جنبه ، عقلي خسر المعركة قدام الاكتئاب واصبح لزام عليه يخوض الحرب بمساعده الدوا ، انا كنت بتمني لو كنت كشفت من زمان ، لو بقي 

انا معنديش حاجة تانيه اقولها غير اني مرعوب وخايف من الدوا وانه هيغيرني وهيدوس علي ملامح شخصيتي ويفتت فيا حاجات كتير ودا مش كلامي دا كلام ناس كتير الدوا مكانش الحل في حياتهم ، طبعا هسمع كلام الدكتور وهاخد الدوا بس من حقي افضفض هنا لنفس ولاولادي شوية واحكيلهم علي اني فعليا خبطت في القاع واني وقعت بجد وحياتي باظت في وقت عشان يعرفوا ان في دايما طريق للنجاة وان ربنا هينجينا ولو بمساعدة اللي حوالينا او حتي بمساعدته هوا من فوق سابع سما ، النهارده وجعي وخذلاني كبير اوي ، مفيش حاجة توصفه ، هصحي الصبح افطر واشرب القهوه واخد العلاج ويارب يعدي اليوم علي خير 

انا مش عارف مشكلتي في احاسيسيس ولا في الاوفر ثينكنج في حاجات راحت وفاتت ولا في ندمي ولا في حبي لحد فعليا اديته عنري كله ولا في طريقة تفكيري في صحابي ، كان نفسي يبقي في باب مفتوح او طريق او اي حاجة اقول فيها الحقوني واصرخ بعلو حسي عشان الناس اللي بحبهم يلحقوني وعشان صحابي يلحقوني وعشان كل الناس اللي غاليين عليا يلحقوني 

انا خلاص هنام دلوقتي وهقعد بكره اعمل اللي عليا وربنا هيكرمني ويراضيني وان شاء الله يكون خير 

انا مش عارف اكتب ايه تاني غير اني مرعوب وعمال افكر كل شوية في قصيدة فاروق جويدة اريحيني علي صدرك لاني متعب مثلك ، ياتري هوا اصلا انا هستريح بان حد يطبطب عليا ؟ حد يدفيني ويطمني ان الجاي كله خير او يقف جنبي حتي نفسيا ، مش عارف والله 

ربنا قادر علي كل شيء ، وكالعاده ما بين غمضه عين وانتباهاتها يغير الله من حال الي حال 

يارب نجيني  ورجعني تاني كريم القوي المسيطر علي نفسه واللي بينجح  انا عارف انك كرمتني ونجحتني الفتره اللي فاتت بس محتاج المرة دي تساعدني عشان اقدر اعيش عشان والله دا اخر باب هخبط عليه للحياة بكل صدق 

تصبح علي خير يا كيمو واحلام سعيدة 

ليست هناك تعليقات: