الثلاثاء، 10 مايو 2016

Working Hard

عزيزتي الصديقة الخيالية التي لا أعرف أين أنتي الآن ولمَ لم نلتقي حتي الآن ؟ هل هي الحدود والمسافات أم أن الموضوع كله ينحصر فى أني لم أعد كما كنت , لم أعد أحاول البحث عنك أو البوح لك وإرسال رسائل نحو المجهول وإنتظار الرد بشغف وممارستي عادتي الحمقاء فى أن أراكي فى أحلامي وأنصت لردك وأستيقظ سعيداً وكأنني ملكت الدنيا بما فيها .. لا أعرف السبب وبعض الأشياء ياعزيزتي ينبغي أن تبقى مجهولة فكلما زادت معرفتنا ببعض الأشياء تضاعفت خيبة آمالنا وإزداد الخواء بداخل أرواحنا وفقدنا إيماننا بأشياء لم يكن بأيدينا يوماً إعتناق أفكارها , لا داعي لكل هذا الحديث فليس هذا موضوعنا لليوم ولن أكتب لك الخطاب اليوم فبعض الأمور لم تعد تستدعي إستشارة طارئة كما كنت أفعل قديماً فى أيامي الغابرة دعكي عني الآن فلا شىء يستحق الحديث لك وحتي إن كان الأمر يستحق فلن أحادثك وليكن هذا فعلاً أحمقاً مكملاً لسلسلة حماقاتي 

سؤالي الأهم الآن : هل الأمر يستحق ؟ أم اني لا أريد شيئا مجانياً بلا تعب ؟ وإن كان كذلك فهل ... فلنجب علي تلك الأسئلة واحداً تلو الآخر .
هل الأمر يستحق ؟
ما الذي يجعل أي شىء نسعي خلفه يستحق أو لا يستحق ؟ هل القيمة المادية ؟ لا أظن أن هذا يمنح أي شئ قيمة ربما لأنني وبرغم كل تلك السنون التي عشتها مازلت أري النقود مجرد تحفاً فنية رائعة وبعضها مجرد ( ورق ملون ) لا فائدة له سوي شراء الأشياء التى أقنعنا نفسنا بأن قيمة لها , لنعد لنفس تلك النقطة ما هي القيمة وما الذي يجعل أمر ما يستحق ؟ 
صراحة لا أظن فى داخلي بضرورة أي شىء ربما لأني فى تلك المرحلة العمرية وفى تلك الفترة لا أحتاج شيئا من أحد , كل شىء متاح لدي فالنقود عندي شىء تافه وأمور أخري كثيرة يعظمها الخلق أراها مثلما يري السكير دخان سيجارة فى ليلة مظلمة , هي لا شىء بكل إختصار وربما خيالي ما منحها قيمة , أتذكر الآن لحظة كتابة هذه السطور أنني قرأت ذات يوم لأحد الكتاب الذين أكن لهم بعض الإحترام أن : كل الأنهار ككل الإنهار إنما عقولنا الحمقاء هي ما تضفي قدسية وعظمة لنهر معين , هل هذا يعني أن رائحتك ككل الروائح عزيزتي ؟ أكاد أقسم الآن أنها كانت الجنة يوما ما ولكن لا داعي لهذا الحديث الأحمق ولنعد لموضوعنا 
النقود لا تعطي قيمة وطبعا لا شىء آخر يمنح القيمة , ربما القدرة علي تغيير حياة الآخرين ؟؟ ولكن هذا تفعله النقود أحيانا ولكنه حديث لا طائل منه ولن يفيد فى شىء , القيمة نراها نحن من مجرد أوهام الادراك سواء كانت المحبة أو العشق أو الإيمان أو الرغبة . كلها أشياء لا تقدم نفعا كلها أشياء لا يمكن قياسها وتعتبر دوماً مجرد ( كلمتين لطاف وظراف )
القيمة تأتي من عقولنا , وربما بعض اهدافنا وأحلامنا لا قيمة لها ولكننا نحن من يمنحها القيمة حين نفكر فى لحظة تحقيق الحلم والرغبة العظيمة منا فى ما سنملكه بعد خوض التجربة , حقاً لا أري للقيمة منبعا آخر 
لكني أري لفكري كإنسان إتجاه آخر ففي بعض الأحيان أسأل نفسي قائلا ما الفائدة إذا كان الأمر سهلا ؟
فمثلا ما الذي يجعل لفتاة الليل إثارة أقل مما تجده فى أي إمرأة أخري ؟ وما الذي يمكن أن تشعر به مع إمرأة أخري أروع مما يمكن أن تجده مع إمرأة خبيرة بكل أمور الجنس وتعلم جيداً ما قيمة كل ملليمتر بك وما تفعله بك أفعالها .. ما الفرق ؟
الفرق يا عزيزي أن عقلك البائس يري أن فتاة الليل تأتي وقتما تشاء وتأتي بمبلغ زهيد وربما بلا قيمة حقيقية قياسا علي ما قلته سلفاً فهي لا معني لها طالما ملكتها وقتما تشاء ولكن إن كانت فتاة الليل ما الذي يجعل الرجال يقعون فيها ويعشقونها ؟ 
حسناً فلنخرج من ذلك الأمر الذي لا طائل منه 
الفكرة كلها تنحصر يا أعزائي فى أن بعض الأمور لا نريدها مجانية ونريد أن نمنحها الكثير من العظمة فنضع عليها الكثير من المجهود والتعب لنشعر بأن حياتنا لا تهب سدي , بعض الأمور يجب أن تبقى أمام أعيننا هكذا ذات قدسية لنشعر أن لأيامنا معني ولأن حياتنا أفضل بكثير من غيرنا 
وإذا كنا نحاول الحصول دوماً علي شىء مجاني فما الذي يدفعنا لتقديس تلك الامور ومنحها القيمة التي لا تستحقها ؟ شىء متناقض فلو كان حقاً للمال قيمة وكنت تحاول إثبات أن حياتك لم تهب عبثا فى عمل تكرهه ولكنها ذهبت فى عمل ممل من أجل حياة شريفة , حسناً يا عزيزي إستمر فى الكذب علي نفسك 
ولكن إذا كنت تسعي دوماً لحياة مثلما ذكرت ما الذي يجعل شخص مثلك يري عملة نقدية على الأرض أو فتاة لا حول لها ولا قوة ويحاول جاهداً أن يضمها لزمرة الجواري 
لا أدري إن كانت القيمة للأمر والإستحقاق يأتي من رغبتنا فى أن يكون لحياتنا وأيامنا معنا أم أننا بالحماقة التي تجعلنا نري أنفسنا نبذل الكثير من المجهود إذن فلابد لهذا الأمر أن يكون صحيحاً طالما بذلت فيه كل هذا المجهود الخرافي ؟ 
لا أري حقاً الآن سوي شيئا آخرا ودافع يستحق الحياة سوي أنني لا أريد أي شيئا آخرا ولا قيمة لأي شيئ سوي ما نحققه للشيء من أهمية سوي أننا نريد هذا وهذا ونظل فى تلك الدوامة ...
لن أفكر كثيرا فى الآمر وسأسعي حتي الموت لأحقق ما  أريد ... لا داعي لكل هذا الهراء 
نلتقي لنفكر في وقت آخر ...
شاب فقري

ليست هناك تعليقات: