الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

راجل عجوز : خليك أصيل

ف &  م
كان يوم من الأيام اللى الشمس بتغرب فيها جوايا وبيملاني عتمة مبتنتهيش , الأيام اللى بحس فيها بإن الشرخ اللى جوايا ممتد لأبعد مدي ولأول ذكري ولأحدث حدث وذكري فى دماغي , من الأيام اللي كنت بمشي أدور فى الوشوش على المستحيل , ومن الأيام برده اللى كان المستحيل فيها إني أبتسم أو أحس براحة , من الأيام اللى برتعش فيها من البرد حتي لو الجو حر موت لأن البرد جوايا والتلجاية بتعافر عشان تقعد فى الشمس , مش فاكر بالظبط كان فى إيه ولا قد إيه كان حجم الوجع ولا حتي فاكر كان صيف أو شتا , كل اللى فاكره إني كنت فى الجامعة وقاعد قريب من باب مترو قدام كلية إعلام والناس رايحة جاية من قدامي ولكن اللى مروح وسايب المكان كان أكتر بكتير من أى حد جاي , مكانش في نسمة هوا جوايا تخفف عن قلبي كل الوجع الرهيب دا ولا كان فى رقم عالموبايل ينفع إني أتصل بيه لأن محدش موجود وكمان مكانش فيه حد أعرفه ممكن ييجي ياخدني ويخرجني برا زي ما كنت بعمل معاها ولا زي ما كنت بعمل كتير أوى مع كل الناس لما حد يكلمنى ويقولي أنا فى الحتة الفلانية فألبس وأروح أخرجهم بنفسي من اللى هما فيه , احيانا كنت باخد معايه حاجة تخرجهم , ولو حتي إبتسامة زي إبتسامات فنسنت فان جوخ اللى إترسمت من معاناة وشقاء رهيب وكان بيبان إنها أحلي إبتسامة فى الوجود , كنت لوحدي اوي والذكريات كانت مليانة وجع واليأس كان عامل زى سحابه من المادة السودا اللى فى اخر الكون بتمشي عالارض وبتعتم كل حاجة حتي نور الشمس , كان يوم مش قادر مجرد القدرة أفتكر اللى كان واجعني فيه لكن الأكيد إنه كان زمان أوي لما كانت الجراح لسه جديدة ومش متلوثه بفضول الناس ولا حتي بمشاعر كدابة من ناس كدابين ولا حتي بإحساس وهمي ولا عناد ولا غربة , كان  الجرح لسه جديد وكان مفيش مسكن يقدر عليه , كان فى اليوم دا كل حاجة مش فى مكانها وإلا مكنتش قعدت مكاني كدا ...
(( ملحوظة : كنت ساعتها بكتب برده عالنت فى المدونة القديمة ))
كنت متهندم وعلي رأي بنوتة من زمان أوي ( أمور وبريء وطيب ) هي كانت بتحبني ؟؟ مش مهم السؤال ولكن المهم الوصف , كنت لابس حتي الكاب اللى بحبه ( اللى ضاع حاليا واللي كنت شاريه مع حسام صاحبي واللي خلاني أصلا أحب لبس الكاب ) و الهاند فري القديمة والموبايل القديم التاني اللى بيفكرني بأغاني ومواقف لا تنتهي , كنت هناك , وفى عز كل دا نزلت الهاند فري ووقفت صوت المزيكا اللى كان مسيطر عليا ومخليني فى الجانب الضلمة من القمر , وفى وسط كل دا ظهر راجل عجوز , باين عليه العمر الطويل تقريبا خمسة وستين سنة وماشي بعصايه بيتسند بيها عالأرض ووقف قدامي وكلمني وقال : 
(( متشيلش الهم يابني , ربك بيبعت البرد علي قد الغطا , معلش خليك أصيل مهما عملوا فيك , وقول يارب ))
وطبطب عليا وسابني ومشي وأنا لسه مش عارف أرد أقوله إيه... كل اللى جه على بالي إنى أساعده او أعمله أي حاجة ترضيه فمشيت وراه وقلت له : محتاج حاجة يا حاج ؟؟؟
قالي :
(( ربنا معايا يابني , ربنا يحميك ويسترك ))
وسابني وكمل طريقه وهوا بيردد  : (( يارب يحميك يابني )) 


كان أول مرة أحس فيها بطيبة وحب من بعد أكبر الصدمات فى حياتي ....
ولسه نصايحه متعلقه فى دماغي ...
ولسه صوته بيتردد فى دماغي فى مواقف كتير جدا
 وعمري ما حكيت عنه لحد 
وبردد لنفسي دايماً فى أوقات كتيرررررررررر أوي ملهاش عدد كلامه :
خليك أصيل ...
ومقابلتوش تاني ولا عرفت حتي هوا يبقي مين ...

الجزء الأول من : راجل عجوز
شاب فقري 

هناك تعليقان (2):

عالمى ازرق يقول...

عارف ... بعد وقت طويل كنت بستنى من اشخاص معينين حاجات معينة ومكنتش بتيجى ومينفعش تطلب من حد حاجه المفروض تطلع منه ليك
اكتشفت ان اللى بيمنح وبيدى هو ربنا مش اللى حوالينا
ربنا بيوصللنا اللى احنا بنحتاجه ممكن عن طريق اشخاص متعرفهاش لكن علشان احنا بنوع من انواع الغباء العاطفى بنفضل منتظرين من ناس ساعات بتكون مشغولة او احنا مش فى اول اولوياتهم او ساعات الظروف مش بتساعدهم و علشان الطبيعه البشرية ناقصة دايما وزى مااحنا كمان ممكن نقصر مع اللى بنحبهم
حالة الانتظار دى بتخلينا مش بنشوف حاجات حلوة كتير ممكن تسعدنا وتساعدنا نتخطى فترات حرجه بنمر بيها
وبعد كده اتعودت اركز واستقبل كل حاجا حلوة بيبعتهالى ربنا من غير ماانسي اشكره على فضلة ونعمته

محمد سلامة يقول...

ياااااااااه كله بيعدى لكن مبيتنسيش وساعات بنحس إننا لوحدنا وتلاقى حد كدة ظهر وأختفى فجأة كأنه من العدم !!!