الخميس، 28 يونيو 2012

أعلنت عليك الحب


 عنه

لم يدر حين إلتقاها وحادثها للمرة الأولي بأنه سيري فى تلك الفتاة البسيطة كل نساء العالمين وبأنه سيرضي بمرارة الدنيا من أجل عينيها , قدمت يديها فى تلقائية وهدوء لتصافحه ومد يده لها ولم يدري بأن تلك اللمسة ستجعله يتمسك بها إلى الأبد حتي وإن كانت قاتلته ذات يوم , لميهتم بأي شيء سوي أن يفهم شريعتها ودستورها ويبني لها وطنا بداخله يتسع لكل روعتها وجمالها , بدأ فى تلك اللحظة عقله ينسج الأماني بأنها ستكون بر الأمان الذى ظل يبحث عنه فى بحر النساء أعواما وأعواما حتي إنقطعت أخباره .


ودع كل أفكاره ونظرياته وبراهين الحياة ليعتصم فى معبد عشقها حتى تعلن عن حبها له , كان سهلا ممتنعا لها وكانت صعباً فى غاية الصعوية بالنسبة له , إمتنع عن الغموض وعن الكذب الذى إعتاده مع النساء وصارحها بحقيقته ولم يخف بأن يخسرها ربما لأنها قد تكون بالقوة الكافية لتحارب من أجل تقبل تلك الحقيقة  .

كانت تبكي وكان يقبل الدمع من عينيها , كانت تشكي وكان صدرا يحتويها وكيانا يضمها , كانت رائعة وكان يقدس روعتها , كانت تحكو فى اللاشىء وكان ينصت لها بإهتمام شديد , كانت تحب العديد من الأشياء وكان يبني لها من كل ما عشقت وأحبت عالما يضمهما سويا , كانت تحب الأطفال فوعدها بطفلة وسماها لها وقال لها ستأتي لتعلم كم أحببتك , كانت تجرحه وكان يحافظ على قلبها الرقيق قائلا : وعدتك ألا أجرحك وها أنا ذا ألتزم بوعودي وعهودي .

سار فى عشقها وفى ولهه بها حتي وصل إلى ما هوا أبعد من شطآن الخيال , عشقها حتي إستنفذته ولم تبقى منه شيئا قد يكمل به عمره ليحيا بين الناس كريما كما إعتاد أو نزيها يترفع عن كل شىء يمنح له , إستنفذت قواه حتي لم يبق منها شيء حتى له , إستنفذت حتي دمه , ولكنه إستمر فى عشقها ولو حتي بأقل أقل أقل القليل من القليل منها .

رحلت لتتركه بلا لا شىء فى الفراغ وفى العدم كل شىء هوا اللاشىء بل هوا اللاشىء ذاته  , وبرغم ذلك مازال يراها ويعرف كيف ستتحرك ومتي تستيقظ ومتي تبتسم وكيف تبتسم ومن يرسم تلك البسمة , يعرف أنها حتى وإن رحلت سيأتي اليوم الذى تعود فيه , ولذلك أخذ يعيد شحذ قوته وروعته وأناقته وحتي وسامته وصبره وإحتماله ليكون مستعدا لها حين تعود من جديد , ليعشقها كما إختار وكما أعلن وكما تمنت وأرادت وتمني .

 عنها 

لم تفهم للحياة معني أو مغزي لكنها سعت فيها وصدقتهم حين قالوا  ( كل شىء بيعدي ) , إهتمت بكل الإشارات التي يمنحها لها الكون والتي يرسلها عقلها ونفسها كل صباح ومساء , إحترمت كبرياء دموعها فلم تبك أمام أحد قط ولكن خوفها من كل شىء كان أعظم من كبرياءها فلم تستطع أن تخفيه عنه حين مدت يدها لتصافحه فى المرة الأولي , ولم تستطع بأن تمنعه أو تمنع نفسها من بناء عالم خاص بهما هما فقط بعيد عن كل الدنيا , مازالت كرامتها تسجنها وكأنها سندريلا وزوجة أبيها قد حبستها ولكن الفرق الوحيد أنها أغلقت عليها الباب مع الأمير فلم تعد تطيق الأمير لأنه صار أمرا مسلما به و حقيقة مستمرة فى حياتها وجزءا زائدا من كيانها وكأنه أريكة السجن التى ترتاح عليها كل مساء .

كانت لمسة يده تعني لها الكثير تلك اللمسة التي كانت لها كالشرارة التى بدأ منها كل شىء , ربما هوا القدر الذى رتب لهم الكثير والكثير وربما هى المصادفة المبنية أيضا على القدر وربما لا يهم كل هذا قدر ما يهم كم تحبه وكم يحبها , أفكاره قد سحرتها لأزمنة وأزمنة وحكايته و خيالاته وكلماته قد عبرت بها إلى عوالم لم تعلم بوجودها من قبل , ولكن خوفها كان دوما هنالك بالرغم من كل ما أثبته لها من أنه سيظل يحبها وسيظل بجوارها  فكانت كالمستكشف فى قارة أخري يخشي بلا داعي إستنشاق الهواء خوفا  من القارة الجديدة التى وطئتها قدميه أن تلعنه أو شىء كهذا

كانت تثور وتتمرد أحيانا على كل شىء قائله ( مادمت سأستطع الحياة بدون هذا فذلك يكفيني ) مهما كان ( هذا ) الذى ذكرته , تناست تماما كيف يمر الوقت وكيف يترك الزمان بجوانب قلوبنا وبجوانب عقولنا علامات ( كزالك ) , تناست أنها قد حاربت كثيرا من قبل ولكنها أبدا أبدا لم تقدر على مصارعة نفسها ولا على إعلان الحرب على الحياة , إكتفت بأن أعلنت عليه الحب ودفنت أسرارها بعيدا عنه حتي لا يراها ولا يفهم سر أصل كل فعل وسر فكر كل رد فعل , الثائرة المجنونة الطفلة الحزينة الباكية الرائعة الساحرة , لم يدر بما يصفها لأنها مثله قد جمعت من كل شىء من الأشياء أجزاءا بداخلها .

لم تدرك معني كلماته التي قالها دوما ( أني أحببتك وإتخذت قراري ) شغلت نفسها ياتري يا هلتري ما يخبئه القدر لهما , زرعت الشروخ فى جدران عالمهما لتمتد إلى أساس هذا العالم وأروع ما كان فيه ,وحين ظن مجرد الظن بأنها قد كبرت بما فيه الكفاية لتعرف كيف تختار وكيف تقرر ولم يكن قد تأكد بعد وما أراد أن يمنحها مثل هذا الحق ولكن إيمانه بها وبحبها له قد جعله يتخذ هذا القرار ويمنحها مثل هذا الحق لتختار وتقرر , فقررت أن ترحل من سجنها وظنت أنها السندريلا أو الفراشة التى ستكبر لتترك الشرنقة أو العصفور البديع الذى سيترك العش يوما ما , نست وتناست أن  الأمير مازال محبوسا هناك وبعد رحيلها حين سألوها : لمَ تركته ورحلتي ؟؟؟ قالت : لا أدري وصمتت قبل أن تستطرد قولها : ولكنه يحبني كثيرا .

شاب فقري 


ملحق قصيدة بالبوست :
((

إني خيرتُكِ فاختاري

ما بينَ الموتِ على صدري..

أو فوقَ دفاترِ أشعاري..

إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ

فجُبنٌ ألا تختاري..

لا توجدُ منطقةٌ وسطى

ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

إرمي أوراقكِ كاملةً..

وسأرضى عن أيِّ قرارِ..

قولي. إنفعلي. إنفجري

لا تقفي مثلَ المسمارِ..

لا يمكنُ أن أبقى أبداً

كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ

إختاري قدراً بين اثنينِ

وما أعنفَها أقداري..

مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ

وطويلٌ جداً.. مشواري

غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي

لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..

الحبُّ مواجهةٌ كبرى

إبحارٌ ضدَّ التيارِ

صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ

ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..

يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً

تتسلى من خلفِ ستارِ..

إني لا أؤمنُ في حبٍّ..

لا يحملُ نزقَ الثوارِ..

لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ

لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..

آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني

يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

إنّي خيرتك.. فاختاري

ما بينَ الموتِ على صدري

أو فوقَ دفاترِ أشعاري

لا توجدُ منطقةٌ وسطى

ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..

القصيدة لنزار قباني

))

هناك 5 تعليقات:

Romancia يقول...

شوفت نفسى اوى فى البوست ده ...معرفش ليه بشوف نفسى بشكل او باخر فى معظم كتاباتك ...غريب

بس تسلم ايديك بجد رائعه

شاب فقرى يقول...

:)


شكرا يا مروة

:)

بنتظر تعليقاتك وبتسعدني جدا

:)

يارب دايما يسعدك كل اللى بكتبه :)

فقري :)

الازهرى يقول...

مش عارف يا صاحبى
قريتها بعد الفجر
وعيشت فيها

وما كنتش عارف أعلق عليها

أحسيسها كتير
وحكت كتييييييييييييير فوق ما تتخيل

أحيانا إن لم يكن غاليا
يكون للقدر كلمة أخرى .... أخيرة

دام قلمك الرائع

شاب فقرى يقول...

أسامة صديقي

لا أعلم ما يخبئه لى القدر ولا أحد يعلم ما هى كلمته الأخيرة لكن من الواضح حتي الآن أنه لا يخبيء لى إلا الألم ...

نورت يا صديقى ودمت بكل ود وأخشي بكل صراحة ألا أستطيع الإيفاء بموعدي معك اليوم

أنت لا تدرك حقا ما أعانيه اليوم ...
تباً لكل شىء , وتبا لكل الكذابين

خالص تحياتى وتقديري وإحترامى

شاب فقري

Sally Ahmed يقول...

:))) جميييييييييله