الخميس، 1 سبتمبر 2011

لما تنسى حلمك

العامل المشترك دايما اللى بلاحظه فى قصص كتير أوى بقراها أو حتى أفلام بشوفها لو فيها قصة حب يعنى إن دايما فى طرفين ( حلوة المعلومة دى ) وإن الطرفين دايما فى بينهم مشكلة ( معلومة أخطر ) وإن دايما المشكلة مشكلة فهم أو تفاهم بينهم ( هنعتقد إن كل المشاكل كدا ) وإن دايما أحد الطرفين بيهرب أو بيحاول يلاقى الحل بإنه يبعد والطرف التانى بيفضل مستنى ... هنا بقى هنتكلم عن الطرف المستنى والطرف الآخر الهربان ... من خلال نظرتى أنا .
الإنتظار
الإنتظار هوا لعنة الوقت ... الوقت هوا العمر وهوا النجاح وهوا الفشل وهوا المرض وهوا الأمل وكلمة إن الوقت هيعدى وإن الموضوع هيمر مع اللى مر قبله وفى أدلة كتير جدا كافية وغير كافية لإننا نعرف ببساطة إن الوقت هوا كل حاجة فى حياتنا كل موقف وكل صوت وكل منظر وكل مشهد وكل إحساس وكل كلمة حلوة وكل لحظة حلوة بتفوت علينا
الإنتظار بقى هوا لعنة الوقت ... هوا الوقت اللى بتقف فيه تتفرج على مشهد نفسك يخلص على طول أو هوا الوقت اللى بتقف فيه تتفرج على حياتك فى إنتظار إن هيحصل حاجة جديدة لكن مفيش حاجة بتحصل ... السبب ببساطة إنك واقف فى مكانك بتتفرج مش بتتدخل فى المشهد زى بالظبط اللى قاعد يتفرج على فيلم وبيحلل كل لحظة فيه وبيحب البطل والبطلة جدا ولكن ... مهما عمل فمش هيقدر يخش فى نص الفيلم ويصلح بينهم و يرجعهم لبعض عشان يقدر يشوف أو يسمع أو يستمتع بلحظة حلوة على شاشة السينما ... الإنتظار هوا الوقت الضائع فى حياتنا اللى بنحاول دايما مش نقضيه .. دايما بنحاول نعمل أى حاجة فى حياتنا مثلا يعنى نفرح أو نحزن أو نشتغل أو نحقق هدف ولكن الإنتظار دايما هوا اللى بنهرب منه لأنه بيخلينا فى المواجهة .
المواجهة مع نفسنا ومع أحلامنا بس ياترى إيه هى أحلامنا وليه بنخاف أوى كدا نواجه نفسنا ؟؟؟
أحلامنا دايما زى ما بشوفها بتنقسم لنوعين وهتفهم لما أقول النوعين فورا أنا مصنفهم إزاى :
الحلم الجميل والحلم الواقعى
أولا : الحلم الجميل
الحلم الجميل هوا الحلم اللى بنختاره تبعا لمقاييسنا إحنا ... زى مثلا إنك تحب بنت السلطان أو تشتغل طيار أو تلف العالم أو تسكن فى هاواى أو تدرس فى معهد MIT فى أمريكا أو إنك تروح تدرس الطب أو إنك تبنى قصر لو مشيت في الجنينه بتاعته ست ساعات مش تخلصها لأنك بتحب المشى ومش عايز تشوف وإنته ماشى غير الخضرة وبس ... الحلم الجميل هنا هوا الحلم اللى بنختاره مهما كانت إستحالته وهفرض تانى فرض إنك مثلا ممكن تحب شخصية وإنته عارف تمام المعرفة إنها مش ليك ...
الحلم الجميل هوا اللى بيصبرنا عالواقع اللى بنعيشه وبيقدر يخلينا نكمل فى الطريق اللى ماشيين فيه مهما كان لأن اللى بيدفعنا للتكملة فى الطريق هوا الأمل والأمل لمن لا يعرف ( هوا أكثر المشاعر الإنسانية تهورا وجنونا وتفاؤلا فالأمل بيخليك تمشى فى الطريق المستحيل أو تتعب عشان حاجة مستحيلة فى حين إنك مستحيل تحققها وفى نفس الوقت هوا الشىء اللى بيخلينا نشتغل ونتعب عشان نحقق هدف بسيط ) والحلم الجميل هوا الحلم اللى بيرافقنا طول العمر يعنى مهما حاولت وبذلت من مجهود عمرك ما هتقدر تطرده من خيالك ولا من دماغك أبدا ... الحلم الجميل هوا كل حاجة حلوة نفسنا فيها ومش نستحقها وهوا كل حاجة حلوة نفسنا فيها ومش طايلينها وعارفين إنها مش لينا وهوا حته الشوكلاته اللى فى إيد عيل ماشى فى الشارع وإنته نفسك فيها ومش طايلها ولا حتى معاك مليم تشترى شوكلاته
الحلم الجميل هوا الوحيد اللى بنندم عليه لو مش إنتقل للواقع هوا اللى بنندم عليه لو حاولنا نتبع كلام الناس العاقلة أو كلام عقلنا ونسيناه بنرجع نندم عليه بشكل جنونى وبيجرحنا أوى وبيعلم جوانا أوى وخاصة إنه كان المهرب من أى ألم أو وجع فى حياتنا
ثانيا : الحلم الواقعى
الحلم الواقعى : واضح جد من إسمه إنه مرتبط بالواقع ودا بيكسر كلمة الحلم وبيخلق نوع من التناقض بين الإتنين أو بمعنى آخر بيخلى من المستحيل إجتماع الكلمتين سوا ... الحلم الواقعى هوا زى مثلا : لما البنت أهلها بيقولوا لها دا عريس كويس ولازم تتجوزيه او توافقى عليه أو إتخطبى له عالأقل وبكره هتحبيه أو هوا كلام العقل اللى بيبقى مر أوى على قلبنا وبيبقى مثالى بزيادة وراضى بالظروف ومش عايز يخرج عنها وعايز يفضل زى ما هوا أو بتعديل بسيط يبقى فى حياة مملة
الحلم الواقعى هوا قرار إننا نبعد عن شخص بنحبه لمجرد إنه مينفعش وكلمة مينفعش هنا سببها إن العلاقة فيها حاجة غلط أو شىء مش تمام أو إن الطرف التانى هيضيعنا أو إننا نحاول نبقى زى ما الناس بتشوفنا .... حكيت لكم حكاية جحا والناس ؟؟؟
طيب إسمعوها :
***
يقال إن جحا كان عنده حمار وقرر هوا وإبنه يروحوا مشوار ( حلو السجع دا ) المهم إنهم مشيوا فى الشارع جحا راكب الحمار وإبنه ماشى جنبه وهما ماشيين الناس شافتهم قالوا : شوف الراجل اللى معندوش قلب سايب إبنه يمشى وراكب هوا الحمار ومش قادر ولا راضى يركب إبنه .... قام جحا طبعا نزل من عالحمار وركب الواد ومشى يسحب الحمار .. وهما ماشيين فى ناس شافتهم وقالوا : شوف العيل السافل راكب الحمار وسايب إبوه ماشى تعبان فى الشمس والحر ... قام على الفور جحا ركب الحمار جنب إبنه وهما راكبين الحمار سوا فاتوا على ناس قاعدين فى الشارع قام الناس قالت : شوفوا العالم المفترية راكبين هما الإتنين الحمار فى الحر دا ومعندهمش أى إحساس بالحيوان المسكين ... قام جحا نزل هوا وإبنه وشالوا الحمار ...وهما شايلينه فاتوا على ناس قالت : شوف العالم المجنونة شاريين الحمار عشان يشيلوه هما
***
الخلاصة إن الناس دايما مش هيعجبها حالك سواء ماشى صح او غلط فى كل الأحوال إنته غلطان وإنته بتتصرف غلط ومش فاهم الحياة ومش عايز تبقى أحسن والسبب طبعا لأن الناس فاضية وفى نفس الوقت بتحكم عليك وعلى تصرفاتك بمثالية زايدة بحيث إن إنته عمرك ما هتعرف تتصرف بالمثالية الزايدة لأن حياتك هتتحول لجحيم فى اللحظة دى ... جرب الأول مش تسألنى ليه حياتى هتبقى جحيم
***
المهم فى الموضوع إن الحلم الواقعى دى عامل زى الولد المؤدب اللى بيسمع الكلام وبيشرب اللبن قبل ما ينام وبيروح يطاوع بابا وماما وبيمشى جنب الحيط عشان ميتعورش ... حياته مليانة مثالية أو واقعية لدرجة إنها مش حلوة وهوا مش طايقها يعنى إن إنته تشوف الكلام اللى بيتقالك وتسمعه وتلغى إختيارك وتنسى مشاعرك وتنسى إنك إنسان لازم هتغلط وهتستغفر وربنا هيسامحك وتحاول تعيش على طول على إنك ملاك أو على إن اللى فات مش مهم وإنك هتعرف تنسى وتكمل طريقك
الحلم الواقعى هوا الوجع المستمر من التخلى عن الحلم الحقيقى ... زى ما فى قصة الغصب المشروع بالظبط لما البطلة اتخلت عن البطل عشان كلام أهلها وعشان أقنعوها إن اللى هى فيه دا تفاهات وإن اللى هى فيه جنان وكذلك صاحباتها عملوا كدا وهى قامت بأخذ القرار ولحد اللحظة دى لسه بتعانى

الإنتظار بقى فى حالة الإختيار بين الحلم الواقعى والحلم الجميل لما تطلع برا الصندوق وتقعد تبص هتلاقى نفسك فى الحلم الجميل دا كنت عايش مبسوط ومستريح وحاسس إن حياتك لها معنى حتى وإن محققتش حلمك دا وفى الحلم الواقعى هتلاقى إن كل حاجة مملة وزفت وتزهق وبتوجع أوى حتى وإن كانت ظروفك ميه ميه ومتبع حلمك الواقعى بحذافيره وحتى وإن كانت كل حياتك ماشية فى سلام وأمان هتلاقى إنك برده زهقان وقرفان وحاسس إنك عايز تتخلص من كل حاجة حلوة ( اللى هى الواقع بتاعك ) وترميها فى الزبالة وتعيش بجنون لدرجة إن لو حد شافك فعلا هيقول عليك مجنون

الإنتظار دايما هوا الألم اللى مش بتقدر تسيطر عليه بأى مسكنات ولا بأى أدوية ولا بأى إحساس آخر وميقدرش عليه حد مهما كان لأنه دايما له ( نقطة إنكسار ) يعنى هتنكسر فى لحظة من اللحظات وتصرخ بإنك مش محتمل ... وتحاول تفوق بقى وتحدد فعلا إنته عايز إيه ومحتاج إيه بالظبط .. وترجع تدور على حلمك الجميل اللى ضيعته من إيدك لأنك ببساطة مآمنتش بيه بشكل كافى على الرغم من إحتياجك الرهيب له وعلى الرغم من عشقك له وعلى الرغم من إنك بتحب حياتك أوى أوى أوى حتى لو عايش على أمل إنك تحققه ومش عايشه هوا فعلا ... وترجع تندم فى لحظة بتكون فيها الفرصة ضاعت على إنك تحقق حلمك الجميل دا ومش بيكون إتبقى لك غير شوية حاجات بسيطة أوى وتافهة أوى بتفكرك بحلمك وتحاول تجمعها كلها فى كتاب أو فى ألبوم أو فى أى حاجة بحيث إنها تديك إحساس حلو كل ما تبص لها وتصبرك عالواقع اللى هتبقى مغموس فيه بنسبة مليون فى المية لأن خلاص بيكون الوقت فات على المسامحة وعلى القبول بالطرف التانى زى ما هوا وعلى إنك تشوف نفسك حلو وإنسان طيب من جوا ... لأنك بالفعل مبقتش طيب لما كسرت حلمك أو لما حاولت تتعدى على طبيعتك أو لما شفت الدنيا بعيون حد مش حاسس بيك وسيب اللى حاسس بيه بجد وهوا حلمك اللى مستخبى دايما فى كتاب أحلامك فى المرتبة الأولى ...

وعلى رأى المثل : ما هوا أحا لما تنسى حلمك قولى هتبقى مين ؟؟؟
وعلى رأى المثل : لو جابوا للمجنون ألف عقل على عقله ميعجبوش غير عقله ...

وبما إنى فاضى وموراييش حاجة لأنى طبيعى بكتئب فى الأعياد ومبحبش الأفراح ولا العزومات ولا اللمة لأنى إنسان وحيد بالفطرة والحاجة الوحيدة اللى بتهون عليا إنى ألاقى حد بيسأل عليا فلذلك هكون متفرغ بنسبة مليون فى المية فى الرد على أى تعليق جوا المدونة هنا وعلى أى بوست مهما كان ... فى إنتظاركم
شاب فقرى

هناك 3 تعليقات:

Ammal Side يقول...

الحلم الواقعي في نظري على الاقل هو انك تحلم بتعليم كويس وصحة كويسة لك ولولادك بعد عشرين ثلاثين سنة
ممكن يتحقق وممكن لا حسب الاحلام الخيالية اللي تتخلى عنها عشانه
..
الحلم الخيالي انك تكون في حالة سعادة دائمة اما برفقة قلب تحبه ويحبك او بعالم ترسمه بطريقتك
وجمالية هذا الحلم انه خيالي يتسع ويضيق حسب سعة خيالك
..
مش ضروري يكون الحلم الواقعي نهاية مؤسفة للانتظار
ومش ضروري يكون الانتظار لعنةووقوف متفرج
لا
ممكن الانتظار انما هو الوقت والزمن اللي محتاجينه لنضج امر او انتهاء فترة
...
حين ترى الانتظار لعنة اراه نعمة
نعم فهو المام بالصورة وتدارك امور تحتاج الى وقت حتى تظهر على حقيقتها

...
بالنسبة لحالة الحب او العلاقة بين طرفين
اعتقد كل شخص له تصور معين لحالة الحب ونادرا ما تتوافق تصورات شخصين لهذه الحالة
والاندر ان يتفقان لكن قد يكون احدهما اوفى من الاخر لهذه الصورة فيتمسك بهااكثر فيحدث خلاف
...
قرأت تدوينتك ورددت بعفوية وبدون ترتيب فقط ما علق بذاكرتي
اختلطت بين العامية والفصحى
لا يهم ان تنشرها ام لا يكفي ان تقرأها ولك كامل الحرية

دمت ..~

Romancia يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Romancia يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.