لم يدرى وهوا طفلا أن حياته ستكون مثل قصة حياة الأراجوز ولا حتى حلم يوم بأن يكون مثله
فلقد كانت نظرته لصانع الأراجوز وطريقة تقليده انها فكاهيه دوما و عندما يشاهده ( هيموت من الضحك ) وأنه يجب ان يتوفر له (( تلاتة تعريفة )) يعطيها للأراجوز لكى يسمح له بالمشاهدة والضحك
كان كل ما يهمه فى الحياة هوا الضحك والنوم والجرى فى (( الغيط )) بين سنايل القمح التى تدوما لا تلسع إلا فى القفا ولا يدرى لما لم يصيبه مثل بقيت الصبية شوكا منها فى عينيه بل كان كل ما يهمه هوا كيف يغطى تلك المساحة الكامنه خلف رأسه المسماه ب (( القفا ))
لم يهتم بالتعليم ولكنهم كانوا يلقبونه بالعفريت لأنه الأذكى والأكثر تفوقا بين زملاؤه
كانت دوما طوابير أقرانه تقف أمامه طالبين منه (( حلللى الواجب يا سماعين )) لأنهم يدرون جيدا أن خرزانة الأستاذ عبد الباسط ستنطلق فيهم بعد قليل مدا و (( عبطا )) على مرأى ومسمع من كل من بالمدرسة , حتى (( سماعين )) نفسه إستيقظ ثلثى الليل تحت عمود النور فى الطريق الزراعى لينهى الواجب الذى لا ينتهى أبدا وتحمل ضرب أباه على عودته متأخرا ولكن هيهات هناك فرق بين ضرب الأب و خرزانة الأستاذ عبد الباسط
كان دوما يشعر بأن له هيبة مخفية مهما ضربه كل المدرسين من أجل الواجب ومهما لسعته سنايل القمح على (( قفاه )) كان يشعر دوما بأن كل هذا لا يمكن أن ينال منه ولا يقترب من كرامته قيد أنمله
ربما لم يدرك جيدا معنى الكرامة للرجل فى ذلك الوقت
فكان يظن ان الكرامه هى أن أن يكون أفندى محترم يسكن بالبندر ويزور العائلة كل شهر وان الوظيفة الحكومية هى كل ما يمكن أن يوفر له الكرامة والمال والأسرة والزوجة بل و (( حتة أرض )) يقيم بها منزلا كمنزل المهندس الزراعى فى قريتهم
كان يظن أن فقدان الكرامة فقط يكون بالضرب على مرأى ومسمع من أقرانه فى المدرسة , أو ربما يكون فى الفشل فى المدرسة وأن يعمل كالأراجوز يسلى الأطفال ويلقى النكات
وكبر سماعين وكبرت أحلامه معه ولم يملك المال الكافى ليلتحق بالجامعة ولم يكن يطمح فى أكثر من هذا من (( علام )) كان فقط يريد الوظيفة الحكومية والبيت والأسرة ولهذا فقد قبل أول وظيفة جاءت إليه كحاجب فى المحكمة فهى وظيفة تحمل الكثيروالكثير من الكرامة كلمة واحدة منه وتقف القاعة كلها على أثرها
كان يشعر فى لفظ كلمة (( محكمااااااااااااة )) أنه الآمر الناهى فى حياة هؤلاء العباد ولكن كل هذا كان يزول بمجرد دخول القاضى وجلوسهم مرة أخرى ,كان يشعر بأن كرامته ناقصه شيئا ما
بأن هناك شىء يفتقده فى حياته لا يمكن له أن يجده فى أى مكان آخر ...
إنتهت الحلقة الأولى
شاب فقرى
هناك 19 تعليقًا:
جميله ومشوقه
مستنيين الجزء التاني
تحياتي
جميلة
حاسة اني بتفرج على البيانولا
مستنين الحلقات القادمة
تحياتي
والله يا كرمله بجد يعني ومن غيراي مجامله وبدون تحيز ومن غير اي نفاق وبحق وحقيقي
وبكل صراحه وبصدق يعني ومن غيير كلام
انا مستني الباقي
بجد روووووووووووووعه
وكمل علطووووووووووووووول
بالتوفيق:)
بانتظار الباقي
اولا ازيك
موضوع تلاتين يوم تدوين دا خلانا ندور على بعض تانى
بدايه القصه شكلها تحفه
مستنى حلقاتك وبسرعه بقى
تحياتى
مشوقه اوى
بس اهم حاجه اللى انا حستفيده منها
مستنيه تكمل
انا علقت على البوسست اللى فات
تحياتى
هبة
السلام عليكم/شكلها قصه حلوه بس ليه اتجهت الاتجاه ده مقالاتك جامده واكيد لو ليهامغزي يهم الناس هتكون مفيده ربنايوفقك منتظره باقي الحكايه
جميله اوى
الاسلوب كمان متميز مستنين الحلقه التانيه
تحياتى
كرملة..
اخبارك ايه..؟؟
انا غيبت كتييير قوي معلش بس بجد الطريقة بتاعتك في السرد مخلياني عاوز اقرا الباقي من حكايات "سماعين" في الحياة..!!
عجبني قوي قوي قوي على فكرة البوست اللي فات . فكة ان لكل حاجة عيب ومهمتنا اننا نلاقي العيب ده عشان نعرف (نداريه) لانه ديما ها يفضل موجود :) :)
فى انتظار باقى الاجزاء
تحياتى
:)
شكرا لكل التعليقات عالقصة
شكرا لكم جميعا لتشجعيكم
شاب فقرى
سمسم
طبعا محتفظ بيها كلها
----
كلماتك جميلة اوى وبتعرف تلمسسنى وتلمس دموعى
بالرغم من انى بقالى اكتر من خمس سنين مش بعيط :(
موهوبه بالفطرة ما شاء الله
او يمكن فاهمانى :(
مبروك كل حاجة الف مبروك
مش عارف اعمل ايه
اليومين دول مبقاليش نفس اكتب
ومبقاليش نفس انطق
لان كل الناس اللى كنت بثق فى رأيهم إختفوا
الف مبروك
فرحان لك اوى
ربنا يزيدك يارب
بالنسبة لميل الجروب
مفهمتش اعمل بيه ايه :$
؟؟؟؟
كنت بسال راحت فين تعليقاتك
اخيرا رجعت
حمدا لله بالسلامة :)
ربنا يحفظك ويعزك يارب
ويتنج فور يو
خالص التحية والتقدير والاحترام
شاب فقرى
أحضر الكورس إزاى يا سمسم ؟؟؟
طريقة سرد سلسة وجميلة جداً
فى إنتظار الجزء التانى قريباً
تحياتى
الآن أنا اؤمن بالمستحيل الممكن حدوثه
انه أنت
و اعذرني إذ أن تعليقي قصير لأنني لم أجد ما يتوافق مع حكايتك روعة
أنا أمتدحك الآن ! ... لا
أنا فقط أحمسك لتكتب الجزء الثاني قريباً ... قريباً جداً
الآن لو استطعت
تقبل مروري .. تحيتي .. مودتي .. زيارتي الأولى و لن تكون الأخيرة
قصة حقيقية بتحصل كل يوم وكلماتها بسيطة عشان كدة كانت مفهومة
إرسال تعليق